عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 01-03-2021, 12:23 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


القاعدة الحادية والأربعون

🔅 {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]

📌هذه قاعدة محكمة لها أثرها الإيماني والتربوي لمن عقلها وتدبرها.

💬 يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والقرآن يبين في غير موضع: أن الله لم يهلك أحدًا ولم يعذبه إلا بذنب».

💡وإذا تقرَّرت هذه الحقيقة الشرعية -وهي أن الذنوب سببٌ للعقوبات العامة والخاصة-؛

◁◁ فحريٌّ بالعاقل أن يبدأ بنفسه، فيفتش عن مناطق الزلل فيه، وأن يسأل ربه أن يهديه لمعرفة ذلك، فإن من الناس من يستمرئ الذنب تلو الذنب، والمعصية تلو المعصية، ولا ينتبه لذلك! بل قد لا يبالي! ولربما استحسن ذلك -عياذًا بالله- فتتابع العقوبات عليه وهو لا يشعر، فتكون مصيبته حينئذٍ مضاعفة!

💬 ويقول ابن القيم -رحمة الله عليه- وهو يوضح شيئًا من دلالات هذه القاعدة القرآنية المحكمة:

«وهل فى الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟! فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء؟ وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه؟..

وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم؟ حتى علا الماء فوق رأس الجبال، وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض، كأنهم أعجاز نخل خاوية؟ ودمرت ما مرَّ عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم؟ حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة، حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟…».

💡وليُعْلَم أنه ينبغي أن ندرك أن العقوبات حينما تذكر، فلا يصح حصرها في العقوبات الحسية أو العقوبات الجماعية..

⛔️ ولكن ثمة أنواع من العقوبات قد تكون أشد وأعظم، وهي تلك العقوبات التي تتسلط على القلب، فيضرب بالغفلة وقسوته، حتى إن جبال الدنيا لو تناطحت أمامه ما اعتبر ولا اتَّعظ -عياذًا بالله-؛

⚠️ بل يظن المسكين، أو تظن أمة من الأمم -وهي ترى النعم تتابع وتزداد مع استمرارها في البعد عن شرع الله- تظن أن ذلك علامةً على رضى الله ﷻ عنها وهذه من أعظم العقوبات!

نسأل الله أن يتوب علينا وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا، وأن لا يضربنا بقسوة القلب، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا إن ربي سميع مجيب الدعاء.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس