عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 12-16-2020, 04:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي

القاعدة الرابعة عشرة
)حذف المتَُعَالق يفيد العموم( حذف المتَُعَالق - المعمول فيه - يفيد تعميم المعنى المناسب له .
إن الفعل، أو ما هو في معناه، متى قُيدَ بشيءٍ تقايد به، فإذا أطلقه الله تعالى وحذف المُتَعَالق فعمم ذلك المعنى، ويكون الحذف هنا أحسن وأفيد كثيراً من التصريح بالمُتَعَالقَات، وأجمع للمعاني النافعة.

✓ ومن الأمثلة على ذلك:
- في قوله تعالى في عدة آيات: لَعَلكُمْ تَعْقلُون يدل ذلك على أن المراد: لعلكم تعقلون عن الله كل ما أرشدكم إليه، وكل ما عالمكموه، وكل ما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة.
- وفي قوله تعالى في عدة آيات: لَعَلكُمْ تَذَ اكرُونَ يدل ذلك على أن المراد: لعلكم تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية.
وفي التقوى:
قال تعالى في عدة آيات لَعَلكُمْ تَتقُونَ فيدل ذلك على أن المراد: لعلكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي.

يدخل في ذلك ما كان السياق فيه وهو فرد من أفراد هذا المعنى العام؛ ولهذا كان قوله تعالى: يَا أَيُّهَا االذينَ آَمَنُوا كُتبَ عَلَيْكُمُ الصيَامُ كَمَا كُتبَ عَلَى الذينَ منْ قَبْلكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُون البقرة.
يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي: لعلكم تتقون المحارم عموماً، ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات والممنوعات، ولعلكم تتصفون بصفة التقوى وتتخالقون بأخلَّقها.
وهكذا سائر ما ذكر فيه هذا اللفظ )التقوى مثل قوله... هُدَىً للْمُتقينَ المتقين لكل ما يُتقى من الكفر والفسوق والعصيان، أي: المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى.
وكذلك قوله: إن الذينَ ااتقَوْا إذَا مَسهُمْ طَائف منَ الشيْطَان تَذَكرُوا فَ إذَا هُمْ مُبْصرُونَ. الأعراف أي: إن الذين كانت التقوى وصفهم، وترك المحارم شعارهم، متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب تذكروا كل أمر يوجب لهم المبادرة إلى المتاب، كعظمة الله، وما يقتضيه الإيمان، وما توجبه التقوى، وتذكروا عقابه ونكاله، وتذكروا ما تودثه الذنوب من العيوب والنقائص، فَ إذَا هُمْ مُبْصرُونَ من أين أُتوا، ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه، فبادروا في التوبة النصوح، فعادوا إلى مرتبتهم، وعاد الشيطان خاسئاً مدحوراً.
في المؤمنين: ما ذكره تعالى على وجه الإطلَّق عن المؤمنين، بلفظ «المؤمنين»، أو بلفظ: «إن الذين آمنوا» ونووها، فإنه يدخل فيه جميع ما يجب الإيمان به من الأصول والعقائد، مع أنه قيد ذلك في بعض ايات، مثل قوله: قُولُوا آمَنا بالله البقرة..
في الصلَّح والفساد: ما أمر الله تعالى به من الصلَّح والإصلَّح، وما نهى عنه من الفساد والإفساد مطلقاً، يدخل فيه كل صلَّح، كما يدخل في النهي كل فساد.
في الإحسان قوله: إن اللهَ يُحبُّ الْمُحْسنينَ البقرة. يدخل في ذلك كله.. الإحسان في عبادة الخالق بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،والإحسان إلى المخلوقين بجميع وجوه الإحسان، من قول، وفعل، وجاه، وعلم، ومال، وغيرها.

وفي الصبر: أمره تعالى بالصبر، وحبة الصابرين، وثناؤه عليهم، وبيان كثرة أجرهم، شمل أنواع الصبر الثلَّثة: وهي الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة.
- ومقابل ذلك: ذمه للكافرين، والظالمين، والفاسقين، والمشركين، والمنافقين، والمعتدين، ونووهم ،من غير أن يقيده بشيء.
وفي قوله تعالى: فَإنْ أُحْصرْتُمْ البقرة.. يشمل كل حصر.
وفي قوله تعالى: فَإنْ خفْتُمْ فَ رجَالاً أَوْ رُكْبَاناً البقرة.. يعم كل خوف.
- وقد يقيد ذلك ببعض الأمور فيتقيد به ما سبق الكلَّم لأجله.

يتبع.a
رد مع اقتباس