ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 01-10-2024, 12:10 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وتلك المرتبة من أعلى مراتب الإيمان أن تكون من المحسنين، ولن يصل العبد لتلك المرتبة الا بالمجاهدة والصبر وصدق القلب وموافقة الباطن الظاهر، فاللهم اجعلنا من المحسنين.

- كيف لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر يجعل طاعته ومتابعته للكافرين، وقد توقعه تلك الطاعة في الكفر الاكبر اذا أطاعهم في الكفر، أو توقعه في الكفر الأصغر اذا أطاعهم في المعاصي والكبائر .

- احترس اأن تجعل طاعتك للكافرين، باب كفرك وضلالك.

- اجعل طاعتك الكاملة لله ورسوله، وبذلك يكمُل إيمانك.

- ذكْر الله النداء للمؤمنين في الآية(149) لزجرهم وتذكيرهم بأن هذا منافي لكونهم مؤمنين.

- الخسران في طاعة الكافرين، فاجتنبوا متابعتهم.

- موالاة الله سبحانه وتعالى يجب أن تكون موالاة مطلقة كي يتحقق كمال الايمان وينال العبد نصرة الله وتأييده.

- (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) فشرط لكي يتولاك الله أن تكون مؤمنا مصدقًا تصديقًا جازمًا بربوبية الله وألوهيته واسمائه وصفاته.

- قوله تعالى : (وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) دلَّ على أنه قد تجد ناصرًا لك من الخلق لكن تلك النصرة من الخلق ناقصة، فهي نُصرة من وجه دون وجه، فهي متوقفة على إرادة الله ومشيئته، ولكن نصرة الله لك نصرة كاملة مطلقة من جميع الوجوه فالله هو ناصر عباده المؤمنين فهو خير الناصرين.

- النصرة والتأييد من صفات الله الفعلية التي تكون في مشيئة الله ينصر من يشاء ويُخزي ويُهزم من يشاء سبحانه، وهي مرتبطة بمعية الله الخاصه بعباده المؤمنين.

- سبب الخوف والقلق والضيق في الحياة هو البعد عن الله والإشراك به.

- من نصرة الله للمؤمنين، أن يقذف في قلوب أعدائهم الخوف والقلق.

- قوله تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) ذكر الله ما يصيب الكافرين من العذاب القلبي في الدنيا بالرعب والخوف والعذاب الأخروي بالخلود في النار، فقد جمعت الاية بين العذابين للدلالة على شدة ما يصيبهم بسبب إشراكهم وكفرهم.

- إياك أن تظلم نفسك بالكفر او طاعة الكافرين وموالاتهم، فيكون مآلك بئس المآل والمستقر!

- إياك أن تعصي الله بعد أن أنعم عليك بما تحب فيسلب منك نعمه.

- الناس ليسوا سواءً في المطلوب، فكن من طلاب الآخرة، تنل الدنيا والآخرة، وإياك أن تكن من طلاب الدنيا فتخسر الآخرة.

- لا تأمن على نفسك الفتنة والوقوع في المعصية، وسل الله الهداية بالثبات دائمًا.

- اصدق مع ربك بالتوبة يعينك عليها وييسرها لك بمجرد أن يرى صدقك، فبادر بالتوبة بعد كل ذنب.

- ما يُعينك على تذكر أن ابتلائك بسبب معصيتك هو رصيدك السابق من الإيمان.

- بعد نجاحك في الابتلاء وسرعة رجوعك إلى ربك، تشملك رحمته بل ويرزقك من فضله.

- من فضل الله على المؤمنين، أنه لا يُقدِّر عليهم خيرًا أو شرًا الا كان خيرًا لهم، إن أصابهم خيرًا فشكروا كُتِبوا من الشاكرين، وان اصابهم شرًا فصبروا، كُتِبوا من الصابرين.

- البعد عن اتباع الرسول وسنَّته سبب كل همٍّ وغم، فَالْزَم هَدْيه وسِرْ على نهجه إن أردت الفلاح والنجاح والهداية.

- اتباع هديِ رسولِ الله مغنَمٌ، والبعدُ عن منهجه مَغْرَمٌ؛ قال الله: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)

- الله خبير مطلع على قلبك، فكن صادقًا مع نفسك اذا أذنبت واعترف بخطئك، ليعينك على التوبة والرجوع اليه ويتوب عليك.

#ورد_اليوم_العاشر
#مبادرة_تفسير_سورة_آل_عمران
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-10-2024, 08:43 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

#تدبر_وعمل 1⃣1⃣

🔍 فوائد وتوجيهات الآيات:
• ورد اليوم الحادي عشر
• سورة آل عمران من آية [154- 165]
• الوجه: [70 - 71]
-----------------------------------

- قوله: "أَمَنَةً نُّعَاسًا" دلَّ على المُلازمة بين النُعاس والأمن لأن الخائف لا ينام، ولا يُقاربه النوم، ومقدماته التي هي النُعاس والسِنة.

- من إكرام الله على عباده المؤمنين ان يُنزِل علي قلوبهم السكينة والطمأنينة والأمن في الوقت الذي يحتاجون فيه الشعور بآثار اسم الله المؤمن فيزدادوا إيمانًا.

- الأمن الذي جعله الله في قلوب المؤمنين كان إكرامًا لما وقع لهم.

- وعد الله كل من كمُل إيمانه وصدق مع ربه بالأمن في الدنيا والآخرة، ويزيد ذلك الأمن بزيادة الايمان ويقل ذلك الأمن بقلة الايمان حتى ينعدم مع الكفر فيعيش قلب الكافر في خوف وفزع في قلبه لا ينفك عنه.

- ينبغي أن تُراجع نفسك عند نزول بلاء عام بالمسلمين، فإذا كان المُصاب في الدين، ولم يكن للإنسان همٌّ إلا سلامة هذه النفس، فهذا يدل على أن الإيمان في قلبه ليس كما ينبغي.

- قوله: ﴿يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ يدل على أن بواطنهم منطوية على أخلاق وتصورات واعتقادات أهل الجاهلية، وهم في الواقع كفار في الباطن.

- من ساءت ظنونه بربه -تبارك وتعالى- فذلك يعني أن فيه خصلة من خصال الجاهلية.

- الذي يظن بالله الظنون السيئة والكاذبة وأن الله يخذل أولياءه، وأن الله لا ينصرهم، وأن الله يُديل الكفار عليهم إدالة دائمة، وأن العاقبة للكفار، وأن مستقبل المسلمين إلى زوال، وأن دينهم سيضمحل، فإن هذا قد ساء ظنه بالله، فيظن بالله غير الحق، وكثير من الناس قد يظن ذلك في مثل هذه الأوقات التي يحصل بها ما يحصل من استضعاف المسلمين، وتسلط الكفار عليهم، فيعتقد أن المسألة مسألة وقت، وأن آثار هذا الدين ستضمحل، وأن نُظم الكفار وفسادهم الاعتقادي والعملي كل ذلك سيعُم أنحاء المعمورة، باسم العولمة، أو بأي اسم كان، وأن العفاف والحجاب والحشمة والحياء والدين كل ذلك سيترحل، وأن الكفار سيفرضون ما أرادوا، فهذا ظن بالله غير الحق، ظن الجاهلية، فليتق الله في أفكاره واعتقاداته كي لا تكون سبب خسرانه.

- الله صاحب التدبير والمُلك والأمر والنهي والقضاء، لا يشاركه فيه أحد.

- إياك أن تندم على ما فات، وثق بأنه كان بقدر الله، وأقدار الله كلها خير.

- إياك والتسخط على أقدار الله، فهو من كبائر الذنوب وقد يؤدي بك إلى الكفر المخرج من الملة، فهو طريق موصل إلى الردة، والله تعالى له الحكمة البالغة فيما يفعل ويقدِّر.

- الأسباب وان عَظُمَت إنما تنفع إذا لم يُعارضها القضاء والقدر.

- الذنب يُولد الذنب، والسيئة تولِد السيئة، وهذا ما يوجب التوبة فورًا وليس على التراخي.

- الذنوب في وقت السراء سبب لمزلَّة القدم وقت الضراء، فاعبد ربك وقت السراء يرفعك وينصرك ويؤيدك وقت الضراء.

- القتال في الجهاد إنما هو بالأعمال، فمن كان أصبر في أعمال الطاعة كان أجلد في قتال الكفار.

- يتمكن الشيطان من العبد إذا ضعف إيمانه، فاجعل بينك وبين وساوسه وقاية بتقوى الله.

- ما قدَّره الله عليك سيقع كما أراد، في الوقت الذي أراد، في المكان الذي أراد.

- مرجِعُك إلى ربك فانظر في عملك كيف ستقابل به ربك،هل سَيُنْجيك؟

- من مَلَك نفسه عند الغضب كان كامل الشجاعة.

- الرحمة والعفو واللين من مكارم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها كل داعية يقتدي بمحمد عليه الصلاة والسلام.

- الغِلظه والشدة أساليب تنفير يجب الحذر منها.

- الشورىٰ وأخذ رأي الجماعه في الأصلح للأمة من الواجبات المأمور بها، لما فيها من تأليف القلوب وتبادل الآراء والمحبة بما يجمع شمل المسلمين.

- قوله تعالى :"وشاورهم في الأمر" فيه إشعار بمنزلة الصحابة وأنهم كلهم عدول أهل اجتهاد، وأن باطنهم مُرْضِي عند الله تعالى.

- إذا كانت الخصومة لله والغضب لدين الله كان من السهل تقبل الخصم إن تاب إلى الله وندم وعزم على نصرة دين الله، لكن الخصومة إذا دخلت فيها الذات، ظهرت العداوات والأحقاد التي لا تُعين على قبول الخصم والعفو عنه.

- التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع و حفظها بعد حصولها، وفي دفع المضرات ورفعها بعد وقوعها.

- من أعلى درجات الايمان بالله واليقين، التوكل على الله؛ فالله يحب من توكل عليه حق التوكل وفوض أمره بين يديه، لذلك كانت مكافئة الله للعبد علي ذلك العمل القلبي انه سبحانه حسْبه وكافِيه.

-،يجب عليك البراءة من حولك وقوتك، والاعتماد على حول الله وقوته تجد النصر والفلاح.

