عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-22-2020, 09:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

5⃣
📚📖- قصص القرآن الكريم 📚

: " زوجة أيوب عليه السلام، رحمة ".

هى رحمة بنت يعقوب زوجة سيدنا ايوب - عليه السلام - كانت من النساء القدوة في الإخلاص وطاعة الزوج والصبر على البلاء، وكانت عابدة، حامدة، شاكرة، لم تترك زوجها أيام الشدة، بل صبرت، فوفّقها الله تعالى إلى حلاوة طاعته

كان زوجها أيوب عليه السلام، قبل البلاء كثير الولد والمال والزرع والأنعام.

‏فأراد الله إختبار إيمانه
فابتلاه الله بثلاث محنٍ عظيمة، وأولها بأن أخذ كل أمواله وأراضيه وأنعامه منه، كما ابتلاه بالأمراض في جسده، حتى لم يبقَ في جسده مكانٌ لم يُصِبْه البلاء إلا لسانه وقلبه، وظلّ يذكر الله تعالى بهما، وظلّ يسبح في الليل والنهار وفي كل وقت، كما ابتلاه الله تعالى بموت أولاده.

‏ففرّ منه الناس خوفاً من عدوى مرضه إلا إمرأته "رحمة" كانت خير معين له وأظهرت له حناناً وعطفاً مِلء قلبها الكبير تجاهه، ﴿ إنا وجدناه صابراً ﴾، ‏فلم تشتكي منه ولم تُفارقه حتى حاول الشيطان وسوستها فيما حدث، ويحادثها لمَ يحدث هذا لأيوب الذي لم يذنب ذنباً؟‏ فكانت تستعيذ الله من وساوسه.

‏وظلّت تقوم على رعايته وخدمته سبع سنين حتى جاءت لأيوب تطلبه أن يدعو الله ليشفيه، فسألها كم لبثتُ في البلاء ؟ فقالت سبعا، فقال لها حينما أخبرته أنه لبث سبع سنين في البلاء : "أستحي أن أطلب من الله رفع بلائه وما قضيت منه مدّة رخائي"، ﴿ نِعم العبد إنه أوّاب ﴾

أن أيوب عليه السلام أقسم أن يضرب زوجته بسبب تصرف صدر منها؛ ونقلوا أقوالا حول هذا السبب ؛ ومن ضمن ذلك ؛ أنها باعت ضفيرتها لحاجتهما إلى المال.
لكن هذا السبب لم يثبت بنص من الوحي؛ والظاهر أنه مما نقله أهل العلم عن أهل الكتاب

‏استطراد :
دعا أيوب بـ ﴿ أني مسّني الشيطان بنُصبٍ وعذاب ﴾ فنسَب الضر للشيطان إجلالاً لله وهذا من حسن التأدب مع الله في إحسان الظن به، ‏فلما رأى الله صبره وعدم جزعه ردّ عليه عافيته، ‏فلما عادت له عافيته أمره الله أن يأخذ حِزمة بها مائة عود من القش فيضربها به ضربة واحدة ليبرّ قسمه فيها وهذا من رحمة الله بها فلا القش يوجع، ‏فأعاد الله له عافيته وأموالاً أضعاف أمواله وحملت إمرأته وأنجبت له ضعف مافقد من الولد، ﴿إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوّاب﴾، ‏عاقبة الصبر

ارتقت رحمة زوج أيوب -عليه السلام- منزلة مباركة وعالية في مقام الصدق، واقتعدت مكانا عليا في منازل الأبرار، حيث عاشت مع زوجها في محنته وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره.
ولهذا وصفها ابن كثير - رحمه الله - بقوله: الصابرة، والمحتسبة، المكابدة، الصديقة، البارة، والراشدة، رضي الله عنها.
كانت هذه قصة زوجة ايوب عليه السلام وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🌼 يتبع 🌼
.
رد مع اقتباس