عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 07-31-2021, 03:28 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🌟القاعدة الحادية والأربعون:

"كلُّ الناس يغدو فبائعٌ نفسَه: فمُعتقها أو موبقها"

📌إنها قاعدة نبوية تلتقط لأهل الأرض صورةً من السماء.. لتجلّي لهم حقيقة هذه الحياة التي يعيشون فيها! إنهم جميعًا يمشون، لا يقف منهم أحد، فمنهم مَن يتقدَّم، ومنهم مَن يتأخر... يمشون جميعًا؛ لكنهم كما قال الله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ} [الليل:4]

🔺 فهذا معنى قوله: "كلُّ الناس يغدو".

🔻 ثم قال -ﷺ-: "فبائعٌ نفسه؛ فمُعتقها أو موبقها"، ⇔ هذه هي حقيقة المكان الذي يـمشون فيه؛ إنه سوق هذه الدنيا الكبير... سوقٌ يربح فيه الرابحون، ويخسر فيه الخاسرون!

▫️ قال ابن القيم: «أخبر -سبحانه- أنه: {اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم} [التوبة:111] وأعاضهم عليها الجنة، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كُتبه المنزلة من السماء، وهي التوراة والإنجيل والقرآن، ثم أكّد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى، ثم أكّد ذلك بأن أمَرَهم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم.

فليتأمّل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع، ما أعظم خطره وأجله!...

قد هَيَّئُوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَل..».

▫️قال الحسن البصري -رحمه الله-: «المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئًا حتى يلقى الله -عز وجل-».

▫️وقال: «ابن آدم! إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح، فليكن همّك نفسك؛ فإنك لن تربح مثلها أبدًا».

▫️ وكان بعضُ السلف يبكي ويقول: «ليس لي نفسان، إنما لي نفس واحدة، إذا ذهبَت لم أجد أخرى!».

▫️ وأما محمد ابن الحنفية فيقول: «إن الله -عز وجل- جعل الجنة ثمنًا لأنفسكم، فلا تبيعوها بغيرها».

وبهذا كله يتبين أن الدنيا سوق، وأن الإنسان هو السلعة فيها، والمعاملة فيه إنما هي مع الله تعالى، وإلا فثمة الإيباق والخسران المبين.

🍃 إنّ الغُدُوَّ الذي ذكره النبي -ﷺ- في هذه القاعدة (كل الناس يغدو) إنما هو إشارة إلى العمر والزمان الذي يحياه الواحد منا، فهو السوق التي يغدو فيها الإنسان ويروح،

⚠️ ولهذا فمن أعظم الغبن الذي يقع ويلاحظ في حياة أكثر الخلق؛ هو تضييعهم للزمان بغير طائل، وإهدارهم الساعات والأيام فيما لا يعود بالنفع الآجل والعاجل... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي تؤكّد على أن معقد الربح والخسارة في اغتنام هذا الوقت..

اللهم اجعلنا ممّن غدا فأعتق نفسه بطاعتك، وجنّبنا موارد الخيبة والخسران، واجعلنا من السعاة إليك، الفائزين برضاك.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار وتصرف يسير)💫

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس