عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 12-23-2020, 03:26 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي

القاعدة الثامنة عشرة
في الآيات المخبرة بتعلق الهداية والمغفرة والرزق بمشيئة الله، والآيات التي تذكر لذلك بعض الأسباب المتعلقة بالعبد.
في كثير من الآيات يخبر بأنه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وفي بعضها يذكر مع ذلك الأسباب المتعلقة بالعبد، الموجبة للهداية، أو الموجبة للإضلَّال، وكذلك حصول المغفرة وضدها، وبسط الرزق وتقديره .

- وذلك في آيات كثيرة، فحيث أخبر أنه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء، ويرحم من يشاء، و يبسط الرزق لمن يشاء، ويقتره على من يشاء، دل ذلك على كمال توحيده، وانفراده بخلق الأشياء، وتدبيره جميع الأمور، وأن خزائن الأشياء بيده، يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، فيقتضي مع ذلك من العباد أن يعترفوا بذلك، وأن لا يسألوا أحداً غيره، كما في الحديث القدسي:
« يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم » ... إلى آخره.

- وفي بعض الآيات يذكر فيها أسباب ذلك؛ ليعرف العباد الأسباب والطرق المفضية إليها، فيسلكوا النافع، ويبعدوا عن الضار، كقوله تعالى:

فَأَما مَنْ أَعْطَى وَا اتقَى وَصَدقَ بالْحُسْنَى فَسَنُيسرُهُ للْيسْرَ ى وَأَما مَنْ بَخلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذبَ بالْحُسْنَى *فَسَنُيسرُهُ للْعُسْرَى الليل: فبين أن أسباب الهداية والتيسير:
تصديق العبد لربه، وانقياده لأمره، وأن أسباب الضلَّال والتعسير ضد ذلك .

( فَرِیقًا هَدَىٰ وَفَرِیقًا حَقَّ عَلَیۡهِمُ ٱلضَّلَـٰلَةُۚ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا۟ ٱلشَّیَـٰطِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ) الأعراف.
* فأخبر أن الله يهدي من كان قصده حسناً، ومن رغب في الخير واتبع رضوان الله، وأنه يضل من فسق عن طاعة الله تعالى وتولى أعداءه الشياطين، ورضي بولايتهم عن ولاية رب العالمين.

- ويذكر في بعض الآيات الأسباب التي تُنال بها المغفرة والرحمة ويُستوق بها العذاب، كقوله تعالى:
وَ إني لَغَفار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُم اهْتَدَى.طه.

- وأخبر أن العذاب له أسباب متعددة ،وكلها راجعة إلى شيئين: التكذيب لله ورسوله، والتولي عن طاعة الله ورسوله، كقوله تعالى:

( لَا یَصۡلَاهَاۤ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى ۝ ٱلَّذِی كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ۝ وَسَیُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى ۝ ٱلَّذِی یُؤۡتِی مَالَهُۥ یَتَزَكَّىٰ ۝

- وكذلك يذكر أسباب الرزق، وأنه لزوم طاعة الله ورسوله، والسعي مع لزوم التقوى، كقوله تعالى:

( وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجا ۝ وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡ قَدۡرا) الطلاق.
يتبع.
🔁🔁🔁🔁🔁🔁🔁

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-23-2020 الساعة 03:39 AM
رد مع اقتباس