- إذا وجدت الأسباب ووجدت من ييسرها لك فاسعىٰ فيها، ولكن بقلب متوكل على رب الأسباب ورب الخلق فهو مُسبب الأسباب ومُسَخِّر الخلق لخدمتك.

يتبع،،، 👇🏻
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 01-10-2024, 08:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

- إياك أن تتكل على نفسك ،والْزِم قلبك بدعاء ربك لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

- إن أراد لك ربك النصر والنجاة فلا أحد يستطيع أن يوقعك مهزومًا، وإن أراد ربك هزيمتك لن يستطيع أحد أن ينصرك، فتوكل عليه واعتمد عليه وفوض أمرك بين يديه والتجئ إليه، فهو الرب الكبير العظيم مالك الملك ذي الجلال والإكرام، ناصر عباده المؤمنين الصادقين المتقين.

- إياك أن تأكل حق ضعيف أو مسكين أو يتيم أو من هو دونك، فالله سيقتص منك بما تستحقه مقابل ما أخذت من حقوق غيرك بغير حق.

- لا يستوي من سلك طريق ربه، بمن سلك طريق الشيطان، وكل مجازى على ما قدم.

- المؤمنون متفاوتون في درجاتهم عند ربهم، فإذا أردت الدرجات العليا من الجنة فاعمل لها واسعىٰ واجتهد لتنال رحمة ربك فيوصلك لما تسعى.

- من أراد أن يُطهِّر قلبه فعليه بمصاحبة القرآن.

- لا بد للقلب من تخليه يتْبَعْها تحلية حتى يذوق حلاوة الايمان.

- تخلية القلب من المعاصي والذنوب والشرك وتزكيته مدخل لتحليته بالطاعات.

- أكبر الأسباب المعينة على تزكية القلب هي تلاوة القرآن بتدبر وتذوق لمعانيه بقلبٍ يريد أن يُحلِّق في سماء الإيمان، ويُشبع نفسه من حلاوته، حتى يكون القرآن نَفَسَه الذي يتنفس به فيصِل إلى مُرادِه من التزكية.

- لن يصل العبد إلى الحكمة إلا بالتفقه في الدين وزيادة العلم.

- ما أصابكم من هزيمة أو ضعف أو خذلان أو فشل، فهو مما كسبت أيديكم وظلمكم لأنفسكم بذنوبكم، فاتقوا الله في أنفسكم ولا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم.

#ورد_اليوم_الحادي_عشر
#مبادرة_تفسير_سورة_آل_عمران
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 01-11-2024, 09:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

#تدبر_وعمل 2⃣1⃣

🔍 فوائد وتوجيهات الآيات:
• ورد اليوم الثاني عشر
• سورة آل عمران من آية [166- 180]
• الوجه: [72 - 73]
-----------------------------------

- كل ما يحدث لك فهو في علم الله المسبق، فتيقَّن أن له حكمًا عظيمة وإن جهلتها.

- إياك أن تنافق وتَدَّعِي بما ليس في قلبك، واخش الله لأنه مُطَّلع عليك.

- الله يعلم ما تُكن الصدور فلا مجال للكذب والنفاق، فسريرتك مكشوفة وظاهرة أمام ربك.

- الحذر لا ينفع من القدر، وإن المقتول يُقتل بأجله، وقدر الله كائن لا محالة.

- "لو" المذمومة فيها من الندم على الماضي، والتسخط على أقدار الله وعدم الرضا ما لا يُحبه الله ويعاقِب عليه.

- "لو" والتي تقال لتمني الخير المشروط بأمر في المستقبل كالذي يقول (لو أن لي مالًا لكنت أنفقته في سبيل الله) ليست مذمومة بل يُؤجر عليها العبد إن صدقت نيته، وإن لم يُعطىٰ ما يتمنىٰ.

- احذر من أصدقاء السوء المثبِّطين عن الخير، المحبِّين للدنيا الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، الراغبين في مصالحهم الذاتية ولا يهتمون بأمر المسلمين.

- حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الدنيا، بخلاف سائر الأموات من المؤمنين، فإنهم لا يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة.

- قوله تعالىٰ ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ فيها تطمين لقلوب المؤمنين المجاهدين وتشويق لما ينتظرهم من النعيم، فيزدادوا شوقًا للجنة ورغبة في لقاء ربهم، فيهون عليهم ما يجدوا في مواجهة أعدائهم، بل تُعينهم على الثبات لينالوا تلك المنزلة.

- قوله تعالى : ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ دلَّت على علو منزلتهم ومكانتهم العالية في أعالي الجنة.

- قوله تعالىٰ: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ دلَّت على أن الله لا يكافئهم بما تستحق أعمالهم فحسب، بل يكرمهم ويجود عليهم ويزيدهم نعيمًا فوق نعيمهم شكرًا منه سبحانه على صنيعهم.

- لا خوف ينال المؤمن الصالح ولا حزن يصيبه.

- الصاحب الصالح هو من يسعد لسعادتك، ويتمنى لك النعيم الدائم الذي لا يشوبه كدر كما يتمنى لنفسه، وهكذا يكون حال الصالحين فيما بينهم.

- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه فنال الشهادة، ومنهم من ينتظر تلك المنزلة، فيثبت ويصبر لذاك اليوم.

