عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 10-23-2022, 10:48 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

♡اسم الله "القهّار" والتوحيد

📍ورد اقتران اسم الله (الواحد) باسمه -سبحانه- (القهّار) في أكثر من آية. من ذلك:

🔅قوله -تعالى-:
{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
[الرعد:16]

🔅وقوله -تبارك وتعالى-:
{لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
[غافر:16]،

📌ولم أعثر على اسم آخر في كتاب الله -عز وجل- قد اقترن باسمه سبحانه (الواحد) غير اسمه (القهار).

💡وكونه -تعالى- (الواحد) ⇦يقتضي كونه (القهار).

💬 يقول الشيخ السعدي -رحمه الله-:

«ووحدته تعالى وقهره متلازمان،
⇦ فالواحد لا يكون إلا قهارًا،
⇦ والقهار لا يكون إلا واحدًا،
⇦ وذلك ينفي الشركة من كل وجه».

💬 ويقول أيضًا:

«فإنَّ القهر مُلازم للوحدة؛ فلا يكون اثنان قهاران متساويين في قهرهما أبدًا،

💡 فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يُعْبَد وحده كما كان قاهرًا وحده».

♡ خطأ القول بأنّ الله لا يقهر مِن خَلقه إلا الظالمين

📌 القهر في أوصافه -سبحانه-، ليس مرادفًا للانتقام من أعدائه، وليس معناه معنى تعذيب العصاة، حتى يقال إنه لا يقهر إلا الظالمين المتغطرسين!

⚠️ هذا خطأ محض؛

▫️فإنّ قهره للظالمين -سبحانه-، هو لون من ألوان قهره لخلقه،
⇦لكنه ليس مقيدًا بذلك،

🔻بل قهره عام لخلقه جميعًا (من أطاعه ومن عصاه)،

⇦لأن ذلك من مقتضى:
🔺 ربوبيته لخلقه،
🔺 واقتداره عليهم،
🔺 وتمام سلطانه وقوته -سبحانه-،
🔺وهذا أيضًا من دلائل انفراده بالألوهية لعباده سبحانه،*

💬 قال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}
[الأنعام:18]:

⇦"ويعني بقوله: "القاهر": المذلِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم،

📍وإنما قال : "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه -تعالى ذكره- بقهره إياهم،

💡ومن صفة كلّ قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه،

⇦فمعنى الكلام إذًا: والله الغالب عبادَه* المذلِّ لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم،

⇦ فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه "

📍وبهذا يزول الإشكال في مرض الأطفال وموتهم، وما يحدث من المحن والابتلاءات للعبيد؛

⇦فإن ذلك ليس مُلازمًا للانتقام،

◇ولا يعني أن الله -تعالى- يذلهم بذلك، أو يعذبهم به،

💡بل هذا من تمام قدرته وسلطانه في خلقه، وهو سبحانه حكيم، لا يضع شيئًا إلا في موضعه الذي يلائمه:
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]،

💬 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى ذلك:

"لَا لِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَقَهْرِهِ،

▫️بَلْ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ؛

⇦فَإِنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-:

▫️أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ،
▫️وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،
▫️وَهُوَ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا،
▫️وَقَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ "*
[مجموع الفتاوى]

📌وحينئذٍ يتبين لنا أنه لا إشكال في ذلك، فالقهر ليس خاصًا بالعصاة والظالمين،

📍 وكذلك المرض والابتلاء ليس كله انتقامًا وعذابًا لمن نزل به من الخلق،

◇فقد يبتلي الله -تعالى- عبده بالمرض لا ليذلّه، ⇦ولكن ليرفعه

◇ وقد يبتليه بالفقر لا ليحوجه، ⇦ولكن ليغنيه.

💫"الإسلام سؤال وجواب"💫

❤️حياة القلوب في
معرفة علام الغيوب ❤️
رد مع اقتباس