الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #104  
قديم 12-27-2018, 01:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,661
افتراضي


📌(103) خروج النبي بأصحابه إلى حمراء الأسد

🌱خرج النبي بالمسلمين للجهاد في سبيل الله ولمطاردة قريش في اليوم الثاني مباشرة من غزوة أحد بما فيهم من جراح وآلام جسدية أو نفسية.

💡منتهى التحميس والتحفيز للعمل لله إلى آخر لحظة، وقال بعض المسلمين ممن لم يشارك في أحد: (يا رسول الله! نخرج معك، قال: لا، لا يخرج معنا إلا من شهد القتال) وكأنه يقول لهم: أنا واثق فيكم، وأعلم أن هذه غلطة عابرة ولن تتكرر

🌱فخرجوا جميعاً إلى منطقة تسمى: حمراء الأسد، وهي تبعد حوالي (8) أميال من المدينة المنورة، وعسكروا هناك في انتظار الجيش الكافر، وبدءوا يستطلعون الأخبار، فعلموا أن الجيش الكافر موجود على بعد (36) ميلاً من المدينة المنورة عند منطقة اسمها: الروحاء

🌱وقد كان الجيش الكافر وقف وقفة هناك، وقال: نحن لم ننتصر إلا انتصاراً جزئياً، فمن الممكن أن نرجع ونحاربهم مرة أخرى، نغزو المدينة المنورة، ونستأصل شأفة المسلمين وهم في حالة ضعفهم.

🌱كان الكفار يفكرون في ذلك، والرسول عليه الصلاة والسلام يفكر أيضاً في مطاردتهم

💡لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان واقعياً، فالمسلمون في حالة من الضعف والآلام، فهو يريد أن يرفع من معنوياتهم، لكن لا يريد أن يهلكهم في موقعة قد تكون خاسرة؛ لذلك حاول صلى الله عليه وسلم أن يخذل صف المشركين ويرهبه، فلقي شخصاً اسمه: معبد بن أبي معبد الخزاعي وبعثه برسالة إلى أبي سفيان وجيشه .

🌱فقال لهم: إن محمدا قد خرج لكم في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحركون عليكم تحركاً، وقد اجتمع معه من كان قد تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما ضيعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط.

🌱فخاف أبو سفيان وهكذا أُحبط أبو سفيان وانهارت معنويات الجيش المكي كله، ومع ذلك بعث شخصاً لكي يخذل الجيش الإسلامي، أرسل رسالة مع ركب من عبد القيس إلى رسول الله صلى الله عليه قال لهم: أبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكرة لنستأصله ونستأصل أصحابه.

🌱فوصلت الرسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصر الصحابة جميعاً على القتال

💡وهكذا خرج المسلمون من أزمتهم النفسية تماماً، وقهروا الانكسار الذي كانوا فيه، وتحولوا إلى شجعان وأبطال مجاهدين في سبيل الله يطلبون الموت من جديد، لا يخالفون أمر الله ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

🌱ولما عرف المشركون ذلك رجعوا بسرعة إلى مكة وبعد أن هربت قريش، أقام الرسول عليه الصلاة والسلام في حمراء الأسد ثلاثة أيام كاملة، وكأنه هو الجيش المنتصر يتحدى قريش بالبقاء فيها، ومع ذلك لم تأت قريش.


👈إذاً: كانت هذه مصيبة عابرة في تاريخ المسلمين خرجوا منها سريعاً؛ لأن المنهج الرباني لا عوج فيه ولا خطأ.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس