عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-07-2020, 11:17 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,647
افتراضي

واعد قرآنية : القاعدة الثالثة:

{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}
[البقرة:237].

💡تعتبر هذه الآية قاعدة من القواعد السلوكية التي تدلُّ على عظمة هذا الدين وشموله وعظمة مبادئه،

📌ومع أن النسيان أمرٌ جِبِلّي، ليس بوسع الإنسان دفعه؛ إلا أن الآية الكريمة جاءت بالتأكيد على عدم النسيان، والمراد به هنا: الإهمال وقلة الاعتناء.

📍إذا تعارف الناس الفضل بينهم؛
⇦سهُلَ على المُذنِب الاعتراف بالذنب،
⇦وسهلَ على من له الحقّ أن يعفو،
≠بخلاف ما إذا أصبحوا لا يتنازلون عن حقوق ذواتهم.

✨وللهِ ما أعظم هذه القاعدة لو تم تطبيقها بين الأزواج! وبين كل من تجمعنا بهم رابطة أو علاقة من العلاقات!

🎯 من صور تطبيقات هذه القاعدة*:

• في حياتنا مجموعة من العلاقات -سوى علاقة الزواج-؛ إمّا علاقة قرابة، أو مصاهرة، أو علاقة عمل، فما أحرانا أن نطبق هذه القاعدة في حياتنا؛ ليبقى الود، ولتحفظ الحقوق، وتتصافى القلوب؛ وإلا فإن مجانبة تطبيق هذه القاعدة الأخلاقية العظيمة، يعني مزيدًا من التفكك، ووأدًا لبعض الأخلاق الشريفة.

• ومن العلاقات التي لا يكاد ينفك عنها أحدنا: علاقة العمل -سواء كان حكوميًّا أو خاصًّا، أو تجاريًّا-، فقد تجمعنا بأحد من الناس علاقة عمل، وقد تقتضي الظروف أن يحصل الاستغناء عن أحد الموظفين، أو انتقال أحد الأطراف إلى مكان عمل آخر برغبته واختياره، وهذا موضع من مواضع هذه القاعدة؛

⇦فلا ينبغي أن يُنسى الفضل بين الطرفين، فكم هو جميل أن يبادر أحد الطرفين إلى إشعار الطرف الآخر: أنه وإن تفرقنا -بعد مدة من التعاون- فإن ظرف الانتقال لا يمكن أن ينسينا ما كان بيننا من وُدٍ واحترام، وتعاونٍ على مصالح مشتركة؛ ولذا فإنك تُكْبر أولئك الأفراد، وتلك المؤسسات التي تُعبِّر عن هذه القاعدة عمليًا بحفل تكريمي أو توديعي لذلك الطرف؛ فإن هذا من الذكريات الجميلة التي لا ينساها المحتَفَى به،

📍وإذا أردتَ أن تعرف موقع وأثر مثل هذه المواقف الجميلة؛ فانظر إلى الأثر النفسي السلبي الذي يتركه عدم المبالاة بمن بذلوا وخدموا في مؤسساتهم الحكومية أو الخاصة لعدة سنوات، فلا يصلهم ولا خطاب شكر!

📌ومن ميادين تطبيق هذه القاعدة: الوفاء للمعلمين، وحفظ أثرهم الحسن في نفس المتعلم.

📌وفي واقعنا مواضع كثيرة لتفعيل هذه القاعدة القرآنية الكريمة:

◁ف للجيران الذين افترقوا منها نصيب،
◁ولجماعة المسجد منها حظّ،
◁بل حتى العامل والخادم الذي أحسن الخدمة،

💡ولهذه القاعدة حضورها القوي في المعاملة، حتى قال بعض أهل العلم: «من بركة الرزق: أن لا ينسى العبد الفضل في المعاملة، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ بالتيسير على الموسرين، وإنظار المعسرين، والمحاباة عند البيع والشراء، بما تيسر من قليل أو كثير، فبذلك ينال العبد خيرًا كثيرًا».

نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال؛ لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يعيذنا من سيئها؛ لا يعيذ منها إلا هو سبحانه.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس