عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 11-23-2020, 11:03 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الثلاثون:

🔅 * {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}*
[الطلاق:3].

📌هذه قاعدة قرآنية إيمانية تمتد جذورها في قلوب الموحدين، في غابر الزمان وحاضره، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

💡ومعنى هذه القاعدة ظاهر بَيِّن، فإنّها تدل على أن من توكَّل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك، وتيسيره ﴿فَهُوَ حَسْبُهُ﴾
أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به.

📍وإنّ التّوكُّل على اللّه مطلوب في كلّ شئون الحياة، بيدَ أنّ هناك مواطن كثيرة وَردَ فيها الحضّ على التّوكّل والأمر به للمصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم والمؤمنين (كطلب النصر، وعند الإعراض عن الأعداء، وعند السلم، وإذا أعرض عنكَ الخَلق.. وغيرها).

⚠️وقبل أن نختم حديثنا عن هذه القاعدة القرآنية: أود أن أنبه إلى ما ذكره العلامة ابن القيم -رحمه الله- مِن أن كثيرًا من المتوكلين يكون مغبونًا في توكله!

وبيان ذلك -كما يقول-: أنك ترى بعض الناس يصرف توكله إلى حاجة جزئية استفرغ فيها قوّة توكله، مع أنه يمكنه نيلها بأيسر شيء، وفي المقابل ينسى أو يغفل عن تفريغ قلبه للتوكل في زيادة الإيمان، والعلم، ونصرة الدين، والتأثير في العالم خيرًا، فهذا توكل العاجز القاصر الهمة!

↵ كما يصرف بعضهم همته وتوكله ودعاءه إلى وجع يمكن مداواته بأدنى شيء، أو جوع يمكن زواله بنصف رغيف، أو نصف درهم، ويدع صرفه إلى نصرة الدين، وقمع المبتدعين، وزيادة الإيمان ومصالح المسلمين.

💡وههنا ملحظ مهم يستفاد من كلامه -رحمه الله-: وهو أن الواحد منا -في حال نشاطه وقوة إيمانه- قد يقع منه نسيان وغفلة عن التوكل على الله؛ اعتمادًا على ما في القلب من قوة ونشاط، وهذا غلط ينبغي التنبه إليه، والحذر منه

اللهم إنا نبرأ من كل حول وقوة إلا من حولك وقوتك، ونعوذ بك أن نوكل إلى أنفسنا طرفة عين.


"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 11-23-2020 الساعة 11:14 PM
رد مع اقتباس