عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 11-09-2020, 11:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة السابعة والعشرون

🔅 {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر:18]

📌هذه قاعدة قرآنية عظيمة القدر؛ لعظيم أثرها في حياة العبد، وقوة صلتها بتلك المضغة التي بيَّن النبي -ﷺ- أن صلاحها صلاح لبقية الجسد، وفسادها فساد له.

💡التزكية تطلق ويراد بها معنيان:
◁ المعنى الأول: التطهير،
◁ والمعنى الثاني: هو الزيادة،
⇐فالزكاة -باختصار- تدور على أمرين: التخلية، والتحلية.

والمقصود بالتخلية: أي تطهير القلب من أدران الذنوب والمعاصي،

والمقصود بالتحلية: أي تحلية النفس بمكارم الأخلاق، وطيب الشمائل.

💡 وهما عمليتان تسيران جنبًا إلى جنب، فالمؤمن مُطالَب بالتنقِّي من العيوب: كالرياء والكبر، والكذب والغش، والمكر والخداع والنفاق، ونحو ذلك من الأخلاق الرذيلة، ومُطالَب بالتحلِّي بالأخلاق الجميلة: من الصدق، والإخلاص، والتواضع، ولين الجانب، والنصح للعباد، وسلامة الصدر من الحقد والحسد وغيرهما من مساوئ الأخلاق؛ فإن تزكيته يعود نفعها إليه، ويصل مقصودها إليه، ليس يضيع من عمله شيء.

🔆وإنّ مَن تأمل نصوص القرآن وجد عناية عظيمة بمسألة تزكية النفوس ومن تأمَّل سورة الشمس؛ أدرك عظيم هذه الغاية، وخطورة هذه العبادة الجليلة، فإن الله تعالى أقسم أحد عشر قسمًا متتابعًا على أن فلاح النفس لا يكون إلا بتزكيتها! وهو بلا ريب دليل واضح، وبرهان ساطع على خطورة هذا الموضوع .

إنَّ سؤالًا يتبادر إلى الذهن ونحن نتحدث عن هذه القاعدة القرآنية: كيف نزكّي نفوسنا؟ والجواب عن هذا يطول جدًا، لكنني أشير باختصار إلى أهم وسائل تزكية النفس، فمن ذلك:

١- توحيد الله تعالى، وقوة التعلق به.

٢- ملازمة قراءة القرآن، وتدبره.

٣- كثرة الذكر عمومًا.

٤- المحافظة على الصلاة المفروضة، وقيام الليل ولو قليلًا.

٥- لزوم محاسبة النفس بين الفينة والأخرى.

٦- حضور الآخرة في قلب العبد.

٧- تذكر الموت، وزيارة القبور.

٨- قراءة سير الصالحين.

⛔️ وفي مقابل هذا: فإن العاقل من يتنبه لسد المنافذ التي قد تُفسد عليه أثر تلك الوسائل؛ لأن القلب الذي يتلقى الوسائل والعوائق موضع واحد لا يمكن انفصاله.

💡إذًا: لا يكفي أن يأتي الإنسان بالوسائل، بل لا بد من الانتباه إلى العوائق، مثل: النظر إلى المحرمات، أو سماع المحرمات، أو إطلاق اللسان فيما لا يعني -فضلًا عما حرم الله تعالى-.

اللهم إنا نسألك وندعوك بما دعاك به نبيك محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها" (صحيح مسلم).

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 11-09-2020 الساعة 11:13 PM
رد مع اقتباس