عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 10-07-2020, 03:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة الثالثة عشرة:

🔅 {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} [النساء:11]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية، تُوقِفُ العبدَ على شيءٍ من عظمة الله -تعالى- في خلقه وحِكمته في شرعه، وتُوقف العبد على قصوره في علمه.

وهذه القاعدة جاءت في سياق آيات الفرائض في صدر سورة النساء، والمعنى:

🔅{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} يعني: الذين يرثونكم من الآباء والأبناء، {لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} أي: لا تعلمون أيّهم أنفع لكم في الدين والدنيا، فمنكم من يظن أن الأب أنفع له، فيكون الابن أنفع له، ومنكم من يظن أن الابن أنفع له فيكون الأب أنفع له، وأنا العالِم بمن هو أنفع لكم، وقد دبَّرت أمركم على ما فيه المصلحة فاتّبعوه.

💡ولو رُدَّ تقدير الإرث إلى عقولكم واختياركم لحصل من الضرر ما الله به عليم؛ لنقص العقول وعدم معرفتها بما هو اللائق الأحسن، في كل زمان ومكان.

🎯 من تطبيقات هذه القاعدة:

1- أنَّ بعض الآباء قد تكون خلفته من الذرية بنات فقط؛ فيضيق لذلك صدره، ويغتمّ لهذا الابتلاء، فتأتي هذه القاعدة لتسكب في قلبه اليقين والرضا، وكم من بنتٍ كانت أنفع لوالديها من عددٍ من الأبناء! والواقع شاهدٌ بذلك.

💡وأمّا في الآخرة فالأمر أعظم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أطوعكم لله -ﷻ- من الآباء والأبناء أرفعكم درجة يوم القيامة، والله -تعالى- يُشَفِّع المؤمنين بعضهم في بعض"، فإن كان الوالد أرفع درجة في الجنة رُفع إليه ولده، وإن كان الولد أرفع درجة رُفع إليه والده لتقر بذلك أعينهم.

2-والآية سلوة لأولئك الذين ابتلوا بأولاد معاقين، سواء كانت إعاقتهم سمعيةً أو بصريةً أو عقليةً أو بدنية، فقد يكون هذا المعاق أقرب لهم نفعًا في الدنيا قبل الآخرة!

💡فكم فتحت هذه الابتلاءات لوالديّ هؤلاء المعاقين من لذة التعلق بالله، ومناجاته، ورجائه الفرج! وكم ربّت في نفوسهم من معاني الصبر والاحتمال ما لم تكن تحصل لهم لولا هذه الابتلاءات!

ولعلّ أمثال هذه الابتلاءات بهؤلاء المعاقين تكون سببًا في رفعة درجاتهم عند الله -تعالى- رفعةً قد لا تبلغها أعمالهم!

3-ولئن كانت الآية واضحة المعنى في موضوع الابتلاء بالبنات، أو بأبناء فيهم عاهات أو إعاقات، فإنه يمكن أن يقاس عليها أمور أخرى، مثل: الأعمال الصالحة، والمؤلفات، والمقالات، والكلمات، بل والعبادات، فلا يدري الإنسان أي تلك الأعمال، والمؤلفات، والعبادات أكثر نفعًا له في الآخرة.

⇦وهذا كله يدعو العبد لأن يُكثر من أبواب الخير؛ فالإنسان لا يدري أيّ أعماله التي قد تكون سببًا في نيل رضوان الله والجنة،

⚠️ولرُبَّ عملٍ كبير لكن داخَلَه ما داخَلَه من حظوظ النفس؛ فلم ينتفع به صاحبه، ولرُبَّ عملٍ قليلٍ عَظُمت فيه النية، وصدَق صاحبها مع الله؛ فأثابه ثوابًا لا يخطر على باله، وفي قصة المرأة البغيّ التي سقت كلبًا أكبر شاهد على ذلك.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار وتصرُّف)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس