عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 01-13-2024, 10:43 PM
أم حذيفة أم حذيفة متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,659
افتراضي

يحتاج الإنسانُ إلى ملازمةٍ لدعوته، مُلازمةٍ للحقِّ الذي يُؤمن به، فينقل ذلك إلى الناس؛ يُصدِّره، يُبلِّغه، يحتاج أن يُبلِّغ دينَ الله، أن يعرضه على غيره ممن لم يعرفوه، أن يُبين الحقَّ لمن ضلَّ عنه وتاه، أو جهله، أو خالفه وهو عارفٌ به، كل هؤلاء يحتاجون إلى مجاهدةٍ، ويحتاجون إلى صبرٍ، ويحتاجون إلى مُصابرةٍ، وذلك يتطلب مُرابطةً على هذه الثُّغور: ثغر الدَّعوة، ثغور الإسلام، كل هذا من الأعمال الزَّاكية، الطَّيبة، الصَّالحة التي يُحبُّها الله ورسوله ﷺ.

- من اتَّقى الله حقًّا؛ صبر وصابر ورابط وعمل ما أمره اللهُ -تبارك وتعالى- به، ولكن التَّأكيد على التَّقوى هنا يحتاج هؤلاء من الصَّابرين المصابرين المرابطين إلى تذكيرٍ به، فيجب على العبد تجديد نيته؛ لأنَّه قد لا يتَّقي العبدُ ربَّه وهو مُرابطٌ، قد يذهب العبدُ إلى الرِّباط، قد يذهب العبدُ إلى الدَّعوة، يُسافر، وينتقل، ويُبَلِّغ دينَ الله، قد يذهب هذا الإنسانُ إلى مجاهدة الأعداء، ولكنَّه لا يتَّقي الله، قد يتجاوز حدودَه، قد يفعل ما لا يحلّ له أن يفعله، قد يترخَّص بأمورٍ في دعوته؛ فيقع فيما حرَّم الله -تبارك وتعالى- من غير عذرٍ فانتبه الي النية في أعمالك، قال رسول الله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».

- إذا كان من يقومون بالأعمال الصالحة يحتاجون إلى التقوى، ولا يستغني عنها أحدٌ، فكيف بمَن كان أمره فُرُطًا؟ هذا أولى بأن يُخاطب بالتَّقوى!

- كل "لَعَلَّ" في القرآن فهي للتَّعليل، ليست للتَّرجِّي إلا في موضعٍ واحدٍ: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ أي: كأنَّكم تخلُدون.

- اللهم اجعلنا ممن اتصف بصفات المؤمنين ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ*ٱللَّهَ*لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ فاللهم اجعلنا من المفلحين المتقين الصابرين المرابطين الفائزين برضوانك.

★ تمَّت السورة بفضل الله★
🌷 فالحمد لله على بلوغ التمام🌷

#ورد_اليوم_الثالث_عشر
رد مع اقتباس