القرآن والطب
هل الموجود بين أيدينا هو جميع ما يتعلق بالطب
الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ؟
أم أن القرآن يحتوي على المزيد الذي يمكننا الاستفادة منه ؟
الحمد لله
أولاً :
أرسل الله تعالى محمَّداً صلى الله عليه وسلم
بدين شامل لكل نواحي الحياة كما
قال أبو ذر رضي الله عنه :
" لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما "
رواه أحمد ( 20399 )
انظر" مجمع الزوائد " ( 8 / 263 )
. قال الهيثمي :
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة .
فجاء الإسلام ليسد حاجات الناس في كل شؤون حياتهم .
ثانياً :
وما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه مكمِّل لما جاء في القرآن
وهذان المصدران هما المصدران الرئيسيان عند المسلمين
وقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم
أن الله تعالى ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء .
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء "
رواه البخاري في ( 5678 )
ثالثاً :
وما ذكره السائل عن بعض المسلمين من كون كثير
من العلاجات اكتشفت عن طريق القرآن الكريم :
فنقول إن هذا من الأمور المبالغ فيها .
فالقرآن الكريم ليس كتاب طبٍّ ولا كتاب
( جغرافيا ) ولا ( جيولوجيا )
كما يحلو لبعض المسلمين أن يقول ذلك أمام الغرب
، بل هو كتاب هداية للناس ومن أعظم معجزاته :
بلاغته وقوة معانيه ، وهو الأصل في إعجازه ،
فقد أنزله الله تعالى على نبيه
صلى الله عليه وسلم
في زمان بلغت الفصاحة والبلاغة فيه مبلغاً عظيماً
فجاء هذا الكتاب ليعجز أولئك القوم
فيما يتقنونه ليبيِّن لهم أنه من عند الله .
وهذا الأمر ليس بالمستغرب ولا بالمبتدع في هذا الدين
فقد جاءت آيات موسى عليه السلام
– العصا واليد –
من جنس ما انتشر في زمانه وهو السحر
وكانت آيات عيسى عليه السلام
من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص
من جنس ما أتقنه قومه وانتشر عندهم وهو الطب .
لذا نقول :
إن أعظم ما في القرآن الكريم هو فصاحته وبلاغته
، ولا زال العلماء إلى هذا الوقت يتبيَّن لهم ذلك
بالتدبر والتفكر في آياته .
وهذا لا يعني أنه ليس فيه غير ذلك
بل ذكر الله تعالى فيه بعض الآيات
في بيان تركيب جسم الإنسان
وتدرج خلقه ، وبعض مظاهر الطبيعة
وغير ذلك .
أما بالنسبة لما يتعلق بالعلاج الذي ذكره السائل
، فإن القرآن الكريم شفاء للمؤمنين
وهذا يشمل شفاء القلوب والأبدان
وذكر الله تعالى فيه
( العسل )
وبيَّن أنه شفاء للناس
وذكر فيه أصل حفظ الصحة والوقاية من الأمراض
فمن قال إن القرآن ذكر كثيراً
من الأدوية بهذا المعنى فقد أصاب
وأما غير ذلك فغير صحيح
بل هو من مبالغات بعض المسلمين
فالقرآن الكريم ليس كتاب طب
وقد جاءت أمراض لم تكن في سالف الأزمان
فكيف يأتي علاجها
– باعتبار ما قاله السائل –
قبل مجيئها ؟