عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10-05-2020, 01:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة الحادية عشرة:

🔅 {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ}
[طه:69]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية المحكمة، والتي يتعين إبرازها للناس، وخصوصًا في هذا الزمن الذي راجت فيه سوق السحرة والمشعوذين!

❗️كم هي الآيات التي تحدثت عن السِّحر والسَّحَرة في كتاب الله تعالى، وأخبرت عن ضلالهم، وخسارتهم في الدنيا والآخرة! ومع هذا فيتعجب المؤمن كثيرًا؛ من رواج سوق السحر والسحرة في بلاد الإسلام!

🔻وليس العجب من وجود ساحر أو ساحرة؛ فهذا لم يخلُ منه أفضل الأزمان، وهو الزمن الذي عاش فيه النبي -ﷺ- فضلًا عن غيره، وليس العجبُ -أيضًا- من ساحر يسعى لكسب الأموال بأي طريق؛

‼️لكن العجب من أمّة تقرأ هذا الكتاب العظيم، وتقرأ ما فيه من آيات صريحة واضحة في التحذير من السحر وأهله، وبيان سوء عاقبتهم ومآلهم في الدنيا والآخرة، ومع ذلك يقفون أمام عتبات أولئك السحرة المجرمين!! سواء أمام بيوتهم، أم أمام شاشات قنوات السحر والشعوذة، والتي راجت سوقها منذ فترة من الزمن! يلتمسون منهم التسبُّب في إيقاع الضر بأحد أو إزالته عن آخر، وكأن هؤلاء لم يقرؤوا قول الله -تعالى-:

🔅 {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
[البقرة:102]!

⚠️إن مرور الإنسان بحالة مرضية صعبة، أو حالة نفسية شديدة، لا يبيح له بحال أن يرد هذه السوق الكاسدة -سوق السحرة- وكيف يُرجى الربح من أناس حكم عليهم ربهم بالخسران؟! وإن الله -تعالى- أرحم وأحكم من أن يحرّم عليهم إتيان السحرة، ولا ينزل لهم دواء لما ابتلوا به!

🔅عن أبي هريرة أن النبي -ﷺ- قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء" [رواه البخاري].

💡إنَّ مَن أيقنَ بأنَّ الساحر لا يفلح حيثُ أتى، وأيقنَ بأنه لا يفلح الساحرون، دفعه هذا إلى أمورٍ، من أهمها:

▪️البُعد عن إتيان هذا الصّنف من الناس الذين نفى الله فلاحهم في الدنيا والآخرة -بغية علاج أو نحوه- وكيف يُرتجى النفع ممن حكم عليه رب العالمين بأنه خاسر في الدنيا والآخرة!!

▪️الحذر من التفكير في ممارسة شيء من أنواع السحر، مهما كان المبرّر، سواء بقصد العطف، أو الصرف -كما تفعله بعض النساء- وتظن أن قصدَ استمالةِ الزوجِ، أو منعِه من الزواج عليها، ونحو ذلك من الشبه، أن ذلك يبيح لها ما تصنع، فإن هذا كله من تزيين الشيطان وتلبيسه.

▪️ليعلم كل من يمارس السحر أو تسبب في فعله ذلك أنه على خطر عظيم، وأنه قد باع دينه بثمن بخس، وأن الشياطين هم شيوخه وأساتذته في عمله هذا!

▪️إن ضعفت النفس لحظة، وزيَّن الشيطان لها شيئًا من هذه الأفعال المنكرة، فليبادر بالتوبة الآن، وليقلع عن هذا العمل الباطل، وليتحلل ممن لحقه الأذى من جراء هذا الفعل، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، وقبل أن يوقف للحساب بين يدي من لا تخفى عليه خافية، الذي يعلم من هو الساحر؟ ومن هو المسحور؟ ومن هو المتسبب في ذلك كله! فيقتص للمظلوم من ظالمه، حين تكون الحسنة أغلى من الدنيا وما عليها!

▪️إن يقين المؤمن بهذه القاعدة مما يقوي عبادة التوكل عنده، وعدم الخوف من إرهاب هذا الصنف الحقير من الناس، وهم السحرة، ويتذكر عندها قول الله -عز وجل-: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}؟ والجواب: بلى والله.

📍ومما يحسن تأمله والتفكرُ فيه: أن هؤلاء السحرة رغم ما يملكون من الأموال، وما يعيشونه من سكرة التفات الناس إليهم، إلا أنهم من أتعس الناس حياةً، وأخبثهم نفوسًا، ولا عجب! فمن سلّم قياده للشياطين، وكفر برب العالمين، كيف يسعد أو كيف يفلح؟!

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس