عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-06-2020, 12:10 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد_قرآنية : القاعدة الأولى:

🔅 {وَقُولُوا للنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة:83]

«الإنسان مدنيٌّ بطبعه، وكثرة تعاملاته اليومية تحتّم عليه الاحتكاك بطوائف من الناس، مُختلفي الأفهام والأخلاق، يَسْمَعُ الحسَن وغيره، ويرى ما يستثيره؛

💡فتأتي هذه القاعدة ⇦لتضبط علاقته اللفظية.

📌إننا نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة، خاصةً وأننا في حياتنا نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر، فيهم المسلم وفيهم الكافر، وفيهم الصالح والطالح، وفيهم الصغير والكبير، بل ونحتاجها للتعامل مع أخصّ الناس بنا: الوالدَين، والزوج، والزوجة، والأولاد، بل ونحتاجها للتعامل بها مع مَن تحت أيدينا من الخدم ومن في حكمهم.

✅ من صور تطبيقات هذه القاعدة:

1- قول الله تعالى -عن الوالدين-: {وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء:23] إنه أمرٌ بعدم النهر، وهو متضمن للأمر بضده: وهو الأمر بالقول الكريم، الذي لا تعنيف فيه.

2- وكذلك أيضًا فيما يخصّ مخاطبة السائل المحتاج: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} [الضحى:10] بل بعض العلماء يرى عمومها في كلِّ سائل؛ سواء كان سائلًا للمال أو للعلم...

3- ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة القرآنية، ما أثنى الله به على عباد الرحمٰن، بقوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان:63].

💬 يقول ابن جرير -رحمه الله- في بيان معنى هذه الآية: «وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب»
«إنّ مما يُؤسَف عليه أن يرى الإنسان كثرة الخَرق لهذه القاعدة في واقع أمّة القرآن! وذلك في أحوال كثيرة منها:

1- أنك ترى من يبشّرون بالنصرانية يحرصون على تطبيق هذه القاعدة؛ من أجل كسب الناس إلى دينهم المنسوخ بالإسلام، أفليس أهلُ الإسلام أحق بتطبيق هذه القاعدة، من أجل كسب الخَلق إلى هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لعباده؟!

2- في التعامل مع الوالدين.

3- في التعامل مع أحد طرفي الحياة الزوجية.

4- مع الأولاد.

5- مع العمالة والخدم.

⚠️وقد نبهت آية الإسراء إلى خطورة ترك تطبيق هذه القاعدة، فقال سبحانه:

{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء:53]،

وعلى من ابتُلي بسماع ما يكره:

⇦أن يحاول أن يحتمل أذى من سمع منه،

⇦وأن يقول خيرًا،

⇦وأن يقابل السَّفَه بالحلم، والقولَ البذيء بالحسن...».

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل"

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس