عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 02-11-2021, 08:06 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد_قرآنية :

القاعدة الخمسون

*🔅 { إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]

🌟 لعل خَتْم هذا الكتاب بهذه القاعدة من المناسبة بوضوح، والتي تجعل المؤمن يزداد يقينًا بعظمة هذا القرآن، وأنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان..

💬قال قتادة -موضحًا بكلمات موجزة معنى هذه القاعدة-: «إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم: فأما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار».

💡 وهذا التفسير من هذا الإمام الجليل إشارةٌ واضحة إلى شموله إلى علاج جميع الأدواء، وأن فيه جميع الأدوية، لكن يبقى الشأن في الباحثين عن تلك الأدوية في هذا القرآن العظيم.

📖 ومن أراد أن يقف على شيء من محاولات العلماء -رحمهم الله- في استلهام شيء من ذلك، فليقرأ ما كتبه العلامة الشنقيطي -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية الكريمة؛ فإنه قد كتب نحوًا من ستين صفحة؛ وهو يتحدث عن نماذج عالجها القرآن، وهَدَى لأقوم الطرق في حلِّها..

🔖 ودعنا نستعرض -بإجمالٍ شديد- شيئًا من أنواع هذه الهدايات التي دلَّ هدى القرآن للطريق الأقوم فيها:

🔺 «إنه يهدي للتي هي أقوم في ضبط التوازن بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله…

🔺 ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة: بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشقّ التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء، ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار، ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال.

🔺 ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض: أفرادًا وأزواجًا، وحكومات وشعوبًا، ودولًا وأجناسًا، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض…».

💡 إذا تأمَّلنا هذا الإطلاق في هذه القاعدة: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ أدركت أنها آية تتجاوز في هدايتها حدود الزمان والمكان، وتتجاوز كل الأنظمة والقوانين التي كانت قائمة أو التي ستقوم بعد ذلك!

📍إنها قاعدة تقطع الطريق على جميع المنهزمين والمتخاذلين من أهل الإسلام أو المنتسبين له، أو من الزنادقة، الذين يظنون -لجهلهم- أن هذا القرآن إنما هو كتاب رقائق ومواعظ، ويعالج قضايا محدودة من الأحكام! أما القضايا الكبرى، كقضايا السياسة، والعلاقات الدولية، ونحوها، فإن القرآن ليس فيه ما يشفي في علاج هذه القضايا!!

⚠️ وهذا الكلام -فضلًا عن كونه خطيرًا وقد يؤدي إلى الكفر- فإنه سوء أدب مع الله! ذلك أن ربنا -وهو العليم الخبير- يعلم حين أنزل القرآن أن العباد سيُقبلون على متغيرات كثيرة، وانفتاح، وعلاقات، ومستجدات، فلم يتركهم هملًا، بل حفظ لهم هذا القرآن ليرجعوا إلى هداياته، وحفظ لهم سنة نبيه ﷺ لتكون شارحةً لما أجمل من قواعد القرآن، بل وجعل في السنة أحكامًا مستقلة، فمن أراد الهداية وجدها فيهما، ومن كان في عينيه عشى، أو في قلبه عمى، فلْيَتَّهم نفسه، ولا يرميَنَّ نصوص الوحي بالنقص والقصور!

🚩 وبعد: -أيها القارئ- فهذه هي القاعدة المتممة للخمسين، وبها ينتهي كلامنا على جملة من القواعد التي تضمنها كتاب الله العظيم، وتسليط الضوء على تلك القواعد، وإبراز بعض ما تضمنته من هدايات وتوجيهات ربانية، ومحاولة تنزيلها على واقع الناس؛

💡 لأن من أجلى صور عظمة القرآن: هو تجدد معانيه بتجدد أحوال الناس؛ ليبقى هاديًا ومقيمًا لمن أراد الله هدايته واستقامته، ولهذا السبب -أيضًا- ختمت بذكر هذه القاعدة ليزداد يقين الإنسان -في ضوء ما تقدم ذكره من قواعد قرآنية- من أن هذا القرآن حقًّا ويقينًا يهدي للتي هي أقوم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - أ.د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس