عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 12-25-2020, 02:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة التاسعة والثلاثون

🔅 ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [الشرح:7،8].

📌هذه قاعدة قرآنية، وكلمةٌ جامعة، هي قاعدة من قواعد تربية النفس، وتوجيه علاقتها مع الله ﷻ؛ يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من طاعة أو عملٍ ما أن ينصب ويبدأ في عمل أو طاعة أخرى، وأن يرغب إلى ربه في الدعاء والعبادة، والتضرع والتبتُّل.

💡لأن حياة المسلم الحق كلها لله، فليس فيها مجال لسفاسف الأمور،

📍بل إن اللهو الذي تبيحه الشريعة لأصناف من الناس كالنساء والصبيان، أو في بعض الأوقات كالأعياد والأفراح؛ فإن من أعظم مقاصد ذلك أن يستجمَّ الإنسان -والاستجمام للجدّ مرة ثانيةً من الشغل النافع- وأن يعيش العبودية لله في جميع أحواله، فهو يعيشها في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وفي الحضر والسفر، وفي الضحك والبكاء،

🔅ليتمثل حقًا قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:162].


💡ومن هدايات هذه القاعدة القرآنية المحكمة أنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور -ما استطاع إلى ذلك سبيلًا- وعدمِ إحالة إنجازها إلى وقت الفراغ، فإن ذلك من الأساليب التي يخدع بها بعض الناس نفسه، ويبرر بها عجزه،

❗️وإن من عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز.

💬 قال بعض الصالحين: «كان الصدِّيقون يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالهم بالأمس».

💬 وعلَّق ابن رجب -رحمه الله- على هذا فقال: «يشير إلى أنهم كانوا لا يرضون كل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير، ويستحيون من فقد ذلك ويعدونه خسرانًا».

📌ومن الحِكَم السائرة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد؛ وهي حكمة صحيحة يشهد القرآن بصحتها، وقد روي عن الإمام أحمد أنه قال: "إن التأخير له آفات" وصدق -رحمه الله-، والشواهد على هذا كثيرة:

-فمن الناس من يكون عليه التزامات شرعية بينه وبين الله، كقضاء الصيام، أو أداء فرض الحج -مثلًا- فتراه يسوّف ويماطل، حتى يتضايق عليه الوقت في الصيام، أو يفجأه الموت قبل أن يحجّ!

❗️ولئن كان هذا قبيحًا ومذمومًا في حقوق الله؛ فهو في حقوق الخلق -المبنية على المشاحة- أشد وأعظم، وكم ندم من كانت عليهم ديون حين تساهلوا في تسديدها وهي قليلة، فتراكمت عليهم؛ فعجزوا عنها، وصاروا بين ملاحقة الغرماء، والركض وراء الناس وإراقة ماء الوجه للاستدانة من جديد، أو للأخذ من الزكاة!! فهل من معتبر؟!

⚠️ ومن آثار مخالفة هذه القاعدة أن بعض الناس لا يستغل الفرص التي تسنح في طلب العلم وتحصيله، فإذا انفرط عليه العمر، وتقضى الزمن؛ ندم على أنه لم يكن قد حصل شيئًا من العلم ينفعه في حياته وبعد مماته!

⚠️ وقُل مثل ذلك: في تفريط كثير من الناس -وخصوصًا الشباب والفتيات- في التوبة، والإنابة، والرغبة إلى الله، بحجّة أنهم إذا كبروا تابوا، وهذا من تلبيس إبليس!

إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التُّقى
ولاقيتَ بعد الموت مَن قد تزوَّدا

ندمتَ على أن لا تكون كمثلهِ
وأنك لم ترصد بما كان أرصدا

🔅وقوله تعالى -في هذه القاعدة التي هي مدار حديثنا-: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ أبلغ وأعظم حادٍ إلى العمل، والجدّ في استثمار الزمن قبل الندم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-25-2020 الساعة 02:32 AM
رد مع اقتباس