عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-20-2018, 01:21 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

الدرس رقم١٣


🌐 الطريقة الثالثة ⤵التعامل مع بعض الناس بالتحايل الذكي⤵:

النقطة الثالثة جميلة جدا وهي التحايل الذكي......

👈هناك أناس مؤمنون بالحق 👈ومن الجميل أنهم مؤمنون بالحق ولكنهم لا يتسمون بالمرونة بل بالجمود. ⤵
👈فالحياة عندهم لونان؛ إما أبيض أو أسود.
ولكن لنرى أبا حنيفة وطرقه وتحايلاته الذكية ومرونته الشديدة حين يستحيل أن تتكلم بطريقة عقلية ويفهم
من هو أمامك، ولنتعلم منه أيضا.⤵

⬅👈كان أبو جعفر المنصور هو الخليفة وأمير المؤمنين في العراق في ذلك الوقت وكان أحيانا يقتل الكثير من الناس، 👈كما كان يشعر بالقلق تجاه أبي حنيفة لأن أبا حنيفة كان بمثابة القائد وكان متجددا.
وكان أبو حنيفة لا يرضى عن الكثير من تصرفات المنصور - خاصة مسألة قتل الناس-
وكان هناك شخص في مجلس أبي جعفر المنصور يسمى أبو العباس الطوسي،
كان أبو العباس الطوسي رئيس الشرطة لدى المنصور وكان يكره أبا حنيفة ويحسده.

👈دعا المنصور أبا حنيفة أن يحضر جلسته، فذهب أبو حنيفة لقصر الخليفة وعند دخوله القصر،
أشار الطوسي لمن كان بجانبه
وقال له: "اليوم أقتل أبا حنيفة!". ......فشعر بذلك أبو حنيفة.
⬅👈‼ثم دخل الطوسي المجلس وقال: "يا أمير المؤمنين، أتأذن لي أن أناظر أبا حنيفة، أسأله سؤالاً فقهياً؟" ⁉

فقال له المنصور: "اسأل".

👈فقال: "يا أبا حنيفة، أمير المؤمنين يبدو له رأي في إنسان فيقول لنا دون أن ندري لماذا؟
"اقتل فلاناً!"،
أأقتله وأطيع أمير المؤمنين أم أعصي أمير المؤمنين؟"‼
أي أنه حفر لأبي حنيفة حفرة وكان في انتظار أن يقع فيها أبو حنيفة.
👈فنظر أبو حنيفة - ولاحظ هنا سرعة البديهة لدى أبي حنيفة مع العلم أنه إذا قال ما يراه صحيحا بطريقة مباشرة فلن يكسب الكثير- إلى الطوسي
👈 وقال له: "يا أبا العباس، أمير المؤمنين يأمر بالحق أم بالباطل؟"‼

فقال: "يأمر بالحق".
قال: "افعل الحق ولا تسأل"

👈 ثم أمال أبو حنيفة على من كان بجانبه وقال له: "أراد أن يَربُطَني فَرَبَطتُه".

👈 كان يتمتع أبو حنيفة بشخصية خطيرة.
👈 ومسألة التحايل الذكي إنما تكتسب بالاحتكاك وبعدم الانعزال عن الناس.
أعلم أن هناك من يقول:
"أنا لا أستطيع أن أتعامل هكذا!"
ولكني أقول لهم: "ومَن مِنا كان يستطيع أن يتعامل هكذا؟"
إنما تكتسب هذه المهارة بالاستعانة بالله ثم بالتدريب والاحتكاك بالناس، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث بالغ الأهمية: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". "
👈فبعد أن رد أبو حنيفة على الطوسي بهذا الشكل، اشتعل وجه الطوسي احمرارًا وانتشر الضحك في مجلس أمير المؤمنين.
👈فأراد أبو حنيفة أن يخرج أبا العباس من حالة الألم والاستهزاء بمزحة، ⤵
⬅فقال: "يا أمير المؤمنين، أحكي لك قصة رواها لنا الشَعْبَّي..." وهو أحد الأئمة الكبار "...أن الأسد ملك الغابة مَرِض فزارته كل الحيوانات إلا الثعلب. فجاء الذئب إلى الملك وقال له:⤵
"يا أمير الغابة، يا ملك الغابة، زارتك كل الحيوانات إلا الثعلب لأنه لا يحبك!".
👈 فغَضِب الملك الأسد وقال: "عندما يأتي سنرى".
فَعَلِم الثعلب أن الذئب قال ذلك. وجاء الثعلب فقال له الأسد: "لماذا لم تأتِ لتزورني لما مَرِضت؟"
👈قال الثعلب: "كل الحيوانات زارتك،
أما أنا فذهبت أبحث لك عن الدواء".
فقال الملك: "ووجدت الدواء؟ فأنا مازلت مريضا".
👈 قال: "نعم، هذه الخرزة إذا وضعتها في ساق الذئب شُفيت"
👈فأخذ الملك الأسد الخرزة ووضعها في ساق الذئب، فنزف الذئب دما. وانتظره الثعلب خارج المكان. وعند خروج الذئب بساقه التي تنزف دما،
قال له الثعلب: "يا صاحب الخُف الأحمر..." لِمَا نزف من الدماء ".
..إذا فعلت ذلك ثانيةً، هذه المرة الخرزة في ساقك، المرة القادمة الخرزة في رأسك!".⤵


👈فضحك أمير المؤمنين ولم يتمالك العباس نفسه فضحك أيضا......... يقولون: "ثم جلس بجوار أبي العباس، فَنَمَت الصداقة بينهما منذ ذلك اليوم". كان أبو حنيفة لا يخسر أحدا ......
[/color][/size]

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 09-20-2018 الساعة 01:26 AM
رد مع اقتباس