عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 12-22-2020, 04:29 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


القاعدة السابعة والثلاثون:

🔅 {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:112]


📌هذه قاعدة قرآنية عظيمة تضم كلمات جامعة، وتمثل أصلًا من أصول الوصايا القرآنية.

💡ولنا مع هذه القاعدة عدّة وقفات:

📍 الوقفة الأولى:

ما حقيقة الاستقامة؟ وما سرّ هذا الأمر الصريح له -ﷺ- ولأتباعه بلزوم الاستقامة؟

▫️أما حقيقة الاستقامة فهي سلوكُ الصِّراط المستقيم، وهو الدِّينُ القيِّم من غير تعريج عنه يَمنةً ولا يَسرةً، ويشمل ذلك فعلَ الطَّاعات كلّها، الظاهرة والباطنة، وتركَ المنهيات كُلِّها كذلك، فصارت هذه الوصيةُ جامعةً لخصال الدِّين كُلِّها.

▫️وأمّا عن سر هذا الأمر الصريح للنبي ﷺ ولصحابته بالاستقامة، فإن الجواب عن هذا يطول جدًّا، لكن من أجلى ما يوضح ذلك: أن يعلم المؤمن أنَّ أعظم غرض يريده الشيطان من بني آدم هو إضلالهم عن طريق الاستقامة، ألم يقل عدو الله: ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الأعراف:16]؟!

ولهذا أُمرنا أن نكرر في اليوم والليلة 17 مرة على أقل تقدير قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:6]، فاللهم اهدنا الصراط المستقيم، وثبتنا عليه يا رب العالمين.

📍 الوقفة الثانية مع هذه القاعدة:

هذا الأمر للنبي ﷺ بالاستقامة هو أمرٌ بالثبات على الاستقامة، ولغيره أمر بها وبالثبات عليها.

📍 الوقفة الثالثة، مع هذه القاعدة:

إنَّ مَن تأمل هذا الأمر الإلهيّ للنبي ﷺ؛ تبيَّن له عظم وخطورة هذا الأمر (أعني الاستقامة والثبات على الدين)...

📍الوقفة الرابعة مع هذه القاعدة:

أنّ الإنسان مهما بلغ من التقوى والإيمان، فهو بحاجة ماسّة إلى التذكير بما يُثَبِّتُه، ويزيد استقامته، ولو كان مستغنيًا عن ذلك؛ لكان نبينا ﷺ أولى الناس بهذا.

📍الوقفة الخامسة مع هذه القاعدة:

أن يعلم المؤمن أن أعظم مدارج الاستقامة هي استقامة القلب، فإن استقامته ستؤثر على بقية الجوارح -ولا بد-.

💬 قال ابن رجب -رحمه الله-:

«فأصلُ الاستقامةِ استقامةُ القلب على التوحيد، كما فسر أبو بكر الصِّديق وغيرُه قولَه ﷻ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ بأنَّهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلبُ على معرفةِ الله، وعلى خشيته، وإجلاله، ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه ودعائه، والتوكُّلِ عليه، والإعراض عما سواه؛ استقامت الجوارحُ كلُّها على طاعته، فإنَّ القلبَ هو ملكُ الأعضاء، وهي جنودهُ، فإذا استقامَ الملك، استقامت جنودُه ورعاياه…

وأعظم ما يُراعى استقامتُه -بعدَ القلبِ مِنَ الجوارح-: اللسانُ؛ فإنَّه ترجمانُ القلب والمعبِّرُ عنه».

💡 ومن استقام على هذا الصراط حصل له سعادة الدنيا والآخرة، واستقام سيره على الصراط يوم القيامة.

نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يجعلنا ممن استقام ظاهره وباطنه على ما يحبه ويرضاه، وأن يثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاه.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".


ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس