الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #107  
قديم 01-01-2019, 12:59 AM
أم حذيفة أم حذيفة متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,661
افتراضي


📌(106) بئر معونة ( الجزء الثاني)

🌱صادف مع قتل هؤلاء السبعين مرور عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة رضي الله عنهما، فلما رأوا هذه المأساة نزلا ليساعدا المسلمين في حربهم، فأمسك بهما المشركون وقتلوا المنذر بن عقبة .

🌱أما عمرو بن أمية فقد أمسك به عامر بن الطفيل زعيم هؤلاء المجرمين، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه، نذرت نذراً أن تعتق رقبة، فأخذه كأسير ثم أعتقه، ورجع عمرو بن أمية ليخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بمأساة بئر معونة

🌱وفي الطريق استظل تحت شجرة، وجاء رجلان من بني كلاب -فرع من فروع بني عامر- فجلسا معه، فلما ناما فتك بهما عمرو بن أمية ، وهو يرى أنه قد أصاب ثأر أصحابه، لكن بعد أن قتلهما وجد معهما عهداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ لهما الأمان وهما من المشركي

🌱 فلما قدم إلى المدينة المنورة أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بأمر بئر معونة، وأخبره بأمر قتل الرجلين من بني عامر.

💥انظروا إلى رد فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، سبحان الله! لقد كان آية من آيات السمو الأخلاقي،

⬅ هذه القصة نريد أن نطير بها إلى الآفاق؛ لنتعلم المنهج الإسلامي في التعامل مع الناس

🌱قال صلى الله عليه وسلم: (لقد قتلت قتيلين، لأدينهما) سبحان الله! تخيل. الرسول عليه الصلاة والسلام سيجمع الدية لهذين القتيلين، مع أن نبأ قتل هذين القتيلين جاء مع خبر استشهاد سبعين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم في بئر معونة، ومع هذا الخبر المؤلم إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يفكر في هذين القتيلين اللذين قتلا بغير وجه حق، فلا بد أن يعطي الدية لأهلهما.

🌱كان خبر بئر معونة مأساة ضخمة، فقد مكث الرسول عليه الصلاة والسلام يقنت في صلاته ويدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية شهراً كاملاً، وليس في الفجر فقط، بل كان يدعو في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء؛ لأنها كانت أزمة خطيرة جداً.

🌱وفي نفس الوقت كان المسلمون في حالة من الفقر الشديد، ليس معهم ما يكفي لدفع الدية، وأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يفي بالعهد ويجمع الدية، فبدأ يجمع من المسلمين قدر المستطاع لكن لم يكف ذلك، فأراد أن يذهب إلى اليهود، فقد كان العهد الذي بين المسلمين وبين اليهود في أول دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة يقضي بأنه إذا وقع أحد الأطراف في قضية من قضايا الدية، ولم يستطع أن يدفع الدية، على الطرف الآخر أن يعاونه في دفع هذه الدية، فلم يستطع الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجمع من المسلمين، فذهب إلى يهود بني النضير، وكان هذا مقدمة أزمة جديدة .

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس