عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 08-16-2021, 09:01 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🌟القاعدة الثامنة والأربعون:

"من يستعفف يُعِفَّه الله، ومن يستغن يُغنِه الله"

📌اشتملت هذه القاعدة العظيمة على جملتين جامعتين للخير، نافعتين للخلق؛ فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبةً ورهبة، وتعلُّقًا به دون المخلوقين، فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كل سببٍ يُوصله إلى ذلك...

وذلك بأن يجاهد نفسه عن أمرين:
- انصرافها عن التعلق بالمخلوقين؛ بالاستعفاف عمّا في أيديهم...
- وتمام ذلك: أن يجاهد نفسه على الأمر الثاني، وهو: الاستغناء بالله، والثقة بكفايته؛ فإنّه من يتوكل على الله فهو حسبه،
⇑ وهذا هو المقصود،
والأول وسيلة إلى هذا؛

💡فإنّ مَن استعفَّ عمّا في أيدي الناس، وعمّا يناله منهم؛ أوجب له ذلك أن يقوى تعلّقه بالله، ورجاؤه وطمعه في فضل الله وإحسانه، ويحسن ظنّه وثقته بربه، والله -تعالى- عند حسن ظن عبده به: إن ظن خيرًا فله، وإن ظنَّ غيره فله، وكل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه، فكلما قوي تعلّقه بالله ضعف تعلقه بالمخلوقين، وبالعکس.

✨ومعنى قوله: "يعفّه الله" أي: يجعله عفيفًا (من الإعفاف)، وهو: إعطاء العفة، وهي الحفظ عن المناهي، يعني: من قنع بأدنی قوت، وترك السؤال؛ سهل عليه القناعة، وهي كنزٌ لا يفنى...

📍كما أن العفة لا تقتصر على التعفف في الجانب المالي! بل هي أوسع، ودلالة كلمة (العفة) في اللغة أرحب، فالعفة: الكفّ عما لا يحلّ له؛ كالزنا، والظلم، وسؤال الناس أموالهم، وغيرها من صور العفة...

💬 قال ابن القيم -رحمه الله - تعليقًا على قول بعضهم: «والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذنب»: "ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحًا وسرورًا ولذةً أكمل من لذة موافقةِ الهوى بما لا نسبة بينهما، وهاهنا يمتاز العقل من الهوى".

📣فيا كل من أساء وأذنب واقترف؛ عجِّل بالتوبة، وأسرِع بالإقلاع والندم؛ واستعفِف يعفّك الله، واستغنِ بما آتاك الله يغنِك الله، لعلّه يكتب لك الخير قبل أن يفجأك الموت، وتدركك المنية.

اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبكَ عمن سواك، وقِنا وأهلينا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

ღ قوت القلوب ღaaa
رد مع اقتباس