🌟القاعدة السادسة عشرة:
"الظلم ظلمات يوم القيامة"
يا له من ردع رهيب، وزجر مخيف؛ عن هذه الشعبة المقيتة من شعب الطغيان: الظلم!
إنه الداء الذي أبدأ القرآن فيه وأعاد، حتى كرره في مئات المواضع، وما ذاك إلا لعظيم أثره وقبيح عاقبته!
◾️ وأعظمُ الظلم الذي يقترفه العبد: ظلم نفسه بالشِّرك، كما قال -تعالى-: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
[لقمان:13]
فإنَّ المُشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق، فعبده وتألَّهه، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها! ثم يليه المعاصي على اختلاف أجناسها -من كبائر وصغائر-.
▪️ويلي هذه المنزلة في الظلم: ظلمُ العبد لغيره، وهو المذكور في هذا الحديث.
إن الظلم لا يكاد يسلم منه أحدٌ منا! فمِنَّا المسترسل معه، ومنّا المجاهد نفسه على تركه؛ ذلك أن الله -تعالى- وصف هذا الإنسان بأنه: ظلومٌ جهول،
لكن السؤال: ما الموقف الشرعي الذي يقفه المسلم مع أخيه الظالم؟
↵ لقد أجاب النبي -ﷺ- عن ذلك بأبلغ كلام وأوجز عبارة فقال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا!" قال رجل: يا رسول الله: أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: "تحجزه وتمنعه من الظلم، فإنَّ ذلك نصره"
[أخرجه البخاري].
💡ومعناه: أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، حتى غلب ذلك.
اللهم أجرنا من الظلم والظالمين، واجعلنا بالعدل وعلى العدل قائمين، وأنر لنا الطريق إلى جنات النعيم.
💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
ღ قوت القلوب ღ
|