عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 10-09-2020, 02:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

💥 معذرة ؛ من مصدر تجميع الدرس ؛
إما خطأ ف تسلسل الأرقام أو سقطت الحلقة الخامسة عشر سهو📩 قواعد قرآنية


القاعدة السادسة عشرة:

🔅 {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} [المائدة:100]

📌هذه قاعدة قرآنية عظيمة، يحتاجها الإنسان في مقام التمييز بين الأقوال والأفعال، والسلوكيات والمقالات.

▪️والخبيث: ما يُكره بسبب رداءته وخساسته، سواء كان شيئًا محسوسًا، أو شيئًا معنويًا،
⇦فالخبيث إذًا يتناول: كل قول باطلٍ ورديء في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح من الفعال، فكل خبيث: لا يحبه الله ولا يرضاه.

▫️وإذا تبين معنى الخبيث ههنا؛ فإن الطيب بعكسه فيدخل فيه الواجب والمستحب والمباح -من الأقوال والأفعال والصحيح من المعتقدات- فدخل في هذه القاعدة كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الواجبات والمستحبات والمباحات.

💡فلا يستوي الإيمان والكفر، ولا الطاعة والمعصية، ولا أهل الجنة وأهل النار، ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة، ولا المال الحرام بالمال الحلال.

🔅وهذه القاعدة القرآنية هي صدر الآية الكريمة: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100]،

❗️ولما كان في بعض النفوس ميلٌ إلى بعض الأقوال أو الأفعال أو المكاسب الخبيثة، وكان كثيرٌ من الناس يؤثر العاجل على الآجل، والفاني على الباقي؛

◁◁جاء التحذير من الخبيث بأسلوب عجيب يقطع الطريق على من قد يحتجُّ بكثرة من يتناول هذا الخبيث، فقال ﷻ: {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}
وذلك أن في بعض الخبائث شيءٌ من اللذة الحسية أو المعنوية، كالحصول على مالٍ كثير لكن من طريق حرام، أو الوصول إلى اللذة الجسدية عن طريق الزنا، أو الخمر أو غيرهما من الملذات المحرمة، فهذه قد تغري الإنسان، وتعجبه، إلا أنه -مع كثرة مقداره، ولذاذة متناوله- سببٌ للحرمان من السعادات الباقية الأبدية السرمدية .

❗️ولعظيم موقع هذه القاعدة وما دلّت عليه، فإن المتأمل للقرآن يجد عجبًا من كثرة التأكيد على العمل بما دلّت عليه هذه القاعدة! ومن ذلك:

1- التأكيد على ضرورة العناية بالمكاسب الطيبة، ولم يستثنِ الله أحدًا من عباده المؤمنين في الحثّ على هذا الأمر.

2- أنّه لا يصحّ -أبدًا- أن نجعل الكثرة مقياسًا لطِيْب شيءٍ ما، وصحّته وسلامته من المحاذير الشرعية، وهذا أمرٌ يصدق على الأقوال والأفعال والمعتقدات، بل يجب أن نحكم على الأشياء بكيفيتها وصفتها وبمدى موافقتها للشرع المطهر.

🔅تأمل -مثلًا- في قلة أتباع الرسل وكثرة أعدائهم: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله}
[الأنعام:116]،

⇦وهذا مما يؤكّد على الداعية أهمية العناية بالمنهج وسلامته، وأن لا يكون ذلك على حساب كثرة الأتباع! وهذا موضعٌ لا يفقهه إلا من وفقه الله تعالى، ولا يصبر عليه إلا من أعانه الله وسدده؛ لأن في الكثرة فتنة، وفي القلة ابتلاء.

وواللهِ ما في الخبيث من لذّة إلا وفي الطيّب مثلها وأحسن، مع أمْنٍ من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، والعاقل حين يتحرّر من هواه، ويمتلئ قلبه من التقوى ومراقبة الله تعالى؛ فإنه لا يختار إلا الطيب، بل إن نفسه ستعاف الخبيث، ولو كان ذلك على حساب فوات لذات، ولحوق مشقات؛ فينتهي الأمر إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، مسليًّا نفسه بقوله تعالى:

🔅 {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
[النساء:77].

اللهم اجعلنا من الذين طابت أقوالهم وأفعالهم، فطاب منقلبهم ومآلهم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღا ؛
💥

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 10-09-2020 الساعة 02:29 AM
رد مع اقتباس