عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 01-12-2021, 08:12 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الرابعة والأربعون

🔅 {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}
[الحشر:7]

📌 هذه من أعظم القواعد التي تعين على تعبيد القلب لرب العالمين، وتربيته على التسليم والانقياد.

🔅وهي تدل دلالة واضحة -كما يقول أبو نعيم، في بيان شيء من خصائصه صلى الله عليه وسلم -: «أن الله تعالى فرض طاعته على العالم فرضًا مطلقًا لا شرط فيه، ولا استثناء، فقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾، وقال: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه﴾ وإن الله تعالى أوجب على الناس التأسي به قولًا وفعلًا مطلقًا بلا استثناء، فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾».

📍ولقد دأب العلماء على الاستدلال بهذه القاعدة في جميع أبواب العلم والدين..

🔅 وإليك هذه القصة التي رواها البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، فإنه حينما قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله“ قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها: أم يعقوب -وكانت تقرأ القرآن- فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؟ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: "وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله؟!“ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته! فقال: "لئن كنتِ قرأتيه لقد وجدتيه! قال الله ﷻ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾“

💡إن هذه القاعدة لتدل بمفهومها على ضرورة حفظ السنة، إذ لا يتأتى العمل بالسنة إلا بعد حفظها حسًّا ومعنى.

▫️ومن تأمل واقع الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- وجدهم أصحاب القِدْح المُعَلَّى في تلقي الأوامر والنواهي بنفوسٍ مُسلِّمة، وقلوب مخبتة، ومستعدة للتنفيذ، ولا تجد في قاموسهم تفتيشًا ولا تنقيبًا: هل هذا النهي للتحريم أم للكراهة؟ ولا: هل هذا الأمر للوجوب أم للاستحباب؟ بل ينفذون ويفعلون ما يقتضيه النص، فأخذوا هذا الدين بقوة، فصار أثرهم في الناس عظيمًا وكبيرًا.

⚠️ ولما طغى على الناس -في القرون المتأخرة- كثرة السؤال والتنقيب: هل هذا الأمر واجب أم مستحب؟ وهل هذا مكروه أم محرم؟ صار أخذ كثير منهم لأوامر الله ونواهيه ضعيفًا، فصار أثر التعبد لله هزيلًا، والانقياد عسيرًا.

▪️إنني لا أنكر انقسام الأوامر إلى واجب ومستحب، ولا أنكر انقسام النواهي إلى محرم ومكروه.. لكن الذي يؤسَف عليه: أن أكثر الذين يسألون عن هذا التقسيم، ليس مرادهم طلب العلم وتحرير المسائل، بل التملص، والتنصل من الامتثال، وإلى هؤلاء يتوجه الحديث في هذه القاعدة القرآنية المحكمة: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.

💡إنني موقن أن من ربى نفسه على ترك كل ما يُنهى عنه، وفعل كل ما يستطيعه من الأوامر، من غير تنقيب عن حال هذا النهي أو ذاك الأمر، بل يبادر تعبدًا لله تعالى بتعظيم الأمر والنهي؛ فإنه سيجد لذة عظيمة في قلبه؛ إنها لذة العيش في كنف العبودية، وظِلِّ الاستكانة والاستجابة والخضوع لله رب العالمين.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-12-2021 الساعة 08:18 PM
رد مع اقتباس