- الشهيد بعد أن نال تلك المنزلة وذاك النعيم استبشر لإخوانه الذين مازالوا في دار الدنيا وتمنَّى ثباتهم لينالوا ما رأى من نعيم.

- منزلة الحب في الله من أعلى منازل البر والوفاء، فأحبُّوا الصالحين فالمرء مع من أحب.

- مصاحبة الصالحين ومحبتهم فوزٌ وفلاح.

- أجرك لن يضيع، فقط عليك بالصدق والمجاهدة والثبات.

- من علامات قبول الله لك بعد البلاء أن ييسر لك عمل الطاعات ويسوقك إليها بحبٍ ورضا.

- الإحسان في العمل الذي يرضي ربك وامتثال أمره واجتناب نواهيه له أجر عظيم وهو دخولك الجنة.

- "حسبنا الله ونعم الوكيل" كلمة يدفع بها ما يخاف ويكره.

- "حسبنا الله" أي كافينا وحده فلا نخاف غيره، "ونعم الوكيل" ثناء على الله وهو خير من يتوكل العبد عليه ويلجأ اليه.

- المؤمن لا يخش إلا الله، فكلما عرف العبد ربه ازداد منه خشية، فهنيًا لقلب عرف ربه فعَبَدَه على بصيرة.

- الخشية أن تعبد ربك بالخوف مع علمك به سبحانه.

- لما فوضوا أمورهم إليه واعتمدوا بقلوبهم عليه، أعطاهم من الجزاء النعمة والفضل وصرف السوء واتباع الرضا، فرضوا عن الله فرضي عنهم وأرضاهم.

- الخوف من الله ما دعاك لفعل ما أمر واجتناب مانهى حتى لا يعاقبك.

- ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه، بل الخائف الذي يترك ما يخاف أن يُعذب عليه.

- على قدر إيمان العبد على قدر خوفه من الله.

- من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.

- يملي الله للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

- احذر من الإمهال ففيه زيادة آثام، وبادر بالتوبة على الفور.

- قوله تعالى:﴿إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾ تعليق نفي الضرر به سبحانه فيه تشريف للمؤمنين.

- قوله تعالى في الحديث القدسي:"يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني" يعني أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعًا ولا ضرًا، فإن الله تعالى في نفسه غني حميد، لا حاجة له بطاعات العباد ولا يتضرر بمعاصيهم.

- من حكم التكليف إظهار المؤمن الصادق من المؤمن الكاذب.

- كل من تكبر وكان من البخلاء فليعلم أن المال الذي رزقه الله به قادر أن يسلبه منه إن لم يخرج الزكاة ويتصدق على الفقراء ويتاجر مع ربه ليبارك له فيه.

- من الصفات المذمومة في النكاح؛ أن يكون الزوج من البخلاء بل ويُرْفض مثل ذلك الزوج.

- ان الله يحب الكرماء، فكلُ كريم الله أكرم منه فهو صاحب الكرم والجودِ والعطاء.

#ورد_اليوم_الثاني_عشر
#مبادرة_تفسير_سورة_آل_عمران

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-11-2024 الساعة 10:09 PM
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 01-13-2024, 10:36 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

#تدبر_وعمل 3⃣1⃣

🔍 فوائد وتوجيهات الآيات:
• ورد اليوم الثالث عشر
• سورة آل عمران من آية [181- نهاية السورة]
• الوجه: [74 - 75 - 76]
-----------------------------------

- المذمَّة التي تلحق الأسلاف تطال الأبناء إذا كانوا على طريقتهم أي على طريقة أسلافهم، كما أن النِعمة الواصلة إلى الآباء تلحق الأبناء بالمِنة، ولهذا يمتن الله على بني آدم بمِنن كثيرة؛ كخلق آدم، وسجود الملائكة له.

- التعبير بالفعل المضارع "يقتلون" يمكن أن يكون باعتبار أن ذلك الفعل مُستمر فيهم، حتى حاولوا قتل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووضعت له اليهودية السُم في الشاة المصلية في خيبر، ولما كان مرض النبي ﷺ الذي قُبض فيه، كان يقول: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم، ولهذا قال بعض أهل العلم: بأن النبي ﷺ مات شهيدًا، يعني: بسبب هؤلاء اليهود.

- لا يوجد قتل للأنبياء يكون بحق، كل قتل للأنبياء فهو بغير حق، ولا بد، فقوله تعالى: "بِغَيۡرِ حَقّٖ" لكشف هذا الحال، والتشنيع على هؤلاء اليهود وبيان تجرئهم على القتل لا بجهل ولا ضلال لكن تمردًا وعنادًا.

- الله لا يُعجل العقاب للعاصي، وهذا يدل على كمال حلمه، وعلى صبره على أذى عباده.

- اليهود من أغنى الناس كما هو معلوم، ولكن هذا إملاء وإمهال واستدراج؛ ليزدادوا إثمًا، فأخر لهم العقوبة ليزدادوا من هذه الأحمال من الموبقات والسيئات.

- السعيد من يسعى لرضا مولاه، فتكون خاتمته خاتمة السعداء.

- يوم القيامة يندم كل من اغتر بالحياة الدنيا وخسر الاخرة.

- الفوز الحقيقي هو النجاة من النار ودخول الجنة، فتزود من الصالحات وابتعد عن المعاصي لتكون من الفائزين.

- قوله تعالى :"تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ" دلَّت على عدل الله، وأن العبد لا ينقص من أجره شئ بل يؤتيه الله من فضله إن كان صالحًا.

- قوله تعالى: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ﴾ فيه قسم من الله -تبارك وتعالى- على أن الابتلاء أمر واقع لا محيد عنه، فانتبه وتزود من التقوى واصبر.

- قوله تعالى: ﴿وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ﴾ فيه قسم من الله على أن هذا الأذى المسموع من أهل الكتاب ومن المشركين، أمر لا بد منه، فهذا بناء على حكمته -تبارك وتعالى- حيث يتميز الخبيث من الطيب، يتميز ثابت الإيمان الواثق بوعد الله، ومن يعبد الله على حرف، فإذا جاءت دعاية الباطل والسوء نكص على عقبيه.

- أي بلاء للمؤمن هو رفعة لدرجات أهل الإيمان يرفع الله منازلهم، ويحط سيئاتهم.

- المنافقون والفاسدون لا يتوقفون في عملهم ودعاياتهم الباطلة التي يرمون فيها أهل الطُهر والصلاح بالقبائح، فلا تلتفت إليهم.

- الذين لازموا الاجتهاد والطاعة حتى الممات نجوا بأنفسهم، فماذا تنتظر!

- إخبار الله لما حدث من هؤلاء الكفار تجاه المؤمنين فيه تهيؤ للنفوس الطيبة على تقبُّل تلك الابتلاءات وذلك من رحمة الله بالمؤمنين والتلطف بهم، فيجعل المؤمن يتقي ويصبر وقلبه يملأه الإيمان واليقين .

- سنن الله في خلقه لا تتبدل فقط عليك أن تُدرك أنها كائنة لا محالة، وتستعين بالله في أن تعبر الحياة الدنيا وقد نجوت بقلبك من النار.

- نحتاج إلى أن نصبر بل ونتصبَّر، ونحتاج إلى أن نتَّقي، ومما يدخل في الصبر التقوى؛ بمعنى أن لا يُقابل العبد هذا الأذى بما يُسخط الله عز وجل فيكون من الخاسرين.

- قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ هو ثناء وإغراء بالصبر والتقوى في مثل هذه الحالات، وفيه إشارة إلى الثواب ونيل الدرجات العُلى عند الله.

- لربما حمل الغضب بعض المسلمين، والغيرة الدينية إلى أفعال غير محمودة، إما في نفسها، يعني: أن الفعل مُحرم في نفسه، أو أن ذلك يكون بعاقبته ومآله، فإن النظر في العواقب أمر مطلوب شرعًا، فانتبه!

- التقوىٰ تتضمن فعل المأمور وترك المحظور، والصبر يتضمن الصبر على المقدور، فجاهد نفسك أن تكون من المتقين الصابرين.

- قال ابن القيم _رحمه الله_ : "لو انتصر الحقُّ دائمًـا لامتلأت صفوف الدعاة بالمنافقين، ولو انتصر الباطلُ دائمًـا لشك الدعاةُ في الطريق، ولكنها ساعةٌ وساعة، فساعةُ انتصارِ الباطل فيها غربلةٌ للدعاة، وساعةُ انتصارِ الحقّ فيها يأتي اليقين".

- قال تعالى : ﴿وَإِذۡ أَخَذَ*ٱللَّهُ*مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ قال الحسن وقتادة هي في كل من أوتي علم شئ من الكتاب.

- قال رسول الله ﷺ: «بلغوا عني ولو آية» وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشئ" فإياك وكتمان العلم، فإنه هلكة، فإذا كنت على علم بشئ فعلِّمه للخلق، قال محمد بن كعب: «لا يحل لعالم أن يسكت على علمه، ولا للجاهل أن يسكت على جهله».

- احذر أن يتسلل لقلبك حب المدح والثناء، وأعظم منه أن تحب المدح بما لم تفعل.

يُتبع ،،، 👇🏻
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 01-13-2024, 10:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

- اعلم أن الله مطَّلع على قلبك وسيحاسبك على مثقال الذرة من العُجب والكِبر والرياء.

- اجعل حياتك مليئة بذكر الله، اجعل لسانك رطب بالذكر، اجعل كل موضع وكل مكان يشهدوا لك أنك ذكرت ربك، فتكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

- عليك التأمل في خلق الله، اجعل لنفسك عبودية يومية للتفكر، واجعل تلك العبودية مقترنة بتسبيح لسانك بقول "سبحان الله" أي تنزهت ربي عن كل نقص وعيب، فكلما ذكرت ربك بعقلك ولسانك هداك ذلك لهداية قلبك.

- "سبحان الله" تُقال عند التفكر والتأمل والتدبر في ملكوت السموات والأرض، لأن فيها تخلية الرب من النقص والعيب، ولذلك يستحب قول "الحمد لله" بعد "سبحان الله" فمن تخلىٰ من النقص والعيب فهو الكامل الكمال المطلق صاحب المُلك التام، لذلك هو من يستحق كمال الحمد والثناء، ومن استحق الحمد والثناء فهو الكبير سبحانه الذي لا أحد أكبر منه، فهو أكبر من الهموم والأحزان والابتلاءات، هو الكبير الذي إذا لجأت إليه فقد توكلت على ربٍ عظيم، لا يعجزه شئ، لذلك يُستحب بعد "الحمد لله" أن نقول "الله أكبر" فسبحان الله والحمد لله والله أكبر.

- قَدَّم الله (الذكر على الدوام) على (التفكر)؛ للتنبيه على أن العقل لا يَفي بالهداية مالم يتنور بنور ذكر الله وهدايته، فلا بد للمتفكر من الرجوع إلى الله.

- التفكر في الكون يُورثك اليقين.

- الفكرة تُذهب الغفلة، وتُحدث للقلب الخشية، كما يُحدث الماء المزروع النبات.

- تضرَّع إلى ربك وابكي بين يديه واجعل همَّك أن يرضى عنك، فإن رضي عنك أحبك وأرضاك.

- احذر أن تكون ممن فُضِحوا وأُهينوا وأذللهم الله غاية الإذلال، وكان مأواهم النار.

- أصحاب الكفر والمعاصي لن يجدوا لهم ناصرًا أمام الله يدفعون عنهم عذابه، فاجتهد في تقوية إيمانك بالتعلم والبعد عن الشهوات والشبهات.

- التكرار بقول (ربنا) في دعائك فيه من إفراد الله بربوبيته من جمال مافيه من التوسل إلى الله فهو من يستحق ذلك الخضوع والذل سبحانه.

- تذلَّل إلى ربك أن يعفو عنك فهو العفو، وأن يجعلك من الأبرار.

- الوعد الذي وعد الله به المؤمنين هو النعيم القلبي في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة، فاللهم ارزقنا ذلك النعيم.

- السعي لا يضيع عند الله -تبارك وتعالى-، ولو كان قليلاً فإنه يُنميه ويُضاعفه، ويجده صاحبه يوم القيامة مذخورًا، ولو كان الإنسان قد نسيه، ولو لم يحسب له حسابًا لقِلَّته أو لذهوله .

- المؤمنون والمؤمنات متساوون في أجور الأعمال والتكاليف الشرعية، فهم على حد سواء من هذه الحيثية والأخوة في الدين أيضًا، بعضهم أولياء بعض.

- قبول الأعمال عند الله قائم على الإيمان والتقوى والعمل الصالح، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾

- الهجرة الواجبة على العبد هي الهجرة لمصلحة الدين ولحفظ العبد من الفتن، كهجرة المسلمين من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فرارًا بدينهم، أو هجرة المسلمين من مكان إلى آخر في بلاد الإسلام خشية الفتنة وفرارًا بدينهم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾

- هناك هجرة محرَّمة وهي هجرة المسلم من بلاد الكفار إلى بلاد الإسلام وقد كان وجوده في بلاد الكفار سببًا لنشر دين الله وحفظ الإسلام في ذلك المكان مع سلامة عقيدته وأمنه من الفتن، بمعنى أنه لا توجد فتنه عليه في دينه بجانب أن له أثر طيب في الدعوة إلى الله ونشر دين الله، في هذه الحالة يُحرم عليه الهجرة إلى بلاد الإسلام لأنه ترك مصلحة قوية محققة بدون أي مفاسد.

- قوله تعالى : ﴿وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي﴾ دلَّت على إخلاص قلوبهم وأن ما أخرجهم إلا أن تكون كلمةُ الله هي العليا.

- الأذى قد يكون بالقول أو بالفعل ويدخل فيه الإخراج من الديار.

- أعلى مراتب البراءة من الكفار والمشركين قتالهم وجهادهم وهذه هي البراءة الفعلية براءة الأبدان، وهناك البراءة القلبية ببُغض أفعالهم وعدم موالاتهم بقلوبهم.

- قوله تعالى : ﴿وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي﴾ أي في طاعة الله، لأنهم آمنوا ولم يؤذوا لعداوة شخصية، ولا لمصالح دنيوية، وإنما في سبيل الله.

- السيئات هي المعاصي والذنوب، قيل لها سيئة باعتبار أنها تسوء صاحبها حينما يجد ذلك في صحيفة عمله.

- قوله تعالى :"لَأُكَفِّرَنَّ" بمعنى ستر الذنوب والتجاوز عنها كما سترها عليهم في الدنيا.

- ينبغي على العبد أن يُلح على الله في السؤال والدعاء والطلب، وأن يُكثر من ذلك ولا يمل، فإن الله -تبارك وتعالى- يُحب المُلحِّين بالدعاء.

- قوله تعالى : ﴿أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم﴾* فهذا يدل على كمال الاعتناء من الله، وأيضًا فيه تشريف لهؤلاء السائلين.

- إياك ان تغتر بالكفار وتظن أن ما حصلوا عليه من متع الدنيا دليل أنهم على الحق؛ لأن الله عدل أعطاهم الدنيا فكافئهم فيها على أعمالهم، وأعطى المؤمنين الآخرة لمكافئة أعمالهم، فالله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فيكون هذا من كمال عدل الله.

يُتبع،،، 👇🏻
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 01-13-2024, 10:42 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

- كل ما يتمتع به الكفار في الحياة الدنيا لاتنسى أنه زائل لا خير فيه، ﴿مَتَٰعٞ قَلِيلٞ﴾ كل ما في الدنيا لا شك أنه قليل، ثم بعد ذلك يصيرون إلى جهنم جزاءً وفاقًا لكفرهم وشركهم.

- لا تغتر حيث رأيت هؤلاء الكفار لأن ذلك عما قريب يزول، وهذا العطاء وهذا الذي تُشاهدون وترون من حالهم لا يدل على رضا الله عنهم، وقد جاء الوصف هنا "تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ" فالله لا يرضى بالكفر، ولا يرضى عن أهله، وما يُعطيهم ويُمدهم به من المال والبنين كل ذلك من أجل استدراجهم، فهو من كيده ومكره بهم مقابل أفعالهم.

- إذا كان هذا العطاء الدنيوي مع سخط الله، ويكون ذلك زيادة في العذاب في الدنيا، وزيادة في العذاب في الآخرة، فكيف يتلذذ من له عقل بنعيم كهذا! وكيف يغتر من علم بذلك! كيف يغتر بحال هؤلاء، كيف لك الاغترار بإنسان مصيره الخلود في النار ليس له إلا هذا المصير!

- عادة القرآن إذا ذكر حال السُّعداء أعقبه بذكر حال الأشقياء، والعكس؛ ليبقى العبدُ مُراوحًا بين الحالتين: الخوف، والرَّجاء، فهما كالجناحين للطَّائر لا يطير إلا بهما، فيكون جامعًا بين الخوف من الله -تبارك وتعالى- فيتَّقي بذلك محارمَه، ويكون جامعًا معه الرَّجاء؛ فلا يحصل له يأسٌ وقنوطٌ، فإنَّ ذلك أيضًا من صفات الكافرين، وليس ذلك من صفات أهل الإيمان.

- تقوىٰ الله بإتقاء محارمه وحدوده، وفعل المأمور وترك المحظور.

- لا يكن همَّك من وراء حفظ القرآن وتدبره مكاسب دنيوية، فيحبط عملك وتخسره.

- مقامات التَّفكر، والتَّقوى، والعمل بطاعة الله، ومجانبة مساخطه، كل ذلك يحتاج إلى صبرٍ، يحتاج إلى حبسٍ للنُّفوس، فإنَّ النفسَ شرودٌ، تميل إلى الدّعة، والراحة، والإخلاد إلى الأرض، ولربما تحتاج إلى مُزاولات طويلة ومُجاهدات حتى تسكن، ويحصل لها نوعٌ من التَّرويض، فتكون بعد ذلك مُنسجمةً مع الأعمال التي تُزاولها من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ.

- قال ثابت البناني _رحمه الله: «كابدتُ الصلاةَ عشرين سنة، وتمتعتُ بها عشرين سنة» فبعد عشرين سنة من المكابدة والمجاهدة في شأن الصَّلاة وصل إلى مرحلة اللَّذة -لذَّة المناجاة- صارت الصلاةُ له قُرةَ عينٍ، صار يأنس بها، ويُسَرّ، ويجد الانشراح.

- يقول أحدهم: (إني لأفرح بالظَّلام)، يفرح بالظَّلام من أجل ماذا؟ السَّمر؟! المؤانسة؟! يفرح بالظَّلام من أجل مُناجاة الله، فأين نحن من هؤلاء؟!

- النفوس إذا رُوِّضت على هذا، وارتقت إلى هذه المقامات؛ صارت العبادةُ سجيةً لها، لا تحتاج إلى كثير كُلفةٍ ومُعاناةٍ عند القيام، هذه المراتب العالية متى نصل إليها؟ ونحن لربما نُكابد من أجل أن نُصلي الفرض كصلاة الفجر!

- يحتاج الإنسانُ إلى صبرٍ على الطاعة، وصبرٍ عن المعصية، ويحتاج إلى صبرٍ على أقدار الله المؤلمة، وإن كان الصبر شاقًا عليه فليعود نفسه عليه بالمصابرة.

- الصَّبر حبس النَّفس، قال الحسنُ _رحمه الله:- «الصبر على دينه الذي ارتضاه اللهُ له، وهو الإسلام، فيكون مُستقيمًا كما أمره الله حتى يلقاه».

- المُصابرة: هي صبرٌ زائد، فالمصابرة مرتبةٌ أعلى من الصَّبر؛ صبرٌ وزيادة.

- تجد بعض الناس ليس عنده أدنى قُدرة على الصَّبر والمدافعة والمجاهدة، يقوده الشيطانُ حيث شاء، يلعب به لعب الصبيان بالكُرة، ولو لم تكن له شهوة في هذه المعاصي التي يعملها، لكن صار يُقاد إلى المنكر والمعصية، ولا يجد في نفسه أدنى قُدرة على الدَّفع، والصَّبر، والثَّبات، يكفيه مجرد الخاطر الذي يُلقيه الشيطانُ في قلبه فينقاد مُباشرةً ويستجيب، هنا نحتاج إلى هذه المصابرة.

- مرتبه أعلى من الصبر والمصابرة وهي (المُرابطة) فُسِّرت بالمداومة على الطَّاعة: أن يثبت ولا يحصل له تزعزع ولا تراجع، ولا تخلِّي، يثبت في مكانه، هذه هي المُرابطة.

