عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 12-19-2020, 11:10 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي

القاعدة السابعة عشرة
في تنوع دلالات بعض الأسماء في حال الإفراد والاقتران بغيره.

بعض الأسماء الواردة في القرآن الكريم إذا أُفرد دل على المعنى العام المناسب له، وإذا قُرن مع غيره دل على بعض المعنى، ودل ما قُرن معه على باقيه.

✓ ولهذه القاعدة أمثلة كثيرة، منها:
"الإيمان": أُفرد وحده في آيات كثيرة، وقُرن مع العمل الصالح في آيات كثيرة،
* فالآيات التي أُفرد فيها يدخل فيه جميع عقائد الدين وشرائعه الظاهرة والباطنة؛ ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب، والنجاة من العقاب.

والآيات التي قُرن الإيمان فيها بالعمل الصالح ، كقوله: إن اللذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصالحَات البقرة: يُفَسر الإيمان فيها: بما في القلوب من المعارف، والتصديق، والاعتقاد، والإنابة.
ويُفَسر العمل الصالح : بجميع الشرائع القولية والفعلية.
"البر" و"التقوى":
* فحيث أُفرد البر دخل فيه امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وكذلك إذا أُفردت التقوى؛ ولهذا يرتب الله على البر وعلى التقوى عند الإطلَّاق الثواب المطلق، والنجاة المطلقة، كما يرتبه على الإيمان. وتارة يفسر أعمال البر بما يتناول أفعال الخير وترك المعاصي.

* وإذا جمع بين البر والتقوى، مثل قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبر وَالتقْوَى. المائدة. كان البر اسماً جامعاً لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال، والأفعال، الظاهرة والباطنة. وكانت التقوى اسماً جامعاً يتناول ترك جميع المحرمات.
"الإثم" و"العدوان":
* إذا قُرنت فُسر الإثم: بالمعاصي التي بين العبد وبين ربه. و فُسر العدوان: بالتجري على الناس في دمائهم، وأموالهم، وأعراضهم .
* وإذا أُفرد الإثم دخل فيه كل المعاصي التي تُؤثم صاحبها، سواء كانت بينه وبين ربه، أو بينه وبين الخلق. وكذلك إذا أُفرد العدوان.

"العبادة" و"التوكل"، وكذلك "العبادة" و"الاستعانة":
* إذا أُفردت العبادة في القرآن تناولت جميع ما يحبه الله ويرضاه ظاهراً وباطناً، ومن أول ما يدخل فيها: التوكل، والاستعانة ،
* وإذا جُمع بينها وبين التوكل والاستعانة إياكَ نَعْبُدُ وَ إياكَ نَسْتَعينُ { ]البقرة... فَاعْبُدْهُ وَتَوَكلْ عَلَيْه هود.. فُسرت العبادة بجميع المأمورات الباطنة والظاهرة، وفُسر التوكل باعتماد القلب على الله في حصولها، وحصول جميع المنافع، ودفع المضار، مع الثقة التامة بالله في حصولها.
"الفقير" و"المسكين":
* إذا أُفرد أحدهما دخل فيه اخر كما في أكثر الآيات،
وإذا جُمع بينهما كما في آية الصدقات... إنمَا الصدَقَاتُ للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكين التوبة.. فُسرالفقير بمن اشتدت حاجته وكان لا يجد شيئاً، أو يجد شيئاً لا يقع منه موقعاً. وفُسر المسكين بمن حاجته دون ذلك.

يتبع.
رد مع اقتباس