عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 11-06-2020, 01:09 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة السادسة والعشرون:

🔅 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6]

📌هذه قاعدة قرآنية عظيمة الصلة بواقع الناس، وازدادت الحاجة إلى التنويه بها في هذا العصر الذي اتسعت فيه وسائل نقل الأخبار... فهي تأمر عموم المؤمنين حين يسمعون خبرًا أن يتحققوا بأمرين:

الأول: التثبت من صحة الخبر.

الثاني: التبيُّن من حقيقته.

💡وفي هذه القاعدة القرآنية دلالات أخرى منها:

١- أنّ خبر العدل مقبول غير مردود، اللهم إلا إن لاحت قرائن تدل على وهمه وعدم ضبطه فإنه يُرَدّ.

٢- أنه سبحانه لم يأمر بردِّ خبر الفاسق وتكذيبه ورد شهادته جملةً، وإنما أمر بالتبين، فإن قامت قرائن وأدلة من خارج تدل على صدقه عمل بدليل الصدق، ولو أخبر به من أخبر.

٣- ومنها: أنها تضمنت ذم التسرع في إذاعة الأخبار التي يُخشى من إذاعتها.

٤- أن في تعليل هذا الأدب بقوله:
﴿أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
ما يوحي بخطورة التعجل في تلقي الأخبار عن كل أحدٍ، خصوصًا إذا ترتب على تصديق الخبر طعنٌ في أحد، أو بهتٌ له.

❗️إذا تبين هذا المعنى، فإن من المؤسف أن يجد المسلم خرقًا واضحًا من قبل كثير من المسلمين لهذه القاعدة القرآنية المُحكمة، وازداد الأمر واتسع مع وسائل الاتصال المعاصرة كأجهزة الجوال والإنترنت وغيرها

⚠️ وأعظم من يُكذَب عليه من الناس في هذه الوسائل هو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فكم نُسِبَت إليه أحاديث وقصص لا تصح عنه!

⇐ ويَلِي هذا الأمر في الخطورة: التسرُّع في النقل عن العلماء، خصوصًا العلماء الذين ينتظر الناس كلمتهم، ويتتبعون أقوالهم، وكلُّ هذا مُحرّم لا يجوز،

💡وإذا كنا أمرنا في هذه القاعدة القرآنية:
﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ أن نتحرى ونتثبت من الأخبار عمومًا؛ فإنها في حق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحق ورثته أشدّ وأشد.

↵ ومثل ذلك يقال: في النقل عما يصدر عن ولاة أمور المسلمين، وعن خواص المسلمين ممن يكون لنقل الكلام عنهم له أثره، فالواجب التثبت والتبين، قبل أن يندم الإنسان ولات ساعة مندم.

ولا يقتصر تطبيق هذه القاعدة القرآنية: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) على ما سبق ذكره، بل هي قاعدة يحتاجها الزوجان مع بعضهما، والآباء مع أبنائهم، والأبناء مع آبائهم.

‼️ ولله كم من بيتٍ تقوضت أركانه بسبب الإخلال بهذه القاعدة القرآنية! ولو أن الزوجين أعملا هذه القاعدة القرآنية: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ لما حصل هذا كلّه.

جعلنا الله وإياكم من المتأدبين بأدب القرآن العاملين به.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 11-06-2020 الساعة 01:16 AM
رد مع اقتباس