عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-12-2020, 12:32 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية : القاعدة الرابعة:

🔅 {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ}* [القيامة:14-15]


📌هذه قاعدة من قواعد التعامل مع النفس، ووسيلة من وسائل علاجها من أدوائها، وهي في الوقت نفسه سلّمٌ لتترقى في مراقي التزكية، فإن الله تعالى قد أقسم أحد عشر قسمًا في سورة الشمس على هذا المعنى العظيم، ثم قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:9].

💡ومعنى القاعدة باختصار: أن الإنسان وإن حاولَ أن يجادل عن أفعاله أو أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها أو خطأها، واعتذرَ عن نفسه باعتذارات،
⇦فهو يعرف تمامًا ما قاله وفعله، ولو حاول أن يستر نفسه أمام الناس، أو يلقي الاعتذارات، فلا أحدَ أبصَر ولا أعرف بما في نفسه من نفسه.

💡وتأمَّل كيف جاء التعبير بقوله: {بصيرة} دون غيرها من الألفاظ؛ لأن البصيرة متضمّنة معنى الوضوح والحجة، كما يقال للإنسان: أنتَ حجّة على نفسك!

🎯 من صور تطبيقات هذه القاعدة:

- في طريقة تعامل بعض الناس مع النصوص الشرعية؛ فلربما بلغ البعضَ نصٌ واضح محكمٌ، لم يختلف العلماء في دلالته على إيجاب أو تحريم، أو تكون نفسه اطمأنت إلى حكمٍ ما، ومع هذا تجد البعض يقع في نفسه حرجٌ! ويحاول أن يجد مدفعًا لهذا النص أو ذاك؛ لأنه لم يوافق هواه!

⚠️ولا ينفع الإنسان أن يحاول دفع النصوص بالصدر؛ فالإنسان على نفسه بصيرة، وشأن المؤمن أن يكون كما قال ربنا -تعالى-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].

- ومن مجالات تفعيل هذه القاعدة: أنّ من الناس من شُغف -عياذًا بالله- بتتبع أخطاء الناس وعيوبهم، مع غفلةٍ عن عيوب نفسه، وهذا -بلا ريب- من علامات الخذلان،

💬 كما قال بكر بن عبد الله المزني: إذا رأيتم الرجل موكلًا بعيوب الناس، ناسيًا لعيبه؛ فاعلموا أنه قد مُكِرَ بِهِ.

- ومن مواضع تطبيق هذه القاعدة: أن ترى بعض الناس يجادل عن نفسه في بعض المواضع -التي تَبيَّن فيها خطؤه- بما يعلم في قرارة نفسه أنه غير مصيب،

💬 كما يقول ابن تيمية -رحمه الله- في تعليقه على هذه الآية: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}*: "فإنه يعتذر عن نفسه بأعذار ويجادل عنها، وهو يبصرها بخلاف ذلك".

((⇦يُتبَع -إن شاء الله-...))

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس