ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2021, 03:46 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

138
✍🏻مثقال ذرَّةٍ من كِبر!

🌳كان الصحابيُّ حكيمُ بن حِزام من أشراف قُريش، وكان يطلبُ العِلم عند مُعاذ بن جبل، رغم أنه أكبر من معاذٍ بخمسين سنة!
فقيل له: أنتَ تتعلَّمُ على يد هذا الغلام
فقال: إنما أهلكَ الناس الكِبر!

🌳وعن الكِبر وخطورته، كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً يوماً بين أصحابه، فقال لهم: لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كِبر!
فقال رجل: يا رسول الله، إنَّ الرَّجلَ يُحبُّ أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً!
فقال له: إنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجمال، الكِبَرُ بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناسِ!

🔸وبَطَرُ الحقِّ هو ردُّه وعدمُ قبولِه بعدما تبيَّنَ وصارَ واضحاً جلياً!
وما أكثر هؤلاء الذين يُجادلون على مبدأ عنزة ولو طارتْ! يجادلُكَ أحدهم في مسألةٍ فقهيةٍ عن الربا أو الميراث وهو بالكاد يعرف كيف يتوضأ، فتُحضِرُ له الآية، والحديث، وأقوال الأئمة، فيقول لكَ: لم أقتنع! وكأنه أبو حنيفة في الرأي، والشافعيُّ في القياس، ومالكٌ في الاستدلال، وأحمدُ في الترجيح! وما هو إلا الكِبر، وخالِف تُعرف!

🔸جرى بين ابن حزمٍ وبين أحد فقهاء الأندلس مُناظرة في مسألة، وانفضَّ المجلسُ على أن ابن حزمٍ هو الغالبُ فيها، فلما عادَ إلى بيته، تذكر كتاباً عنده، فقام يقرأ فيه، فتبيَّن له أن الحقَّ مع الرجل وليس معه، فوضعَ خطاً تحت المسألة، فقال له أحد تلامذته: ماذا تنوي؟
فقال له: أذهبُ إليه غداً وأُخبرُه بصواب رأيه وخطأ رأيي!
فقال له: أتفعلُ بعد أن كانتْ الغلبة لكَ
فقال ابن حزم: لو استطعتُ أن أذهبَ إليه الآن لذهبتُ!

🔸وما أكثر الكِبر في الحياة! تحصلُ الخصوماتُ بين الناس، ويدخلُ المُصلحون، ويَتبين للمُخطئ خطأه ولكنه يركب رأسه! وقد يأكل أحدهم حقَّ أخيه، فيعرف أنه الظالم، وما يمنعه أن يرجع إلا الكِبر!

🔸أما عن احتقارِ الناس فحدِّثْ ولا حرج!
يظنُّ أحدهم أن شهادته، وماله، ووظيفته المرموقة تجعله ينظر إلى الناس من برج عال
العلمُ الذي لا يجعلك متواضعاً جهلٌ آخر! وإبليس بالمناسبة من أعلم الخلق، ولكن ما أهلكه إلا الكِبر!
والمالُ الذي لا يجعلك تستشعر فقركَ أمام الله هو فقرٌ آخر، وقارون بالمناسبة كان أغنى منك ولكن ما أهلكه إلا الكِبر!
تواضعوا، فما تواضع أحد للهِ إلا رفعه!

➖➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-07-2021, 04:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

139

✍🏻وهذهِ؟!

🌳 كان للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم جارٌ فارسيٌّ مشهورٌ بجودة طعامه، فصنعَ يوماً طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي مرَّةٍ ثانية صنعَ طعاماً وجاء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه، فقال له وهو يُشير إلى عائشة: وهذه؟
فقال: لا!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا أحضُر!
وفي المرة الثالثة، صنعَ الفارسيُّ طعاماً وجاء يدعوه، فقال له وهو يُشيرُ إلى عائشة: وهذه؟
قال: نعم!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: الآن نعم! وقام هو وعائشة يتدافعان حتى أتيا منزله!

طبعاً لا بأس أن يكون للزوج حياته الخاصة، فيقبل دعوة صديق له مُنفرداً، أو يذهب مع رِفاق العمل في نُزهة، والمرأة كذلك! وإنما المُشكلة أن تُجعل المرأة أثاثاً في البيت، وكأن الزوج يخجلُ بها!
وانظُرْ لأدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولينه ورفقه، لقد نقلتْ كتبُ السيرة أنه دُعِيَ كثيراً إلى طعام وكان يذهبُ مع أصحابه، ولكن المسألة هنا مُختلفة، فالدعوةُ من جارٍ له، وقد تمَّتْ على مسمع عائشة، فكَرِهَ أن يذهبَ دونها تطييباً لخاطرِها، ومراعاةً لمشاعرها، لقد حرمَ نفسه مرتين من الطعام اللذيذ مراعاةً لمشاعرها، ولا شكَّ أنه بهذا الرَّفض قد امتلكَ قلبها، وعرفتْ كم هي غالية عنده!
ثمة مواقف صغيرة، التفاتات بسيطة، تعني الكثير للنساء، وهي عندهُنَّ أثمن من الهدايا والبيت الفاخر، نحن نُمتلك من الداخل، نُشرِقُ وننطفئُ بأثر الأفعال في قلوبنا لا بقيمة الأشياء من حولنا، فإياكَ أن تُشعرها أنك تخجل بها! إن من لا يصنع قيمةً لزوجته لن يصنعَ لها العالم كله قيمة

➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2021, 03:43 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

140

✍🏻لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقتْ!

🌳سَرَقَتْ امرأةٌ من بني مخزوم، ورُفِعَ أمرُها إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فاعترفتْ بفعلتِها، والاعترافُ سيِّدُ الأدِلة، والحُكم لا لبس فيه فالنصُّ واضحٌ صريح، قطع اليد! وحزِنَتْ قريشُ واغتمَّتْ لهذا، فبنو مخزوم فخذ عريق من قُريش في الجاهلية والإسلام، فأخذوا يبحثون عمَّن يشفعُ لها عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم اتَّفقوا أنه ليس لهذا الأمر إلا أُسامة بن زيد، حبيب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكذلك كان أبوه من قبل! فجاؤوا إلى أُسامة وطلبوا منه الشفاعة، فذهبَ أُسامة إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وطلبَ منه أن يعفوَ عنها فلا يُقيم عليها الحدَّ، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أتشفعُ في حدٍّ من حدود اللهِ يا أُسامة"؟ ثم قامَ، فصعدَ المنبر وقال: "إنما أُهلِكَ من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرقَ فيهم الشَّريف تركوه، وإذا سرقَ فيهم الضَّعيف أقاموا عليه الحَدَّ، وأيمُ الله، لو أنَّ فاطمة بنتُ محمَّدٍ سرقتْ لقطعتُ يدها"!

🔸لو كنتُ من أهل الحديث، وأردتُ أن أجمعَ فضائل فاطمة رضي الله عنها، لجعلتُ هذا الحديث أول الأحاديث في فضائلها، فكأنَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ليس على ظهر الأرض أحدٌ أحب إليَّ من فاطمة! وهذا معنى واضح نستخدمه في حياتنا اليومية، تخيَّل أنك مُدرِّسٌ مثلاً، وجاءك من يطلبُ منك أن ترفعَ علامات طالب راسبٍ، فقلْتَ له: واللهِ لو أنَّ أُمي طلبَتْ مني أن أرفع علاماته ما رفعتها، أنتَ بهذا المعنى تقول: أنه لا أحد أحبُّ إليك من أمك! ولكنَّ الحقّ حق!

▪️ما فسدَتْ البلادُ والبيوتُ إلا بسبب المُحاباة والواسطة وعقلية أنا من طرف فلان!
يُعلَنُ عن الوظائف، فيتقدَّمُ إليها الناس، من يستحقُّ ومن لا يستحقُّ، فتجدُ من يملك الشهادة الأكاديمية، والكفاءة المهنية، يدرسُ ويستعِدُّ ويُراجعُ، وينجحُ، ثم يأخذُ الوظيفة غيره الذي أتى من طرف فلان! وهذه ليستْ خدمة لا للأقل كفاءة، ولا للمُتنفِّد الذي توسَّط له، وإنما هي سرقة وغِش، سرقة حق إنسان كانتْ له الوظيفة، وغِشٌ للأمة بأسرها، فحين يتقلَّد المنصب من ليس لديه الكفاءة ليقوم به ينعكس هذا على الناس جميعاً، وكُلما كانت الوظيفة أرقى، كان أثرها السيء أكبر، لأن الشريحة التي ستضرر منها أوسع!

▪️قبل أن تطلب الواسطة، تذكر أنك خطوتَ الخطوة الأولى في سرقةِ حق إنسان آخر! فالسرقة ليست محصورة في أن تمدَّ يدك لتأخذ مال غيرك، كل حقٍّ ليسَ لكَ تسعى لأخذهِ بطرقٍ ملتويةٍ هو سرقة!
وقبلَ أن تَدُقَّ على صدركَ لتكون واسطةً لغيركَ تذكَّر أنك خطوتَ الخطوة الأولى في غِش الناس، فخدمةِ فردٍ واحدٍ على حساب أُمَّة جريمة وليستْ خدمة!
▪️إن صلاح الأُمم يبدأ في أن يتولَّى المناصب الأكفأ، بدءاً بسائقي الباصات العمومية وانتهاءً بالوزراء والرؤساء! وإن انحطاط الأمم يبدأ عندما تبدأ الواسطات والمحسوبيات!
عندما يتساوى الناس أمام القانون، يُحاسَب القوي رغم قوته ويُنصَفُ الضعيف رغم ضعفه، عندما يُطبَّق مبدأ تكافؤ الفرص، فيتولَّى من يستحق، عندها فقط يمكن القول أننا صُرنا أُمَّة!

➖➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2021, 01:14 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

141
✍🏻اِصنعوا لآل جعفر طعاماً!

🌳جعفرٌ، وما أدراكَ ما جعفر؟! إنَّه الرجل الذي قال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَشبهتَ خَلقِي و خُلقي"! إنَّه المجد من طرفيه! إنه الوسيم اللبِق، الفصيحُ الداهية الذي كان رئيس المُهاجرين إلى الحبشة، وعندَ النجاشي هزمَ عمرو بن العاص داهية قُريش وسفيرها! إنه الحبيب الأثير على قلب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد صادفَ عودته من الحبشة وقتَ فتح خيبر، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لستُ أدري بأيهما أُسَرُّ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر"! إنه الفارس المغوار، وقائد جيش المُسلمين بعد زيد بن حارثة يوم مُؤتة، ثُمَّ ما لبثَ أن ترجَّلَ شهيداً جامعاً المجد كله، مجد الهجرة ومجد الصُّحبة ومجد الشهادة!

🔸أما في المدينة، فكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينقلُ للمسلمين وقائع المعركة، ويرثي قادة جيشه واحداً بعد الآخر، إلى أن أخبرهم بميلاد سيف الله المسلول الذي نفَّذ انسحاباً ما زال يُدرَّسُ حتى اليوم في الكليات العسكرية!
بكى الناس يومذاك أحبتهم، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم للناس: اِصنعوا لآلِ جعفرَ طعاماً، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم!

🔸ما أرقاه من نبي، وما أعظمه من دين: اصنعوا لآل جعفر طعاماً!
الدنيا هذه دار فقد، اليوم نُودِّعُ وغداً نُوَدَّع، واليوم نَحمِلُ وغداً نُحملُ، ولكن هذا الدين دين رحمة في الرخاء والشدة، دين تكافل ورحمة ومواساة، ولا شيء يرحم جرح الفقد أكثر من وقوف الناس إلى جانب بعضهم البعض وتراحمهم!
يُعلِّمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نصنعَ لآل الفقيد طعاماً، لأن ما نزلَ بهم من الحزن يشغلهم عن الاهتمام بهذه الأمور، والحياة سلفٌ ودَيْن!
صنعَ لنا الناس طعاماً ذات فقد، وصنعنا لهم مثل ما صنعوا لنا لحظة فقدهم، على أنَّ الأمر أبعد من طعام ولُقمة في المعدة، إنه تربيتة على القلب المكلوم، ومسح على الصدر المحزون!

وكُلُّ ما يُخفف عن أهل الفقيد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: اِصنعوا لآل جعفر طعاماً!
قد لا يملك أهل الفقيد داراً واسعة للعزاء فيا لحظِّكَ لو فتحتَ لهم داركَ!
وقد لا يملكُ أهل الفقيد تكاليف العزاء فيا لحظك لو ساهمتَ معهم!
وقد لا يملكُ أهل الفقيد سداد دين عليه، أو تكاليف مرضٍ ماتَ فيه، فيا لحظِّكَ وقد ساهمتَ معهم، فأحسنتَ إلى الحيِّ والميت!
وما أجمل قول ابن القيم: الدين كله خُلق، فمن فاقكَ في الخُلق فاقكَ في الدين!

➖➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-11-2021, 08:40 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

143
✍🏻اليد العليا خير من اليد السُفلى


🌳سأل حكيم بن حزام النبي صلى الله عليه وسلَّم مالاً فأعطاه، ثم سأله مرةً أخرى فأعطاه، ثم سأله مرةً ثالثة فأعطاه، ثم قال له: يا حكيم بن حزام إنَّ هذا المال خَضرةٌ حُلوة، فمن أخذه بسخاوة نفسٍ بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفسٍ لم يُبارَك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السُفلى!
فقال له حكيم: يا رسول الله، والذي بعثكَ بالحق لا أرزأ أحداً بعدكَ شيئاً حتى أفارق الدنيا أي لا أطلب من أحد شيئاً.

ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء بعده أبو بكر فكان يقسمُ المال بين الناس ويدعو حكيماً ليعطيه فيأبى أن يأخذ!
ثم جاء عمر بن الخطاب وكان يقسم لحكيم نصيبه فيأبى أن يأخذه. فقال عمر: يا معشر المسلمين إني أُشهدكم على حكيم بن حزام أني أعرضُ عليه حقَّه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه.

🔸قالوا قديماً: المال أسوأ سيد وأفضل خادم!
بمعنى أن من جعل جمع المال غاية كان كالعبد له، هدفه أن يزيده وينميه ولا يهمه أكان هذا من حلال أم حرام. ومن جعله وسيلة عاش كريماً ومات كريماً. على أن جمع المال ليس عيباً ولكن العيب أن تتحول من إنسان إلى آلةٍ لجمع المال!

▪️فمن أخذه بسخاوة نفسٍ بورك له فيه، أي أخذ بغير إلحاحٍ في السؤال، ولا طمع ولا حرص ولا إكراه للمعطي أو إحراجٍ له، كثر ونما وكان رزقاً حلالاً طُرحت فيه البركة وإستشعر الإنسان بلذته

▪️وقد قالوا: ما أُخذ بسيف الحياء فهو حرام!
ومن أخذه بإشراف نفسٍ لم يُبارك له فيه، أي أخذه بإلحاح في السؤال، وتطلع لما في أيدي الناس، وإحراج للمعطي، مَحَقَ الله بركة ما
أخذه، فلا يقنع ولا يرضى ولا يشبع!

إن من صور عظمة الله أنه أحاج الناس إلى بعضهم واستغنى هو عن جميع خلقه!
نعم تنزل بالإنسان حاجة، فيضطر أن يطلب وليس في هذا شيء، وقد أُمرنا بالتكافل والتعاضد، ماذا يفعل الفقير الذي احتاج عملية جراحية في مستشفيات لا ترحم؟ وماذا يفعل أبو العيال الذي أقعده المرض عن العمل؟
هؤلاء من واجبنا أن نبحث عنهم ونرحم حاجاتهم، والأجمل أن نعطيهم قبل أن يسألوا،فإن كثيراً من الناس تمنعهم كراماتهم من السؤال رغم حاجتهم وقد قال فيهم ربنا: " يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا"
ولكن المصيبة في الذي لا يشبع، إذا ما وزَّع ميسور ربطات خبز على الفقراء أقام الدنيا ولم يقعدها لأنه لم يأخذ! وإذا ذبح جار أضحية خاصمه لأنه لم يعطه منها! وفي السلسلة الضعيفة للألباني: أُطلبوا الأشياء بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير!

➖➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-13-2021, 01:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة :

🍁 المقالة الأخيرة

✍🏻فَحَنَّ الجِذْعُ

🌳كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يخطبَ في الناسِ وقفَ على جِذعِ نخلةٍ كانَ في المسجدِ لأجلِ هذا، فلمَّا صنعوا له منبراً، ووقفَ يخطبُ عليه حنَّ الجِذعُ إليه، وسُمِعَ له أنين المُشتاق، فجاءَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومسحَ عليه بيدِهِ الشَّريفةِ كالمُواسي لهَ فسكتَ أنينُه!

وكانَ الحسنُ البصريُّ إذا حدَّثَ بهذا الحديثِ بكى، وقالَ للناسَ: يا عباد الله، الخشبةُ تحنُّ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم شوقاً إليهِ لمكانِهِ من الله، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إلى لقائِهِ!

🔸وإلى هنا تنتهي سلسلة على منهاجِ النُّبُوَّةِ ولكن الحنين لا ينتهي، فأينَ يدكَ لتمسح بها على قلوبٍ تحنُّ إليكَ، أينَ وجهكَ ننظرُ إليه ثم بعد ذلك على الدُّنيا السّّلام، أين صوتكَ نسمعُهُ فنرتوي فإنَّ العطش إليكَ قد بلغَ الحناجر!

🔸نُحِبُّكَ يا رسول الله، واللهِ نُحِبُّكَ، وما تخلَّفنا عنك بإرادتِنا ولكنَّها مشيئة الله فرَضِيْنا بها!

🍃وددْنا لو كنا في مكة يوم نزلتَ من الغارِ ترتجفُ من هولِ الوحيِ لنضُمكَ كما فعلتْ خديجة!

🍃وددنا لو كنا معكَ يوم الطائف درعاً فتُصيبنا الحجارة بدلَ أن تُصيبك، أو على الأقل كُنا ضمَّدْنا جِراح قدميكَ بقُلوبِنا

🍃وددْنا لو كُنا معك َفي
شِعب أبي طالب لنُطعمكَ بأيدينا فإن عجزنا واسيناكَ وجُعنا معكَ!

🍃وددْنا لو كُنا عند الكعبةِ حين وضعَ ابن أبي معيط سلى الجزور على رأسكَ وأنتَ ساجد لنأكله بأسناننا أو على الأقل نُعينُ فاطمة وهي ترفع أذاه عنكَ!

🍃وددْنا لو نمنا كلنا مع عليّ في فِراشِكَ لنَفديكَ!

🍃وددْنا كُلنا لو رافقناكَ مع أبي بكر في هجرتِكَ، لكُنَّا رصفْنَا لكَ الطريق بقلوبِنا يا حبيب قلوبنا!

🍃وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وصلتَ فننشدُ ملء حناجرِنا تحية لك!

🍃وددْنا لو كنا معكَ يوم بدر لنقول لكَ كما قالَ الأنصارُ: واللهِ لو خضتَ بنا برك الغمادِ لخُضناه معكَ وما تخلَّفَ منا أحد!

🍃وددْنا لو كُنا معكَ يوم أُحد لنقول للرُّماةِ: باللهِ عليكم لا تبرحوا أماكنكم، ولنستشرس بالدفاعِ عنكَ كما فعلتْ أُم عمارة، ولنمسح دمكَ الزكي الطاهر الذي سالَ على وجهِكَ، أو على الأقل لنضمكَ ونُواسيك بفقدِ عمكَ حمزة!

🍃وددْنا لو كُنا معكَ يوم الحديبية لنقول لكَ نحن جُندك في السِّلم والحرب!

🍃وددْنا لو كُنا معكَ يوم فتح مكة فنفرح لفرحكَ حين أظهرَ اللهُ دِينَه!

🍃وددْنا لو كُنا معكَ في حجةِ الوداعِ لنسمع وصاياكَ بصوتِكَ ونقول لكَ: نشهدُ أنكَ قد بلَّغتَ!

🍃وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وفاتِكَ لنبكيكَ، ونُخبركَ أنَّ فِداكَ أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأموالنا!
عزاؤنا فيك قولك: موعدي معكم ليسَ الدُّنيا، موعدي معكم على الحوضِ، وإنَّا لنصدقكَ!
وعزاؤنا فيكَ قولك: المرءُ مع من أحبَّ يومَ القيامةِ، وإننا والله نُحبُّكَ

➖➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-13-2021, 01:38 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
وبهذه المقالة الأخيرة نكون قد اتممنا سلسلة على منهاج النبوة

بفضل من الله والحمدلله

وأزكى صلواتِ الله وتسليماتِه على المبعوث رحمة للعالمين نبيِّ الرحمة وإمامِ الهدى سيدنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين


منقول

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 02-13-2021 الساعة 01:40 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 01:02 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology