عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 12-03-2020, 02:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الثانية والثلاثون:

🔅 {وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ}
[الحج:47]

📌هذه قاعدة قرآنية إيمانية، وثيقة الصلة بالواقع الذي تعيشه الأمة اليوم بالذات، وهي تعيش هذه التغيرات المتسارعة، والتي خالها البعض خارجةً عن سنن الله تعالى!! وليس الأمر كذلك.


وإذا تقرر أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإن هذه القاعدة القرآنية عامة في كل ما وعد الله به؛ إذ لا مُكرِه لربنا جل وعلا، ولا رادَّ لأمره ومشيئته،

⇦ولكن الشأن في تحقق العباد بفعل الأسباب المتعلقة بما وعد الله به.

📍وإذا تقرر عموم هذه القاعدة في الخير والشر، فإنها -بلا ريب- من أعظم ما يجدد الفأل في نفوس أهل الإسلام، في الثبات على دينهم ومنهجهم الحق، بل وتزيدهم يقينًا بما عليه أهل الكفر والملل الباطلة من ضلال وانحراف..

💡 ولو تأملتَ لوجدت أن أضعف الناس يقينًا بموعود الله هم أهل الدنيا، الراكنين إليها، وأقواهم يقينًا هم العلماء الربانيون، وأهل الآخرة، جعلنا الله منهم بمنِّه وكرمه.

◈ والمؤمن ليس من شأنه أن يقترح أجلًا لإهلاك الكفار، أو موعدًا لنصر الإسلام، أو غير ذلك من الوعود التي يقرأها في النصوص الشرعية،

⇦ولكن من شأنه أن يسعى في نصرة دينه بما يستطيع، وأن لا يظل ينتظر مضي السنن؛ فإن الله لم يتعبدنا بهذا، وعليه أن يفتش في مقدار تحققه بالشروط التي ربطت بها تلك الوعود، فإذا قرأ -مثلًا- قول الله ﷻ:
*﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7]
فعليه هنا أن يفتش عن أسباب النصر التي أمر الله بها: هل تحققت فيه فردًا أو في الأمة على سبيل المجموع؛ ليدرك الجواب على هذا السؤال: لماذا لا تنتصر الأمة على أعدائها؟!

🔆 ولعلنا نختم هذه القاعدة بهذه اللطيفة المتصلة بها: ذلك أن هذه القاعدة تضمنت تمدّح الله بهذا، وثناءه على نفسه، ويتضح لك هذا المعنى إذا قرأت ما حكاه الله تعالى عن إبليس -وهو يخطب في حزبه وأوليائه في جهنم- حيث يقول: *﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾ * [سورة إبراهيم:22]

فسبحان مَنْ تمدح بالكمال وهو أهلٌ له، وسبحان من وعد فأوفى، ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة:١١١]؟


"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس