ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2012, 01:06 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,042
الأرحام


السلام عليكم ورحمة ا

الأرحام

(الإنسان مدني بطبعه) جملة ذات مدلول عملي كبير قالها العلامة الاجتماعي ابن خلدون في دراسة تأملية في جانب من حال الإنسان في هذه الحياة, وأصبحت قاعدة ينطلق منها علماء الاجتماع, وعلماء النفس وغيرهم, سواء في تقريرها, أو التفريع عليها برامج في التعامل مع بني جنسه سواء كانوا أقرباء, أو أصدقاء, أو غيرهم.
وعند التأمل في هذه الجملة نجدها حقيقة واقعة في سمات الإنسان, فالأصل فيه أنه اجتماعي يقيم علاقته في هذه الحياة مع الآخرين في صنوء دوائر تقرب منه أو تبعد, وبناء على ذلك فلا يمكن أن يعيش الإنسان في هذه الحياة منفرداً عن غيره مهما أراد ذلك فله أقارب, وأصدقاء وجيران, وزملاء العمل والمهنة, ويتعامل مع الباعة والناس في المساجد والشوارع وغيرهم.
ومن هنا جاء تنظيم الإسلام لطبيعة هذه العلاقات منطلقة من أسس عقدية وأخلاقية تكمن في الصلة والعدل والمحبة والرحمة والإحسان.
***
وفي هذه الأسطر نقف مع دائرتين من دوائر العلاقات مع هذه الإنسان هما من أقرب الدوائر, وأعمقها صلة, وأكثرها وجوداً في الواقع, هما دائرة الأقارب, ودائرة الأصدقاء, ولأهمية هذه العلاقة الحميمية جاءت النصوص الشرعية بالحث على إقامة هذه العلاقات بمختلف مقرراتها, كما جاءت بالتحذير من القطيعة, فلنقرأ قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) الرعد 21,
وقوله تعالى: (
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) البقرة 27,
هنا
وقوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
) محمد 22, هنا
ولنقرأ قوله عليه الصلاة والسلام:
( لا يدخل الجنة قاطع )
1,
وقوله عليه الصلاة والسلام:
( من سرة أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في
أثره فليصل رحمه
).2
بل جاءت النصوص بدرجة عليا في هذه الصلة, والتحذير من القطيعة حتى في حالة قطيعة الطرف الآخر, بل وفي حالة إساءته, يقول عليه الصلاة والسلام: ( ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل إذا قطعت رحمة وصلها ).3

هذا كله يبين أن هذه العلاقة تختلف عن غيرها في ضرورة وجودها والعمل الجاد على عدم قطيعتها لأنها أقرب الدوائر للإنسان, ومن الخذلان أن يزعم أو يدعى مدعي بأنه لا حاجة له فيهم, فهذا قد انغرست سلبيات كبرى في نفسه منها تمكن الأنانية, واستقلالية الذات, وقيام علاقاته على المصلحية المادية البحتة.
***
ومن هنا نجد جملة من المظاهر الخاطئة التي برزت في هذه المرحلة المعاصرة ومنها:
- بروز القطيعة بشكل عام فيقل أن تجد مجموعة من العقلاء إلا ويبثون هذه الشكوى التي انتشرت بين الأسر والأقارب, مما يجعلهم يطلبون حلولاً عملية تتناسب مع هذا الوقت بتطوراته وتقنياته.
- ومن المظاهر: الحساسية المفرطة تجاه بعض الأقارب بحيث يصل الأمر إلى تحميل الألفاظ والكلمات والمواقف أكثر مما تحتمل, وينعكس هذا الأمر على التصرفات حتى في أبسط صورها كاستنكار بعضهم تجاه السلام وكيفيته, أو الاتصال الهاتفي, أو زيارة معينة بطريقة لا يرتضيها الطرف المزار, أو دعوة لمناسبة دون دعوة الشخص الآخر ولو كان نسياناً أو خطأ, ونحو ذلك مما هو موجود عند بعض الأقارب.
- ومن المظاهر الخاطئة: القطيعة في الحملة حتى في سلام العيد فغلبت المدنية, والانشغال بالذات, وبالأسرة المحدودة, وبجلسات الأصدقاء والأصحاب, وبالانهماك في شؤون الحياة المختلفة ونحو ذلك, وقد يعلل الشخص القاطع لنفسه بأنه مشغول ولا يجد وقتاً للزيارة أو السلام, ولكن هو أول من يعلم أن هذا الانشغال ليس هو السبب الرئيس بدليل أنه لا يتخلف عن جلسات الأصدقاء والأصحاب ونحو ذلك, والسبب يرجع –في أحسن أحواله- إلى الإهمال والتفريط وعدم تنظيم الوقت, ومن المظاهر وهو من أزعجها, وإن كان قليلاً هو تشجيع مراكز الإيواء لكبار السن وقد يكون من دوافع التشجيع التخلص من العناية بالآباء والأمهات, وهذا من أكبر الكبائر, وأشد الذنوب –كما هو معلوم- وينبئ عن مداخل خطيرة لظواهر مزعجة ومخلة للأفراد والمجتمعات.
- ومن المظاهر الخاطئة: عدم الاستفادة من التقنيات المعاصرة لزيادة الصلة, والتفاعل بين الأقارب, ونقل أخبارهم وأحوالهم مثل: رسائل الهاتف الجوال, والمكالمات عبر وسائل الاتصال, والمكاتبات, والبريد المشترك ونحو ذلك كل بحسب وضعه وإمكاناته.
- ومن المظاهر: ضعف المساعدات لمن يستحقها وكذا الهدايا والهبات التي هي من أكبر عوامل الصلة, وتقارب القلوب, ونزع الضغائن والأحقاد ونحوها.
- ومن باب أولى في المظاهر عدم الإسهام في حل مشكلات بعضهم البعضوبخاصة في هذا العصر – عصر الأزمات المالية – بل أكثر من ذلك عدم الإسهام في قضاء دين أو سد خلة, أو معونة زواج, ونحو ذلك.
تلك أمثلة لبعض المظاهر الخاطئة في الصلة, والتي تستدعي النظر والتأمل لئلا نصل في وقت من الأوقات إلى ما هو أشد,
ومع وجود هذه المظاهر إلا أنه يوجد مظاهر إيجابية قديمة
وجديدة, وأذكر منها:


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-06-2012 الساعة 01:24 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 08:47 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology