ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-20-2017, 02:40 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
مقاطع القواعد المثلى

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه .
لتحميل الكتاب الإلكتروني
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
لمؤلفه : الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله
هنا
ونسخ الكتاب
هنا
نسخة المتن والشرح
هنا
وهذا رابط تصفح الكتاب ( المتن)
هنا
عملنا
تقسيم كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
لمقاطع صغيرة نسبيًا ليسهل لطالب العلم
أو طالبة العلم تحصيله وحمله ونذيل كل مقطع إن شاء الله بأسئلة على المقطع ثم إجابتها .
فعلى طالب العلم / أو طالبة العلم ،محاولة حلها أولا .
نسأل الله التيسير والفتح والنفع لنا جميعًا


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-03-2017 الساعة 02:23 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-20-2017, 02:48 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Mice2 01- مقاطع القواعد المثلى

المقطع الأول
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
لمؤلفه : الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله
تقديم
لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد أطلعت على المؤلَّفِ القيمِ الذي كتبَهُ صاحبُ الفضيلةِ العلامة أخونا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، في الأسماء والصفات وسماه "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" وسمعته من أولِه إلى آخرِه، فألْفَيتُه كتابًا جليلاً، قد اشتمل على بيان عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته، كما اشتمل على قواعد عظيمة،وفوائد جمة في باب الأسماء والصفات، وأوضح معنى المعية الواردة في كتاب الله - عز وجل - الخاصة والعامة عند أهل السنة والجماعة، وأنها حق على حقيقتها، لا تقتضي امتزاجًا واختلاطًا بالمخلوقين، بل هو - سبحانه - فوق عرشه كما أخبر عن نفسه، وكما يليق بجلاله - سبحانه - وإنما تقتضي علمَهُ واطلاعَهُ وإحاطتَهُ بهم، وسماعَهُ لأقوالِهم وحركاتِهم، وبصرَهُ بأحوالِهم وضمائِرهم، وحفظه وكلاءته لرسله وأوليائه المؤمنين، ونصره لهم، وتوفيقه لهم إلى غير ذلك مما تقتضيه المعية العامة والخاصة من المعاني الجليلة، والحقائق الثابتة لله - سبحانه - كما اشتمل على إنكار قول أهل التعطيل، والتشبيه، والتمثيل، وأهل الحلول والاتحاد، فجزاه الله خيرًا، وضاعف مثوبَتَهُ، وزادنا وإياه علمًا وهدىً وتوفيقًا، ونفع بكتابه القُرَّاءَ وسائرَ المسلمينَ، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى، عبد العزيز بن عبد الله بن باز سامحه الله- غفر الله له -، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العاملإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد

*المقدمة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ،ونَتُوبُ إِليهِ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا
صلى اللهُ عليهِ وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا
وبعد:
فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله تعالى، وهي الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.
وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن أحدًا أن يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة، قال الله تعالى "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"الأعراف: 180. وهذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.
فدعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسبًا ،مثل أن تقولَ: يا غفور اغفر لي. ويا رحيم ارحمني. ويا حفيظ احفظني. ونحو ذلك.
ودعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء، فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع، وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه في السر لأنه اللطيف الخبير، وهكذا.
ومن أجل منزلته هذه، ومن أجل كلام الناس فيه بالحق تارة وبالباطل الناشئ عن الجهل أو التعصب تارة أخرى، أحببت أن أكتب فيه ما تيسر من القواعد، راجيًا من الله تعالى أن يجعل عملي خالصًا لوجهه، موافقًا لمرضاته، نافعًا لعباده.
وسميته "القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى". قواعد في أسماء الله تعالى

*******************
أسئلة المقطع الأول وحلها
*ما الموضوع الأساسي لكتاب القواعد المثلى .....؟
*لماذا قال الشيخ ابن باز رحمه الله في المقدمة : قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ؟
*الإيمان بأسماء الله وصفاته تكمن أهميته في أنه يمثل ......، ...... لذا فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة ؟.
* ما هي أركان الإيمان بالله تعالى؟
*ما هي أقسام التوحيد الثلاثة ؟
*وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"ما هي أنواع الدعاء بها؟ .
الإجابة
*ما الموضوع الأساسي لكتاب القواعد المثلى .....؟
ج - قد اشتمل على بيان عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته، كما اشتمل على قواعد عظيمة،وفوائد جمة في باب الأسماء والصفات، والرد على شبهات أهل الزيغ والضلال من أهل التعطيل وغيرهم .

*لماذا قال الشيخ ابن باز رحمه الله في المقدمة : قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ؟
ج – قال : قاله ممليه : لأن الشيخ ابن باز رحمه الله كان كفيفًا فمن باب الدقة قال : قاله ممليه لأن هناك من يقرأ عليه الكتاب وهناك من يكتب ما يمليه الشيخ ، .

*الإيمان بأسماء الله وصفاته تكمن أهميته في أنه يمثل ......، ...... لذا فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة ؟.
ج - الإيمان بأسماء الله وصفاته تكمن أهميته في أنه يمثل أحد أركان الإيمان بالله تعالى، وهي الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.
وتوحيد الله بأسمائه وصفاته يمثل أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

* ما هي أركان الإيمان بالله تعالى؟
أركان الإيمان بالله تعالى هي : الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.

*ما هي أقسام التوحيد الثلاثة ؟
أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

*وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"ما هي أنواع الدعاء بها؟ .
ج - هذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة . فدعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسبًا ،مثل أن تقولَ: يا غفور اغفر لي. ويا رحيم ارحمني. ويا حفيظ احفظني. ونحو ذلك.
ودعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء، فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع، وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه في السر لأنه اللطيف الخبير، وهكذا.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 01-27-2017 الساعة 02:21 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-20-2017, 02:54 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Mice2

المقطع الثاني
قواعد في أسماء الله تعالى

القاعدة الأولى: أسماء الله تعالى كلها حسنى

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
توطئة :
بدأ الشيخ العثيمين في مقدمته بالبسملة ثم خطبة الحاجة .بسم الله : الباء في بسم الله باء الاستعانة. أي أبدأ مستعينًا باللهِ طالبًا عونهُ . وقولك في خطبة الحاجة " نَحمده ونستعينه ونستغفرة " هذا من أعظم ما ينبغي في تحصيل العلوم؛ طلب العون من الله ، ولولا عون الله وتوفيقه للعبد ما حصَّلَ شيئًا ولا استفاد علمًا ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون:
لولا اللهُ ما اهتدينا ولا صُمْنَا ولا صَلَيْنَا
القواعد المثلى أي الفاضلة ، والأمثل هو الأفضل والمقدم عن غيره ، فهي قواعد مثلى ؛ أي فاضلة متميزة جيدة نافعة لطالب العلم .
وهذه القواعد أخذها العلماء بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم التي من شأنِها أن تضبطَ لطالبِ العلمِ فهمَ أسماءِ اللهِ فهمًا صحيحًا بعيدًا عن فهومِ أهلِ الأهواءِ وأصحابِ الفرقِ المنحرفةِ الذين أصَّلُوا أصولًا كليةً، لكنها مبنيةٌ على أُسسٍ عقليةٍ زائفةٍ .
من شرح الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر لكتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
*تعريف القاعدة :
القاعدة في اللغة الأساس، وجمعها قواعد، وهي أسس الشيء وأصوله، سواء كان حسيًّا كقواعد البيت، أو معنويًا كقواعد الدين أي دعائمه، وقد جاء هذا اللفظ في القرآن الكريم، قال تعالى"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ"سورة البقرة:127، أي أسسها.، فمعنى القاعدة في الآية الأساس وهو ما يرفع عليه البنيان، فكل ما يبنى عليه غيره يسمى قاعدة.
- القاعدة اصطلاحًا: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.هنا .


*القاعدة الأولى
أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا
حُسنَى"

أي بالغة في الحسن غايته– أي كماله - ، قال الله تعالى"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"1. وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرًا.

* مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.

* ومثال آخر: "العليم" اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يُسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى "عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى"2). العلم الواسع المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه، قال الله تعالى"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"3). "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"4)، "يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"5.

* ومثال ثالث: "الرحمن" اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(6) يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"7)، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين"رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا"8).
والحُسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
مثال ذلك "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجَوْراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.

______________
(1) سورة الأعراف، الآية: 180.
(2) سورة طه، الآية: 52.
(3) سورة الأنعام، الآية 59.
(4) سورة هود، الآية: 6.
(5) سورة التغابن، الآية: 4.
(6) رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)، ومسلم، كتاب التوبة (2754).

(7) سورة الأعراف، الآية: 156.
(8) سورة غافر، الآية: 7.
مدونة منبر الدعوة هنا
***************
أسئلة على القاعدة الأولى
*ما هي أول قاعدة في أسماء الله تعالى؟
* ما معنى القاعدة اصطلاحًا ؟
*
على ماذا بنيت هذه القواعد ؟ وهل توجد قرينة على ذلك؟ وما الفرق بينها وبين غيرها من القواعد؟
*
ما وجه كون أسماء الله كلها حسنى؟
***************
إجابة أسئلة المقطع الثاني على القاعدة الأولى

*ما هي أول قاعدة في أسماء الله تعالى؟
أول قاعدة في أسماء الله تعالى:أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا حُسنَى"


* ما معنى القاعدة اصطلاحًا ؟
القاعدة اصطلاحًا: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.

* على ماذا بُنيت هذه القواعد ؟ وهل توجد قرينة على ذلك؟ وما الفرق بينها وبين غيرها من القواعد؟
بُنيت هذه القواعد:
على التتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وتوجد قرينة على ذلك :وهي ذكر دليل كل قاعدة، وعلى سبيل المثال قاعدة "أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا حُسنَى "بُنِيَت على قوله تعالى"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"
الفرق بينها وبين غيرها من القواعد:
أن هذه القواعد أخذها العلماء بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما أهلِ الأهواءِ وأصحابِ الفرقِ المنحرفةِ أصَّلُوا أصولًا كليةً، لكنها مبنيةٌ على أُسسٍ عقليةٍ زائفةٍ .

*
ما وجه كون أسماء الله كلها حسنى؟
أسماء الله كلها حسنى لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرًا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-20-2017, 02:58 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Mice2 03- مقاطع القواعد المثلى

المقطع الثالث
تابع قواعد في أسماء الله تعالى
القاعدة الثانية
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف
أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم" كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه. كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"سورة يونس، الآية: 107. وقوله"وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة" سورة الكهف، الآية: 58. فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل.
وبهذا عُلم ضلال من سَلبوا أسماءَ الله تعالى معانيها من أهل التعطيل وقالوا: إن الله تعالى سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة وهكذا.. وعللوا ذلك بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء. وهذه العلة عليلة بل ميتة لدلالة السمع-السمع هو القرآن والسنة، وسيمر بك هذا التعبير كثيرًا فانتبه له-والعقل على بطلانها.
أما السمع:فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة، مع أنه الواحد الأحد. فقال تعالى"إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" سورة البروج، الآيات: 12 - 16.وقال تعالى: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى* وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى" سورة الأعلى 1: 5-. ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء.
وأما العقل: فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف، حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي من صفات من اتصف بها، فهي قائمة به، وكل موجود فلابد له من تعدد صفاته، ففيه صفة الوجود، وكونه واجب الوجود، أو ممكن الوجود، وكونه عينًا قائماً بنفسه أو وصفاً في غيره.
وبهذا أيضًا عُلم أن "الدهر" ليس من أسماء الله تعالى؛ لأنه اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى، ولأنه اسم للوقت والزمن، قال الله تعالى عن منكري البعث"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ" سورة الجاثية، الآية: 24 يريدون مرور الليالي والأيام.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "قال الله - عز وجل - يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"رواه البخاري، كتاب التفسير 4826، ومسلم، كتاب الألفاظ من الأدب 2246.
فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى؛ وذلك أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث، لا يريدون الله تعالى، فيكون معنى قوله: "وأنا الدهر" ما فسره بقوله: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلِب (بكسر اللام) هو المقلَب (بفتحها) وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله تعالى.

*******************
أسئلة المقطع الثالث


*ما هي القاعدة الثانية ؟

*هل أسماء الله مترادفة أم متباينة؟

*ما الدليل على أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف؟

* هل ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء.وما معنى تعدد القدماء؟ ما الدليل من كتاب الله على أن هذه العلة عليلة وباطلة ؟

* هل يدل هذا الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم: "قال الله - عز وجل-يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"رواه البخاري ،أن الدهرَ منْ أسماءِ اللهِ تعالى؟
إجابة أسئلة المقطع الثالث
*ما هي القاعدة الثانية ؟

القاعدة الثانية :أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف
*هل أسماء الله مترادفة أم متباينة؟
أسماء الله مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ، ومتباينة
باعتبار ما دلت عليه من المعاني

*
ما الدليل على أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف؟

أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف : لدلالة القرآن عليه. كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"سورة يونس، الآية: 107. وقوله"وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة" سورة الكهف، الآية: 58. فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل.

* هل ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء.وما معنى تعدد القدماء؟ ما الدليل من كتاب الله على أن هذه العلة عليلة وباطلة ؟

لا .ثبوت الصفات لا يستلزم تعدد القدماء.
معنى تعدد القدماء : أي تعدد الذات - حاشاه-
و الدليل من كتاب الله على أن هذه العلة عليلة وباطلة
الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة، مع أنه الواحد الأحد. فقال تعالى"إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" سورة البروج، الآيات: 12 - 16.وقال تعالى: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى* وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى" سورة الأعلى 1: 5-. ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء .

* قال صلى الله عليه وسلم: "قال الله - عز وجل-
يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"رواه البخاري ، هل يدل هذا الحديث أن الدهرَ منْ أسماءِ اللهِ تعالى؟
لا.
الدهر
ُ ليسَ منْ أسماءِ اللهِ تعالى . ولا يدل الحديثُ على أنَّ الدهرَ منْ أسماءِ اللهِ تعالى؛ فمعنى قوله "وأنا الدهر" فسره بقوله "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بَيَّنَ أنُّه يُقَلِّب الليلَ والنهارَ، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المُقَلِّب (بكسر اللام) هو المقَلَّب (بفتحها) وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله تعالى.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-02-2017 الساعة 10:20 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-20-2017, 03:06 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Mice2 04- مقاطع القواعد المثلى

المقطع الرابع
تابع قواعد في أسماء الله تعالى
القاعدة الثالثة
أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد،
تضمنت ثلاثة أمور:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني
: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.

الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها. ولهذا استدل أهل العلم على سقوط الحد عن قطاع الطريق بالتوبة، استدلوا على ذلك بقوله تعالى"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
سورة المائدة، الآية: 34؛ لأن مقتضى هذين الاسمين أن يكون الله تعالى قد غفر لهم ذنوبهم، ورحمهم بإسقاط الحد عنهم.
* مثال ذلك: "السميع" يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى"وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"
سورة المجادلة، الآية: 1 .
وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.

* مثال ذلك:"الحي" يتضمن إثبات الحي اسمًا لله - عزوجل - وإثبات الحياة صفة له.
**************
تعقيب
أسماء الله – تعالى – الحسنى تنقسم من حيث دلالتها على الصفات وما يشتق منها إلى قسمين:
الأول: أسماء دلت على وصف متعد ... وهو ما يصل أثره إلى غيره، وهذه تتضمن ثلاثة أمور:
أ. ثبوت ذلك الاسم.
ب. ثبوت تلك الصفة المشتقة من ذلك الاسم.
ج. ثبوت حكمها وأثرها ومقتضاها.

الثاني: أسماء دلت على وصف غير متعد ... وهذا يتضمن أمرين:
أ. ثبوت ذلك الاسم.
ب. ثبوت الصفة المشتقة من ذلك الاسم.
ولا يثبت لله الحكم أو الفعل أو الأثر؛ لأنه غير متعد مثل اسم "الحي" فالاسم ثابت لله تعالى: "وتوكل على الحي الذي لا يموت" [الفرقان:58] كما يثبت له الصفة المشتقة من ذلك الاسم وهي صفة "الحياة" لكن لا يثبت له الحكم أو الأثر أو الفعل؛ لأنه غير متعد فلا يقال إن الله يحيى أو حيا وعلى هذا فقس.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

أسئلة من القاعدة الثالثة
س1- ماهي ثالثة القواعد في أسماء الله تعالى؟
س2- ما هي هذه الثلاثة الأمور؟ مع ذكر مثال على ذلك؟
س3- أسماء الله تعالى إن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين فماهما؟ مع ذكر مثال على ذلك؟

أجوبة أسئلة المقطع الرابع القاعدة الثالثة
س1- ماهي ثالثة القواعد في أسماء الله تعالى؟
ج1-أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد تضمنت ثلاثة أمور
س2
- ما هي هذه الثلاثة الأمور؟ مع ذكر مثال على ذلك؟
ج2- الأمور الثلاثة هي:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عزو جل كالسميع مثلاً فإنه يتضمن إثبات السميع اسمًا لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عزو جل وإثبات السمع صفة له.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها وإثبات حكم ذلك ومقتضاه أنه يسمع السِّر والنَّجوى قال تعالى" وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" المجادلة: 1
س3- أسماء الله تعالى إن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين فماهما؟ مع ذكر مثال على ذلك؟
ج3- الأمران هما:
أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل كالحي مثلاً فإنه يتضمن إثبات الحي اسمًا لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل، وإثبات الحياة صفة له.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-16-2017 الساعة 09:52 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-16-2017, 09:52 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
y

المقطع الخامس
تابع قواعد في أسماء الله تعالى
القاعدة الرابعة

دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون
بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام.

* مثال ذلك: "الخالق" يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.


ولهذا لما ذكر الله خلق السموات والأرض قال"لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" سورة الطلاق، الآية: 12. ودلالة الالتزام مفيدة جداً لطالب العلم إذا تدبر المعنى ووفقه الله تعالى فهماً للتلازم، فإنه بذلك يحصل من الدليل الواحد على مسائل كثيرة.

واعلم أن اللازم من قول الله تعالى، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا صح أن يكون لازمًا فهو حق؛ وذلك لأن كلام الله ورسوله حق، ولازم الحق حق، ولأن الله تعالى عالم بما يكون لازمًا من كلامه وكلام رسوله فيكون مرادًا.

وأما اللازم من قول أحدٍ سوى قول الله ورسوله، فله ثلاث حالات:

الأولى: أن يذكر للقائل ويلتزم به، مثل أن يقول من ينفي الصفات الفعلية لمن يثبتها: يلزم من إثباتك الصفات الفعلية لله - عز وجل - أن يكون من أفعاله ما هو حادث. فيقول المثبت: نعم، وأنا ألتزم بذلك فإن الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالاً لما يريد ولا نفاد لأقواله وأفعاله كما قال تعالى"قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا" سورة الكهف، الآية: 109. وقال"وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" سورة لقمان، الآية: 27. وحدوث آحاد فعلهِ تعالى لا يستلزم نقصًا في حقهِ.

الحال الثانية: أن يذكر له ويمنع اللازم بينه وبين قوله، مثل أن يقول النافي للصفات لمن يثبتها: يلزم من إثباتك أن يكون الله تعالى مشابهاً للخلق في صفاته. فيقول المثبت: لا يلزم ذلك، لأن صفات الخالق مضافة إليه لم تذكر مطلقة حتى يمكن ما ألزمت به، وعلى هذا فتكون مختصة به لائقة به، كما أنك أيها النافي للصفات تثبت لله تعالى ذاتًا وتمنع أن يكون مشابهًا للخلق في ذاته، فأي فرق بين الذات والصفات؟!.

وحكم اللازم في هاتين الحالتين ظاهر.


الحال الثالثة: أن يكون اللازم مسكوتًا عنه، فلا يذكر بالتزام ولا منع، فحكمه في هذه الحال ألا ينسب إلى القائل، لأنه يحتمل لو ذكر له أن يلتزم به أو يمنع التلازم، ويحتمل لو ذكر له فتبين له لزومه وبطلانه أن يرجع عن قوله؛ لأن فساد اللازم يدل على فساد الملزوم. ولورود هذين الاحتمالين لا يمكن الحكم بأن لازم القول قول.

فإن قيل: إذا كان هذا اللازم لازمًا من قوله، لزم أن يكون قولاً له، لأن ذلك هو الأصل، لاسيما مع قرب التلازم.

قلنا: هذا مدفوع بأن الإنسان بشر، وله حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم، فقد يغفل، أو يسهو، أو ينغلق فكره، أو يقول القول في مضايق المناظرات من غير تفكير في لوازمه، ونحو ذلك.
أسئلة المقطع الخامس
القاعدة الرابعة من قواعد الأسماء الحسنى
- ما معنى المطابقة؟ مع وضع مثال عليها.
- ما معنى التضمن؟ مع وضع مثال عليها
- ما معنى الالتزام؟ مع وضع مثالعليها
- ما حكم اللاَّزم من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا؟
- كم حالة لِلَازِمِ قولِ مَنْ سوَى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-16-2017 الساعة 10:19 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-17-2017, 12:06 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

إجابة أسئلة المقطع الخامس

القاعدة الرابعة من قواعد الأسماء الحسنى

- ما معنى المطابقة؟ مع وضع مثال عليها.
- المطابقة هي دلالة اللفظ على كل معناه، مثال ذلك الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة.

- ما معنى التضمن؟ مع وضع مثال عليها
- التضمن هو دلالة اللفظ على جزء معناه مثال ذلك الغفور يدل على الذات وحدها، وعلى صفة المغفرة وحدها بالتضمن.

- ما معنى الالتزام؟ مع وضع مثال عليها
- الالتزام هو دلالة اللفظ على شيء خارج عنه مثال ذلك يلزم من الخالق أن يكون ذا قدرة وعلم وأن يكون حيًّا.

- ما حكم اللاَّزم من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا؟

اللاَّزم من قول الله عز وجل: وقول رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا صح أن يكون لازمًا فهو حق؛ وذلك لأنَّ كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم حق ولازم الحق حق ولأنَّ الله عز وجل عالم بما يكون لازمًا من كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيكون مرادًا.

- كم حالة لِلَازِمِ قولِ مَنْ سوَى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟
- اللاَّزم من قول أحد سوى قول الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم له ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يذكر للقائل ويلتزم به فيكون قولاً له.
الحالة الثانية: أن يذكر له ويمنع التلازم بينه وبين قوله فلا يكون قولاً له.
الحالة الثالثة: أن يكون اللازم مسكوتًا عنه ولا يذكر بالتزامٍ ولا منعٍ فحكمه ألا ينسب إلى القائل.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-17-2017 الساعة 12:07 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 02:12 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology