عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 12-12-2020, 03:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

📩 قواعد قرآنية
القاعدة الخامسة والثلاثون:

🔅 * {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ...}* [البقرة:186]

📌هذه قاعدة قرآنية إيمانية، لها صلة عظيمة بعبادة من أعظم العبادات، ألا وهي عبادة الدعاء.

🔅وتأمل في قوله: ﴿عِبَادِي﴾ فكم في هذا اللفظ من الرأفة بالعباد؛ حيث أضافهم إلى نفسه العليّة سبحانه وبحمده، فأين الداعون؟ وأين الطارقون لأبواب فضله؟!

🔅 وقوله: ﴿فإني قريب﴾ فيه إثبات قربه من عباده جل وعلا، وهو قربٌ خاص بمن يعبده ويدعوه، وهو من أعظم ما يدفع المؤمن للنشاط في دعاء مولاه.

🔅وفي قوله: ﴿أُجِيبُ﴾ ما يدل على قدرة الله وكمال سمعه، وهذا ما لا يقدر عليه أي أحد إلا هو سبحانه!

🔅وقوله: ﴿إِذَا دَعَانِ﴾ فيه إشارة إلى أن من شرط إجابة الدعاء أن يكون الداعي حاضر القلب حينما يدعو ربه، وصادقًا في دعوة مولاه، بحيث يكون مخلصًا مشعرًا نفسه بالافتقار إلى ربه، ومشعرًا نفسه بكرم الله، وجوده.

💡ومن هدايات هذه القاعدة ودلالتها: أن الله تعالى يجيب دعوة الداع إذا دعاه؛ ولا يلزم من ذلك أن يجيب مسألته؛ لأنه تعالى قد يؤخر إجابة المسألة ليزداد الداعي تضرعًا إلى الله، وإلحاحًا في الدعاء؛ فيقوى بذلك إيمانه، ويزداد ثوابه؛ أو يدّخره له يوم القيامة؛ أو يدفع عنه من السوء ما هو أعظم فائدة للداعي.

🌟 وتاج هذه اللطائف المتصلة بهذه القاعدة من قواعد العبادة أنك تلحظ فيها سرًا من أسرار عظمة هذا الدين، وهو التوحيد، فهذا ربك -أيها المؤمن- وهو ملك الملوك، القهار الجبار، الذي لا يشبه مُلْكَه مُلكٌ، ولا سُلْطَانَه سلطانٌ- لا تحتاج إذا أردتَ دعاءه إلى مواعيد، ولا إلى أذونات، ولا شيء من ذلك،

🔻إنما هو رفع اليدين، مع قلبٍ صادق، وتسأل حاجتك، فيا لها من نعمة لا يعرف قدرها إلا الموفق، وإلا الذي يرى ما وقع فيه كثير من جُهّال المسلمين من التوسُّل بالأولياء والصالحين، أو ظنّهم أن الدعاء لا يُقبل إلا من طريق الولي الفلاني أو السيد الفلاني!!

💡ومن هدايات هذه القاعدة -المتعلقة بسياقها-: استحباب الدعاء عند الفطر في رمضان وغيره، ووجه الدلالة من الآيات على هذا المعنى: أن الله تعالى ذكر هذه الآية -آية الدعاء- بُعَيْد آيات الصيام وقبيل آية إباحة الرفث في ليل الصيام.

فما أجمل العبد وهو يظهر فقره وعبوديته بدعاء مولاه، والانكسار بين يدي خالقه ورازقه، ومَنْ ناصيته بيده!

وما أسعده حينما يهتبل (يغتنم) أوقات الإجابة ليناجي ربه، ويسأله من واسع فضله في خيري الدنيا والآخرة!

نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه، والانطراح بين يديه، وكمال التضرع له، وقوة التوكل عليه، وأن لا يخيب رجاءنا فيه، ولا يردنا خائبين بسبب ذنوبنا وتقصيرنا.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس