عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 10-26-2020, 11:00 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الثانية والعشرون:

🔅 {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:90].

📌هذه قاعدة من القواعد المحكمة في أبواب التعامل مع الخالق ﷻ والتعامل مع خلقه، هي قاعدة وملاذٌ لمن تُواجَه أعمالُهم بعدم التقدير.

❓فما هي التقوى؟! وما هو الصبر؟
54
▫️ما أكثر ما نحفظ تعريف التقوى، بل قد يحفظ بعضنا عدة تعاريف لها وللصبر، ويحفظ تقسيمات الصبر، ثم يفشل أحدنا في أول اختبار الصبر! أو يقع منه تقصير ظاهر في تطبيق هذه المعاني الشرعية كما ينبغي عند وجود المقتضي لها.

▫️ولستُ أعني بذلك العصمة من الذنب؛ وإنما أقصد أننا نخفق أحيانًا -إلا من رحم الله- في تحقيق التقوى أو الصبر إذا جد الجد، وجاء موجبهما.

💡كلنا يحفظ أن التقوى هي فعل أوامر الله، واجتناب نواهيه، وكلنا يدرك أن ذلك يحتاج إلى صبر ومصابرة، وحبس للنفس على مراد الله ورسوله، ولكن الشأن في النجاح في تطبيق هذين المعنيين العظيمين في أوانهما.

🎯 من تطبيقات هذه القاعدة:

إن لهذه القاعدة القرآنية الجليلة تطبيقاتٍ كثيرة في حياة المؤمن، ومن ذلك:

📍١ـ ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -تعليقًا على هذه القاعدة في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام- فقال -رحمه الله-مبينًا اطّراد هذه القاعدة القرآنية-:

«وهكذا إذا أوذي المؤمن على إيمانه، وطُلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان -وإن لم يفعل أوذي وعوقب- اختار الأذى والعقوبة على فراق دينه: إما الحبس وإما الخروج من بلده، كما جرى للمهاجرين حين اختاروا فراق الأوطان على فراق الدين، وكانوا يُعذَّبون ويُؤذَون».

⇐إلى أن قال: «فكان ما حصل للمؤمنين من الأذى والمصائب هو باختيارهم طاعة لله ورسوله لم يكن من المصائب السماوية التي تجري بدون اختيار العبد، وهذا أشرف النوعين، وأهلها أعظم بدرجة، وإن كان صاحب المصائب يثاب على صبره ورضاه، وتكفّر عنه الذنوب بمصائبه».

📍٢- ومن تطبيقات هذه القاعدة القرآنية: تربيةُ النفس على التقوى والصبر على ما يسمى بعشق الصور، الذي أفسد قلوب فئام من الناس، بسبب تعلق قلوبهم بتلك الصور، سواء كانت صورًا حية، أم ثابتة.

❗️ولقد عظمت الفتنة بهذه الصور في عصرنا هذا، الذي لم تعرف الدنيا عصرًا أعظم منه في انتشار الصورة، والاحتراف في تصويرها، والتفنن في تغيير ملامحها، وتَيسّر الوصول إلى الصور المحرمة منها وغير المحرمة، عن طريق الإنترنت، وغيرها من الوسائل.

💡فعلى المؤمن الناصح لنفسه أن يتقي ربه، وأن يجاهد نفسه في البعد عن هذا المرتع الوخيم -أعني تقليب النظر في الصور المحرمة- وأن يوقن أن ما يقذفه الله في قلبه من الإيمان والنور والراحة والطمأنينة سيكون أضعاف ما يجده من لذة عابرة بتلك الصور!

🔻وليتذكر المبتلى بالعشق أنه إذا عفَّ عن المحرمات نظرًا وقولًا وعملًا، وكتم ذلك، فلم يتكلم به حتى لا يكون في ذلك كلامٌ محرم -إما شكوى إلى المخلوق، وإما إظهار فاحشة، وإما نوعُ طلبٍ للمعشوق..- وصَبَرَ على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى ما في قلبه من ألم العشق، كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة؛ فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر، و ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

📍٣- ومن تطبيقات هذه القاعدة القرآنية العظيمة: أن الإنسان قد يبتلى بحُسَّاد يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، وقد يجد من آثار هذا الحسد ألوانًا من الأذى القولي أو الفعلي، كما وقع لأحد ابنَي آدم حين حسد أخاه؛ لأن الله تقبل قربانه ولم يتقبل قربان أخيه، وكما وقع ليوسف مع إخوته، وقد يقع هذا من المرأة مع ضرتها، أو من الزميل مع زميله في العمل.

فعلى من ابتلي بذلك أن يتذكر هذه القاعدة القرآنية: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 10-26-2020 الساعة 11:10 PM
رد مع اقتباس