- المُرابطة هي: المداومة في مكان العبادة، والثَّبات أيًّا كانت؛ إن كانت مُرابطة في الثُّغور في الجهاد، أو كانت من قبيل المرابطة في الصَّلاة، أو المرابطة في طريق الدعوة إلى الله.

- قال بعض السلف: المقصود بالمُرابطة: انتظار الصَّلاة بعد الصَّلاة، قال رسول الله ﷺ: «فذلكم الرِّباط، فذلكم الرِّباط» والأقرب -والله أعلم- أنَّ المعنى أعمُّ من هذا، فيدخل فيه هذا الرِّباط بانتظار الصَّلاة، ويدخل فيه الرِّباط الآخر؛ وهو الرِّباط في جميع أنواع الثُّغور، قال رسول الله ﷺ: «رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها».

- الرِّباط لا يختصّ بانتظار الصلاةٍ، فهذا منه، ومن أجلِّه وأفضله، كما أنَّه لا يختصّ أيضًا بالوقوف في نحر العدو في بلاد المسلمين المتاخمة لبلاد الكفَّار، فهذا من أجلِّه وأشرفه، فلا تنسى الرباط في تعلُّم العلم وفي الدعوة إلى الله وفي الأعمال الصالحة بأكملها.

يُتبع،،، 👇🏻
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 01-13-2024, 10:43 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

يحتاج الإنسانُ إلى ملازمةٍ لدعوته، مُلازمةٍ للحقِّ الذي يُؤمن به، فينقل ذلك إلى الناس؛ يُصدِّره، يُبلِّغه، يحتاج أن يُبلِّغ دينَ الله، أن يعرضه على غيره ممن لم يعرفوه، أن يُبين الحقَّ لمن ضلَّ عنه وتاه، أو جهله، أو خالفه وهو عارفٌ به، كل هؤلاء يحتاجون إلى مجاهدةٍ، ويحتاجون إلى صبرٍ، ويحتاجون إلى مُصابرةٍ، وذلك يتطلب مُرابطةً على هذه الثُّغور: ثغر الدَّعوة، ثغور الإسلام، كل هذا من الأعمال الزَّاكية، الطَّيبة، الصَّالحة التي يُحبُّها الله ورسوله ﷺ.

- من اتَّقى الله حقًّا؛ صبر وصابر ورابط وعمل ما أمره اللهُ -تبارك وتعالى- به، ولكن التَّأكيد على التَّقوى هنا يحتاج هؤلاء من الصَّابرين المصابرين المرابطين إلى تذكيرٍ به، فيجب على العبد تجديد نيته؛ لأنَّه قد لا يتَّقي العبدُ ربَّه وهو مُرابطٌ، قد يذهب العبدُ إلى الرِّباط، قد يذهب العبدُ إلى الدَّعوة، يُسافر، وينتقل، ويُبَلِّغ دينَ الله، قد يذهب هذا الإنسانُ إلى مجاهدة الأعداء، ولكنَّه لا يتَّقي الله، قد يتجاوز حدودَه، قد يفعل ما لا يحلّ له أن يفعله، قد يترخَّص بأمورٍ في دعوته؛ فيقع فيما حرَّم الله -تبارك وتعالى- من غير عذرٍ فانتبه الي النية في أعمالك، قال رسول الله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».

- إذا كان من يقومون بالأعمال الصالحة يحتاجون إلى التقوى، ولا يستغني عنها أحدٌ، فكيف بمَن كان أمره فُرُطًا؟ هذا أولى بأن يُخاطب بالتَّقوى!

- كل "لَعَلَّ" في القرآن فهي للتَّعليل، ليست للتَّرجِّي إلا في موضعٍ واحدٍ: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ أي: كأنَّكم تخلُدون.

- اللهم اجعلنا ممن اتصف بصفات المؤمنين ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ*ٱللَّهَ*لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ فاللهم اجعلنا من المفلحين المتقين الصابرين المرابطين الفائزين برضوانك.

★ تمَّت السورة بفضل الله★
🌷 فالحمد لله على بلوغ التمام🌷

#ورد_اليوم_الثالث_عشر
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 01-19-2024, 02:36 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,679
افتراضي

🔰🔺الاختبـــار النـهـائي🔻🔰******
ـ╝══════════════╚

🪩مبادرة تفسير سورة آل عمران🪩 (https://t.me/mobadra1alaahamed/5713)

⏰ مدة الاخـــتبار:* ٣ أيام.

⌛️يبدأ الاختبار:
*********** ⇐اليوم: الخميس ١٨ يناير.
*********** ⇐وينتهي: السبت ٢٠ يناير.

🔖 رابط الاختبــــــــار النهائي 👇🏻
https://forms.gle/nV98dR6aHStHxZy76

🚨🚨برجاء دخول الاختبار مرة واحدة فقط، و في المدة المحددة له.

⇐ غير مسموح بالاستعانة بأى مصدر خارجي أثناء الاختبار،، الله رقيب عليك.

ـ •••═══ ༻✿༺═══ •••
**** 🎀بالتوفيـق والســداد🎀
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 08:35 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology