عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-25-2020, 11:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 ⇦تابع القاعدة الخامسة:

🎯 ومن صور تطبيقات هذه القاعدة:

إذا تأملتَ هذه القاعدة وجدتَ في الواقع -وللأسف- مَن له منها نصيب وافر، ومن ذلك:

◆ الكذب والافتراء على الله، بالقول عليه بغير علم بأيّ صورة من الصور،

🔅وقد دلّ القرآن على أنّ القول على الله بغير علم أعظم المحرمات على الإطلاق! قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33]،

⇦ويدخل فيها الذين يفتون بغير علم، فهم من جملة المفترين على الله -سبحانه وتعالى-،

🔅كما قال ﷻ: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل:116].

⚠️وكلُّ من تكلم في الشرع بغير علم فهو من المفترين على الله؛ سواء في باب الأسماء والصفات، أو في أبواب الحلال والحرام، أو في غيرها من أبواب الدين.

◆ ومن صور تطبيقات هذه القاعدة؛ ما يفعله بعض الوضاعين للحديث -في قديم الزمان وحديثه- الذين يكذبون على النبي ﷺ ويفترون عليه: إما لغرض -هو بزعمهم- حسنٌ كالترغيب والترهيب،
أو لأغراض سياسية، أو مذهبية، أو تجارية، كما وقع ذلك وللأسف منذ أزمنة متطاولة!

⚠️ولو استشعر كل من يضع الحديث على النبي ﷺ أنه من جملة المفترين -وأنه لن يفلح سعيه، بل هو خائب، كما قال ربنا: {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} لارْعَوَى -أي: كفَّ وارتدع- كثيرٌ من هؤلاء عن غيّهم، ولا ينفعه ما يظنه قصدًا حسنًا -كما زعم بعض الوضّاعين- فإن مقام الشريعة عظيم، وجنابها مُصان ومحترم، وقد أكمل الله الدين، فلا يحتاج إلى حديث موضوع ومختلَق، وليست شريعةٌ تلك التي تبنى على الكذب، وعلى منْ؟! على رسولها ﷺ!

▪️ومن المؤسف أن يُرى لسوق الأحاديث الضعيفة والمكذوبة رواجٌ في هذا العصر بواسطة الإنترنت، أو رسائل الجوال؛ فليتقِّ العبد ربه، ولا ينشرن شيئًا يُنسَب إلى النبي ﷺ حتى يتثبت من صحته عنه.

◆ ومن صور تطبيقات هذه القاعدة القرآنية الكريمة المشاهدة في الواقع؛
ما يقع من بعضهم -وللأسف الشديد- مِن ظلم وبغي على إخوانهم المسلمين،

🔺وهذا له أسبابه الكثيرة، لعلَّ من أبرزها: الحسد -عياذًا بالله منه-، والطمع في شيء من لعاعة الدنيا، أو لغير ذلك من الأسباب، ويَعْظُمُ الخطب حينما يُلبِسُ بعضُ الناس صنيعه لبوسَ الدين؛ ليبرر بذلك فعلته في الوشاية بفلان، والتحذير من فلان بغيًا وعدوانًا.

ولقد وقفتُ على كثير من القصص في هذا الباب، منها القديم ومنها المعاصر اعترفَ أصحابها بها، وهي قصص تُدمي القلب، وتفتّت الكبد؛ بسبب ما ذاقوه من عاقبة افترائهم وظلمهم لغيرهم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس