عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 02-10-2021, 12:54 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية : *

القاعدة التاسعة والأربعون

*🔅 {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}
[النحل:43]

📌هذه قاعدة قرآنية محكمة، لها أثرها البالغ في تصحيح سَير الإنسان إلى ربه، وضبط عباداته ومعاملاته وسلوكياته، ومعرفة ما يخفى عليه أو يُشكل من أمر دينه.

💡وإذا تأملت في هذه القاعدة مع سياقها في الموضعين من سورة النحل والأنبياء، خرجت منها بأمور:

١- عموم هذه القاعدة فيها مدح لأهل العلم.

٢- أن أعلى أنواع هذا العلم: العلمُ بكتاب الله المنزل؛ فإن الله أمرَ من لا يعلم معاني الوحي بالرجوع إليهم في جميع الحوادث.

٣- أنها تضمَّنت تعديل أهل العلم وتزكيتهم، حيث أمر بسؤالهم.

٤- أن السائل والجاهل يخرج من التبعة بمجرد السؤال، وفي ضمن هذا: أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال.

٥- كما أشارت هذه القاعدة إلى أن أفضل أهل الذكر: أهلُ هذا القرآن العظيم؛ فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم.

٦- الأمرُ بالتعلم؛ ولم يؤمر بسؤال أهل العلم إلا لأنه يجب عليهم التعليم والإجابة عما علموه.

٧- في تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهيٌ عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهيٌ له أن يتصدى لذلك.

٨- وفي هذه القاعدة دليل واضح على أن الاجتهاد لا يجب على جميع الناس؛ لأن الأمر بسؤال العلماء دليل على أن هناك أقوامًا فرضهم السؤال لاك الاجتهاد، وهذا كما هو دلالة الشرع، فهو منطق العقل -أيضًا- إذ لا يتصور أحدٌ أن يكون جميع الناس مجتهدين.

⚠️ والذي يحتاج إلى تنبيه وتوضيح هو ما يقع من مخالفة هذه القاعدة في واقع الناس، وخرقٍ للآداب التي تتعلق بهذا الموضوع المهم، ومن صور ذلك:

١- أنك ترى بعض الناس حينما تعرض له مشكلة أو نازلة، واحتاج إلى السؤال عنها سأل عنها أقرب شخص يمر به، ولو لم يعلم حاله، هل هو من أهل العلم أم لا!

❕وبعض الناس يعتمد على المظاهر، فإذا رأى من سيماه الخير ظنّ أنه من طلاب العلم أو العلماء الذين يستفتى مثلهم!

وكلُّ ذلك غلط بَيِّن!

❗️ولا أدري، ماذا يصنع هؤلاء إذا مرض أحدهم؟ أيستوقفون أول مارٍّ عليهم في الشارع فيسألونه! أم يذهبون إلى أمهر الأطباء وأكثرهم حذقًا؟

◁إذا كان هذا في إصلاح دنياه، فإن تَوَقِّيه في إصلاح دينه أعظم وأخطر!

٢- عدم التثبُّت في الأخذ عن أهل الذكر حقًا؛ ذلك أن المنتسبين للعلم كثرٌ، والمتشبهين بهم أضعاف ذلك،

⛔️ فإن الناس -بسبب ضعف إدراكهم، وقلة تمييزهم- يظنون أن كلّ من يتحدث عن الإسلام فهو عالمٌ، ويمكن استفتاؤه في مسائل الشرع! ولا يفرقون بين الداعية أو الخطيب، وبين العالم الذي يعرف مآخذ الأدلة، ومدارك النصوص، فظهر -تبعًا لذلك- ألوان من الفتاوى الشاذة، بل والغلط الذي لا يُحتمل ولا يُقْبَل، وكثُر اتباع الهوى، وتتبع الرخص من عامة الناس...

📌 وختامًا: فإن الحديث السابق لا يُفهم منه -أبدًا- أن جميع من يظهرون على الفضائيات كمن ذُكِروا آنفًا، بل فيمن يظهر عدد طيب من العلماء الراسخين، والشيوخ المتقنين، لكن الحديث كان منصبًا على طوائف من المفتين، ليسوا على جادة أهل العلم في الفتوى، وليسوا أهلًا لها، والله المستعان، وعليه التكلان، ونعوذ به تعالى أن نقول عليه، أو على رسوله ﷺ ما لا نعلم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس