عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-16-2013, 09:03 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عام الفيل وقصة هدم إبرهة للكعبة

كتاب فقه السيرة


د. عبد العظيم بدوي



ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فنقول وبالله تعالى التوفيق:
من المعلوم المشهور عند الصغير والكبير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد عام الفيل، فهذا شيء مشهور عند الصغار والكبار،


أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولد عام الفيل، فقبل أن نتحدث عن ميلاده -عليه الصلاة والسلام-


ينبغي أن نعرف ما هو عام الفيل؟ وما هو هذا الفيل؟ وما قصته؟ وما الواقعة والحادثة التي نسب إليها هذا العام -عام الفيل؟




فنقول وبالله تعالى التوفيق:
قصة الفيل قصة مشهورة أرَّخ بها العرب لدلالتها على مزيد عناية الله تعالى ببيته الحرام،


ذلك أن أبرهة الحبشي لما غلب على بلاد اليمن، ورأى الناس يقصدون زرافات ووحدانًا، ورجالًا وركبانًا الكعبةَ البيت الحرام،



قال أبرهة: إلامَ يقصدون؟ أين يذهب هؤلاء؟ الناس كل موسم يذهبون، كل شهر مسافرون، أين يذهبون؟-------قالوا: إلى الكعبة بمكة يحجون.




قال: مما هو؟
قالوا: بيت من الحجارة.
قال: وما كسوته؟
قالوا: ما يأتي هاهنا من الوصائل.




الوصائل: ثياب مخططة يمانية كانت تُكسى بها الكعبة قديمًا.


قال: لأبنينَّ بيتًا خيرًا من هذا البيت،


فأراد أبرهة أن يبني بيتًا يصرف به الناس عن قصد البيت الحرام للحج والعمرة.قال: لأبنينَّ بيتًا خيرًا منه، فبنى لهم كنسية بصنعاء، وتفنن في بنائها وتزيينها،


وسمى هذه الكنيسة "القليس"، وقصد بها صرف العرب عن التوجه إلى الكعبة.




فعمد أعرابي من العرب أخذته الغيرة على الكعبة بيت الله الحرام، فذهب إلى هذه الكنيسة فقضى حاجته في داخلها، تغوط فيها،



فلما علم أبرهة بهذا الفعل استشاط غضبًا، وعزم على هدم الكعبة، وسار في جيش جرار عظيم لا قِبَل لأهل مكة ولا للعرب كلهم به، أراد أن يهدم الكعبة.
-فتعرض له في الطريق بعض قبائل العرب، ولكنه تغلب عليهم، غلبهم، فقتل من قتل منهم، وأسر من أسر.




وعند مشارف مكة وجدوا إبلًا لعبد المطلب بن هاشم، فاستاقوها وأخذوها، فذهب عبد المطلب إلى أبرهة،



وكان عبد المطلب وسمًا جميلًا تعلوه المهابة والوقار،


فأبرهة عظَّم شأنه وقدَّره، وأنزله منزلته وأكرمه.


------خير يا عبد المطلب، لماذا جئتَ؟
قال: أنا جئت أقول لك: الجمال التي أخذتها هذه جمالنا، أنت لماذا أخذتها؟



فقال أبرهة لعبد المطلب: أتكلمني في الإبل ولا تكلمني في بيت فيه عزك وشرفك وشرف آبائك؟!




أنا جئت أهدم الكعبة التي تفخر بها وتعتز بها، تترك هذا الأمر الذي جئتُ له، وتقول: هات جمالنا؟!
فقال عبد المطلب هذه الكلمة التي طارت في الآفاق وسارت مسار الأمثال:

"أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه".--أنا رب الإبل، أنا جئت أكلمك فيما أملكه، أما البيت فله رب يحميه.

ثم رجع عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ومعه نفر من قريش، وأخذوا يدعون الله تعالى ويستنصرونه أن يحمي بيته وأن يهزم أبرهة وجنده.




وكان مما قال عبد المطلب وهو متعلق بأستار الكعبة:




اللهُمّ إنَّ المرءَ يمنَعُ رَحْلَه ** فامْنَعْ رحالك

انصر على آل الصليب ** وعابديهم يوم آلك


لا يغلبَنَّ صليبُهُمْ ** وَمِحَالُهُمْ أَبَداً مِحالَكْ


إنْ كنتَ تاركَهُمْ وَقِبْلَتَنا ** فأمْرٌ ما بَدَا لَكْ

يا رب لسنا قادرين أن ندافع عن البيت، والبيت بيتك، إن تنصره فهو بيتك، وإن كنت ستخلي بين أبرهة وبين البيت فالأمر يا رب لك.


-------------ثم أرسل حلقة البيت وانطلق هو ومن معه من قريش إلى الجبال، هربوا في الجبال، ينظرون ما أبرهة فاعلٌ بالبيت، وكان في جيش أبرهة فيل عظيم، ولهذا سميت ماذا؟ قصة الفيل، حادثة الفيل.




فصار كلما وجهوه إلى الطريق المؤدي إلى مكة أبى وبرك، كلما وجهوا الفيل حتى يهدم الكعبة يبرك ولا يتحرك،


فإذا وجهوه إلى غير طريق مكة مشى وانظلق،



ومع هذه الآية العظيمة التي رآها ابرهة أصر أبرهة وجيشه على هدم الكعبة.


فماكان من الله -عز وجل- إلا أن أرسل عليهم طيرًا أبابيل، في مناقيرها وأرجلها حجارة صغار،


فصارت ترميهم بهذه الحجارة، ولكنها لم تصيبهم كلهم، فكان من صادفه حجر تمزق جسمه ومات،



وخرجوا هاربين يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك، نكَّل الله بأبرهة وجيشه شر تنكيل.


وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- هذه الحادثة في القرآن الكريم وأفرد لها سورة من قصار السور اسمها سوة ماذا؟ سورة الفيل.


بسم الله الرحمن الرحيم


{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [سورة الفيل].


فهذه سورة في القرآن تضمنت القصة وما أصاب هذا الجيش فيها، سورة الفيل.


وقد أشار النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى هذه الحادثة -حادثة الفيل- لما توجه سنة 6 من الهجرة إلى مكة للعمرة،


فصدته قريش ومنعته من دخول مكة، فكانت الناقة التي يركبها -عليه الصلاة والسلام- بركت، كلما وجه اليها امتنعت
فقالوا: خلأت القصواء -اسم الناقة- قال: «ما خلأت، ولكن حبسها حابس الفيل»**،


وسنتعرض لصلح الحديبية حينه إن شاء الله
**

هذه هي الحادثة التي أرَّخ بها العرب، فيسمونها عام الفيل


وفي ذلك العام ولد النبي -عليه الصلاة والسلام.

هذه القصة أو هذه الحادثة فيها دروس، دروس وعبر كثيرة جدًا،


ما هي الدروس التي نستفيدها من حادثة الفيل؟
؟؟

بعض من الدرس الأول للشيخ حفظه الله

*************

**( خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زمنَ الحُدَيْبِيَّةِ ، حتى كانوا ببعضِ الطريقِ ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : إن خالدَ بنَ الوليدِ بالغَمِيمِ ، في خيلٍ لقريشٍ طليعةٍ ، فخذوا ذاتَ اليمينٍ . فواللهِ ما شَعَرَ بهم خالدٌ حتى إذا هم بقَتَرَةِ الجيشِ ، فانطَلَقَ يَرْكُضُ نذيرًا لقريشٍ ، وسار النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثَّنِيَّةِ التي يَهْبِطُ عليهم منها ، برَكَتْ به راحلتُه ، فقال الناس : حلْ حلْ . فأَلَحَّتْ، فقالوا خَلَأَتِ القَصْواءُ ، خلَأَتِ القصواءُ ! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما خلَأَتِ القصواءُ ، وما ذاك لها بخُلُقٍ ، ولكن حبَسَها حابسُ الفيلِ . ثم قال: والذي نفسي بيدِه ، لا يَسْأَلُونَنِي خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ اللهِ إلا أَعْطَيْتُهم إيَّاها . ثم زجَرَها فوثَبَتْ ...)

الراوي: المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2731
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

جزء من حديث هنا



يتبــــــــــــــــــــــإن شاء الله ــــــــــــــــــع

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الله ; 09-17-2013 الساعة 08:10 PM
رد مع اقتباس