عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 01-05-2021, 06:46 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الثانية والأربعون

🔅 {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة:89]

📌هذه قاعدة قرآنية محكمة، وثيقة الصلة بواقع الناس؛ إذ لا ينفكّ أحدٌ عنها لكثرة تلبّسهم بها، فكان التذكير بها أمرًا مهمًّا، ومعنى هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾: هو حفظها عن ثلاثة أمور:

🌟الأمر الأول: حفظها عن الحلف بالله كاذبًا:

❗️فإن الحلف الكاذب من أكبر الكبائر، وتلك هي اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم.

🌟والأمر الثاني: حفظها عن كثرة الحلف والأيمان.

🔅وقد ذم الله تعالى من أكثرَ الحلف بقوله: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾ [القلم:10]، والعرب كانوا يمدحون الإنسان بالإقلال من الحلف.

💡والحكمة في الأمر بتقليل الأيمان:

١- أنّ من حلف في كلِّ قليل وكثير بالله، انطلق لسانه بذلك ولا يبقى لليمين في قلبه وَقع، فلا يؤمَن إقدامه على اليمين الكاذبة، فيختلّ ما هو الغرض الأصلي في اليمين.

٢- كلما كان الإنسان أكثر تعظيمًا لله تعالى كان أكمل في العبودية، ومن كمال التعظيم أن يكون ذكر الله تعالى أجل وأعلى عنده من أن يستشهد به في غرض من الأغراض الدنيوية.

٣- أنه يقلّل ثقة الإنسان بنفسه، وثقة الناس به، فهو يشعر بأنه لا يصدق فيحلف، ولهذا وصفه الله -تعالى- بالمهين.

🌟والأمر الثالث: حفظها عن الحنث فيها إذا حلف الإنسان، اللهم إلا إذا كان الحنث خيرًا، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه سببًا في ترك ذلك الخير الذي حلف على تركه.

💡 فإن الواجب على المؤمن إذا حلف على شيء من أمور الخير أو من المباحات أن يتقي الله ويبر بيمينه؛ لأن هذا من تعظيم المحلوف به وتوقيره -وهو الله ﷻ-.

⛔️ ويستثنى من ذلك: إذا كان الحنث ومخالفة اليمين خيرًا من الاستمرار فيه، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، وأن لا تكون يمينه سببًا في ترك ذلك الخير الذي حلف على تركه.

🔻ومعنى الحنث هنا: مخالفة المحلوف عليه.

🔅قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها وليكفر عن يمينه" [رواه مسلم]

وكلُّ ما مضى يجعلنا ندرك أن الشرع الحكيم أولى موضوع الأيمان أهمية بالغة، وبيّن أحكامها تمام البيان، من أجل أن يعرف المسلم حدود هذه العبادة، وأحكامها، وما يجب وما يحرم وما يستحب، وأن ذلك كلّه إنما شرع ووضح تعظيمًا لله جل وعلا، وليحفظ العبد يمينه من العبث بها، أو التقليل من شأنها.

رزقنا الله وإياكم معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، وتعظيمها على الوجه الذي يحبه ويرضاه، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والبصيرة فيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-05-2021 الساعة 07:00 AM
رد مع اقتباس