أنـه هـو عمـل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والمسـلمين ، فإنهـم كانـوا يضحـون ، ولـو كانـت الصدقـة بثمـن الأضحيـة أفضـل ؛ لعدلـوا إليهـا ومـا كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـليعمـل عمـلاً مفضـولاً يسـتمر عليـه منـذ أن كـان فـي المدينـة إلـى أن توفـاه الله مـع وجـود الأفضـل وتيسـره ثـم لا يفعلـه مـرة واحـدة ، ولا يبيـن ذلـك لأمتـه بقولـه ، بـل اسـتمرار النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والمسـلمين معـه علـى الأضحيـة يـدل علـى أن الصدقـة بثمـن الأضحيـة لا تسـاوي ذبـح الأضحيـة فضـلاً عـن أن تكـون أفضـل منـه ، إذ لـو كانـت تسـاويه لعملـوا بهـا أحيانًـا ؛ لأنهـا أيسـر وأسـهل ، أو تصـدق بعضهـم وضحـى بعضهـم كمـا فـي كثيـر مـن العبـادات المتسـاوية . فلمـا لـم يكـن ذلـك ؛ عُلـم أن ذبـح الأضحيـة أفضـل مـن الصدقـة بثمنهـا .
أن النـاس أصابهـم ذات سـنة مجاعـة فـي عهـد النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي زمـن الأضحيـة ، ولـم يأمرهـم بصـرف ثمنهـا إلـى المحتاجيـن ، بـل أقرهـم علـى ذبحهـا ، وأمرهـم بتوزيـع لحمهـا .
* عـن سـلمة بـن الأكـوع قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن ضحـى منكـم فـلا يُصبحـنَّ بعـد ثالثـة وبقـي فـي بيتـه منـه شـيء " .
أن النـاس لـو عدلـوا عنـه إلـى الصدقـة ؛ لتعطلـت شـعيرة عظيمـة وردت فـي عـدة آيـات فـي الكتـاب العزيـز ، وقـد فعلهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وفعلهـا المسـلمون ، وسـماها رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " سُـنة المسـلمين " .
* فعـن البـراء ابـن عـازب قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :