عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 12-08-2020, 05:10 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الرابعة والثلاثون:

🔅 {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]

📌هذه قاعدة قرآنية عقدية، نزلت قبل أربعة عشر قرنًا، ولا تزال معانيها تتجدد لأهل الإسلام في كل زمان.

💬 يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري -رحمه الله-:

«وليست اليهود -يا محمد- ولا النصارى براضية عنك أبدًا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبِل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق؛ فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم...

وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل، فالزم هدى الله الذي لجميع الخلق إلى الألفة عليه سبيل».

⚠️وتأمَّل ما تضمّنته تتمة هذه القاعدة من وعيد عظيم لمن اتبع أهواءهم، ولمن هذا الوعيد العظيم؟! لمحمد صلى الله عليه وسلم ! مع أنه لا يمكن أن يقع منه شيء من ذلك بعصمة الله له.

قال تعالى في تتمة هذه القاعدة المحكمة: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة:١٢٠].

يقول ابن جرير -رحمه الله- في تتمة تعليقه على هذه الآية:

«يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ﴾ هوى هؤلاء اليهود والنصارى -فيما يرضيهم عنك- من تهوُّدٍ وتنصُّر، فصِرتَ من ذلك إلى إرضائهم، ووافقتَ فيه محبتهم -من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربهم، ومن بعد الذي اقتصصت عليك من نبئهم في هذه السورة-؛ ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾ يعني بذلك: ليس لك من وليٍّ يلي أمرك، وقيِّم يقوم به ﴿وَلَا نَصِيرٍ﴾ ينصرك من الله، فيدفع عنك ما ينزل بك من عقوبته، ويمنعك من ذلك، إن أحل بك ذلك ربك».

❗️فإذا كان هذا الكلام موجهًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فمَنِ الناسُ بعده؟!

❗️ومع وضوح هذا النص القرآني المحكم، فإنك لتتألم من تشكيك بعض المسلمين بهذه الحقيقة، وهذا التشكيك يأخذ صورًا شتى، تبدأ من التشكيك في كون هؤلاء كفارًا أصلًا! وتنتهي عند المطالبة بالتماهي والاندماج التام معهم، في مسخ واضح لأصل من الأصول الكبار، ألا وهو الولاء والبراء!

🔻ولم يفرق هؤلاء بين ما يصلح أن يؤخذ منهم، ويستفاد منه في أمور الدنيا، وبين اعتزاز المؤمن بدينه، وتمايزه بعقيدته!

▪️لقد غرّ بعض هؤلاء المتحدّثين كونُهُم يتعاملون مع بعض الأفراد من اليهود والنصارى فلا يجدون منهم إلا تعاملًا جيدًا -كما يقولون- وهذا قد يقع، ولكنه لا يمكن أبدًا أن يكون قاضيًا على هذا الخبر المُحكَم من كلام ربنا،

💡ذلك أن العلاقة الفردية قد يشوبها من المصالح، أو تكون حالات استثنائية، فإذا جدّ الجِدّ، ظهرت أخلاقهم على الحقيقة، ومن له أدنى بصر أو بصيرة أدرك ما فعلته الحروب الصليبية التي غزت بلاد الشام قبل وبعد صلاح الدين! وما فعله إخوانهم وأبناؤهم في فلسطين والعراق، وما حرب غزة الأخيرة إلا أكبر شاهد، ولا ينكره إلا من طمس الله بصيرته عياذًا بالله!

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه الذي ارتضاه لنا، وأن يعيذنا من الحور بعد الكور.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-19-2020 الساعة 12:57 AM
رد مع اقتباس