ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-23-2012, 07:57 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
مجالس دورة مدخل المعتقد الصحيح 7


المجلس السابع
7 ذو الحجة 1433 هـ





ثالثًــا : توحيــد الأســماء والصفـات

وهـو الإيمـان بمـا وصـف الله تعالـى بـه نفسـه فـي كتابـه ووصفـه بـه رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـن الأسـماء الحسنـى والصفـات العلـى ، لفظـًا ومعنـىً ،من غير تحريف،ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل

واعتقـاد أن هـذه الأسـماء والصفـات علـى الحقيقـة لا علـى المجـاز ، وأن لهـا معـانٍ حقيقيـة تليـق بجـلال الله وعظمتـه .
أي : نثبـت لله مـا أثبتـه لنفسـه مـن أسـماء وصفـات ، ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف . لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله لعجزنـا وجهلنـا بهـذا الكيـف .
لقولـه تعالـى : { ... لَيْـسَ كَمِثْلِـهِ شَـيْءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ }
سورة الشورى / آية : 11.
فقـد أثبـت سـبحانه صفتـي السـمع والبصـر ، ونفـى المِثليـة .

*طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى

1 - طريقتهم في الإثبات

إثبات مـا أثبتـه الله لنفسـه مـن أسـماء وصفـات ، فـي كتابـه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف . لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله لعجزنـا وجهلنـا بهـذا الكيـف .
صفات حقيقية تليق بجلال الله تعالى ، وأنها لاتماثل صفات المخلوقين ويؤمنون بأن كل اسم يتضمن صفة لله تعالى ،
فاسم العزيز يتضمن صفة العزة - المطلقة - لله تعالى .
واسم القوي يتضمن صفة القوة - المطلقة- لله تعالى .

: أسماء اللَّه تعالى كلها حسنى :
أي بالغة في الحسن غايته ، وفي الجمال ذروته ، قال اللَّه تعالى :
{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } .
وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالاً ولا تقديرًا .
ومعنى الحسنى المضافة إلى أسمائه معنيان :
الأول : حُسْنَى في معناها وفي نفسها .

فإن أسماء اللَّه كلُّها حُسْنٌ وجمالٌ ، وخيرٌ وكمالٌ ، وقوةٌ وجلالٌ .
مثال ذلك : (( الحي )) اسم من أسماء اللَّه تعالى ، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسْبَق بعدم ولا يلحقها زوال ولا يطرأ عليها خلل . الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها . قال تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ }
[ الفرقان : 58 ] ، وقال النبي : (( إن اللَّه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام .
1 - "قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأربعٍ: إنَّ اللهَ لا ينامُ ولا ينبغي له أن ينامَ . يرفعُ القِسطَ ويخفِضُه . ويُرفَعُ إليه عملُ النهارِ بالليلِ . وعملُ الليلِ بالنهارِ."

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 179-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية

مثال آخر : (( العليم )) اسم من أسماء اللَّه تعالى متضمن للعلم الكامل
الذي لم يُسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ، قال اللَّه تعالى : { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى } [ طه : 52 ] .
وعلمه عز وجل هو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً ،
قال تعالى : { وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } .

الثاني : حُسْنَى في أثرها لمن تعبد للَّه بمقتضاها .

1- : أن من عرفها فقد عرف الله عز وجل ، فهي حُسنى في المقصد والثمرة التي هي معرفة اللَّه عز وجل .

2- : أن اللَّه عز وجل وَعَد عليها بعظيم الثواب من دخول الجنة لمن أحصاها وحفظها ، فهي حُسنى في العاقبة والأجر لمن تعلَّمها وآمن بها وأدَّى حقَّها ، فقد قال النبي : (( إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة)) .

1 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2736
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية

مع التنبيه على ضعف حديث سرد الأسماء

3 - إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، إنه وتر يحب الوتر ، من حفظها دخل الجنة وهي : الله ، الواحد الصمد ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الملك ، الحق ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، العليم ، العظيم ، البار ، المتعال ، الجليل ، الجميل ، الحي ، القيوم ، القادر ، القاهر ، العلي ، الحكيم ، القريب ، المجيب ، الغني ، الوهاب ، الودود ، الشكور ، الماجد ، الواجد ، الوالي ، الراشد ، العفو ، الغفور ، الحليم ، الكريم ، التواب ، الرب ، المجيد ، الولي ، الشهيد ، المبين ، البرهان ، الرءوف ، الرحيم ، المبدئ ، المعيد ، الباعث ، الوارث ، القوي ، الشديد ، الضار ، النافع ، الباقي ، الواقي ، الخافض ، الرافع ، القابض ، الباسط ، المعز ، المذل ، المقسط ، الرزاق ، ذو القوة ، المتين ، القائم ، الدائم ، الحافظ ، الوكيل ، الفاطر ، السامع ، المعطي ، المحيي ، المميت ، المانع ، الجامع ، الهادي ، الكافي ، الأبد ، العالم ، الصادق ، النور ، المنير ، التام ، القديم ، الوتر ، الأحد ، الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، قال زهير : فبلغنا من غير واحد من أهل العلم ، أن أولها يفتح بقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 776
خلاصة حكم المحدث: ضعيف بهذا التمام

4-[الحديث الوارد في تعيين الأسماء الحسنى] الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 276/3
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

5 - [الحديث الوارد في سرد الأسماء الحسنى]
الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 495/9
خلاصة حكم المحدث: لا يصح
الدرر السنية

هنـاك مراتـب للإحصـاء :
المرتبـة الأولـى : إحصـاء ألفاظهـا وعددهـا المحـدد فـي الحديـث ( 99 اسـمًا ) .
المرتبـة الثانيـة : فهـم معانيهـا ومدلولهـا .
المرتبـة الثالثـة : دعـاء الله بهـا .
كمـا قـال تعالـى :{ وَلِلّهِ الأَسْـمَاء الْحُسْـنَى فَادْعُـوهُ بِهَـا … } . سورة الأعراف / آية : 180.
ومن تمام أنها حُسنى أن اللَّه تبارك وتعالى لا يُدعى إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، قال تعالى :
{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[ الأعراف : 180 ] .

·أنــواع الدعــاء بأســماء الله :
1 ـ دعـاء ثنـاء .
2 ـ دعـاء عبـادة .
3 ـ دعـاء طلـب ومسـألة .

* دعــاء ثنــاء :
وهـو أن يثنـي علـى الله بأسـمائه الحسـنى وصفـاته العُلـى .
مثـال : يـا حـي يـا قيـوم ( دعـاء ثنـاء ) ، برحمتـك استغيـث .
* دعــاء العبــادة :
وهـو أن تتعـرض فـي عبادتـك لمـا تقتضيـه هـذه الأسـماء ، فمقتضـى " الرحيـم " : الرحمـة ، فترحـم عبـاد الله ، وتتصـف بصـفة الرحمـة ، دعـاء عبـادة باسـمه الرحيـم .
وتقـوم بالتوبـة لأنـه هـو " التـواب " ، وتخشـاه فـي السـر والعلـن لأنـه هـو " الطيف الخبيـر " .

مـع ملاحظـة أن من أسـماء الله أسـماء تقتضـي مـن العبـد مجـرد الإقـرار بهـا والخضـوع لهـا ، وهـي الأسـماء التـي يختـص بهـا سـبحانـه لنفسـه " كالجبـار " ، و" العظيــم " ، و" المتكبــر " .
* دعـاء الطلـب والمسـألة :
وفيـه يسـأل فـي كـل مطلـوب باسـم ـ مـن أسـماء الله الحسـنى ـ يكـون مقتضيـًا لذلـك المطلـوب .
فيقـول فـي مقـام الحاجـة مثـلاً : يا " معطـي يـا مانـع " ، اعطنـي كيـت وكيـت .
ويقـول فـي مقـام الرحمـة : " يا رحمـن " ارحمنـي
وفـي مقـام التوبـة : " يا تـواب " تـب علـي .
إذًا لابـد أن يسـأل فـي كـل مطلـوب باسـم يكـون مقتضيـًا لذلـك المطلـوب ، ولكـن يسـتثنى مـن ذلـك لفظـا " الله " و " رب " فيصـح قـول : يـا رب ارحمنـي ، يـا ألله اغفـر لـي ...
لأنهما أسماء جامعة لكل الأسماء الحسنى
الرب :

هذا الاسم إذا أُفرد تناول في دلالاته سائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا،وفي هذا يقول العلامة ابن القيم-رحمه الله ......
المصدر : هنا
الله: علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء هنا


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-13-2014 الساعة 02:26 AM
  #12  
قديم 11-12-2012, 04:46 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس الثامن
28 ذو الحجة 1433هـ

_____________

2 - طريقة أهل السنة في النفي
هي : نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم ، من صفات النقص ، مع اعتقادهم ثبوت كمال ضد الصفة المنفية عنه جل وعلا إذا تبين هذا فمما نفى الله عن نفسه " الظلم"
قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء 40

"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "
الكهف : 49
هنا

والمراد به انتفاء الظلم عن الله مع ثبوت كمال ضده له تعالى ، وهو "العدل "
ونفى عن نفسه اللغوب
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ"
ق : 38
هنا
اللغوب : هو التعب والإعياء ، والمراد نفي اللغوب مع ثبوت كمال ضده ، وهو " القوة " ، وهكذا بقية ما نفاه الله عن نفسه
_______
3 - طريقة أهل السنة فيما لم يرد نفيه ولا إثباته
كالجسم والحيز والجهة ،ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه ،
فلا يثبتونه ولا ينفونه ، لعدم ورورده ، وأما معناه فيستفصلون عنه ، فإن
إريد به باطل ينزه الله عنه ، ردوه ،وإن إريد به حق لايمتنع عن الله قبلوه

منها : المكان ، فإذا قيل لك هل الله تعالى في مكان ؟ فقل : أما لفظ المكان فلا نثبته ؛ لعدم ورود الأدلة بإثباته ، ولم يثبت عن السلف القول به ، وأما معناه فنتوقف فيه ، فيقال : ماذا تريد بأن الله تعالى في مكان هل تعني أنه مكان سفل فهو باطل لأن الله تعالى منزه عن النقص والسفل نقص ، أم تريد مكان علو محيط بالله تعالى فهو باطل أيضًا لأن الله تعالى لا يحيط به شيءٌ من مخلوقاته ، أم تريد مكان علو غير محيط بالله تعالى فهذا حق نثبته لله تعالى لكن لا ننخدع بألفاظ أهل البدع ، ويكفينا من ذلك قول أهل السنة :- إن الله فوق العرش

منها : لفظ الجسم ، فإذا قيل لك هل لله تعالى جسم ؟ فقل إن لفظ الجسم من الألفاظ البدعية التي لم ترد عن السلف فلا نثبته ، وأما معناه فنتوقف فيه ونقول : ماذا تريد بالجسم ؟ هل تريد مـا هو أجـزاءٌ وأبعـاض في حقنـا مفتقـر بعضهـا إلى بعض ؟ فهذا معنى باطل لا يجوز على الله تعالى ، أم تريد به الذات القائمة بنفسها المتصفة بصفات الكمـال ونعوت الجلال ، فهذا حق لكن لا نتكلم بلفظ الجسم لأنه لفظٌ محدث ولكن نسميه ذاتاً وصفاتاً
هنا

المنهج في إثبات الأسماء والصفات

المنهج في إثباته :
يقوم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات على الإيمان الكامل والتصديق الجازم بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .

وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : ( مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ ) أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الْكَيْفَ مُطْلَقًا ؛ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ مَا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ عِلْمَهُمْ بِالْكَيْفِ ؛ إِذْ لَا يَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ .

بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ




الشيخ السيد العربي بن كمال
بتصرف في ترتيب المعلومة


[quote]فإِنَّ الفِرْقةَ النَّاجِيَةَ : أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ , كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطيلٍ ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ.
والتحريف :
والمراد به تغيير معنى نصوص الكتاب والسنة من المعنى الحق الذي دلت عليه ، والذي هو إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى إلى معنى آخر لم يرده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: [يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ] (النساء: 46)
مثال ذلك :
تحريفهم معنى صفة اليد الثابتة لله تعالى والواردة في كثير من النصوص بأن معناها النعمة أو القدرة .
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين

التعطيل :
والمراد بالتعطيل نفي الأسماء الحسنى والصفات العلى أو بعضها عن الله تعالى .
فكل من نفى عن الله تعالى اسماً من أسمائه أو صفة من صفاته مما ثبت في الكتاب أو السنة فإنه لم يؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته إيماناً صحيحاً .

رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين

والفرق بين التحريف والتعطيل هو أن التحريف نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح، أما التعطيل فهو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر .

والتكييف :
وهو تحديد الكيفية والحقيقة التي عليها صفات الله تعالى ، فيحاول الإنسان تقديراً بقلبه ، أو قولاً بلسانه أن يحدد كيفية صفة الله تعالى .
وهذا باطل قطعاً ، ولا يمكن للبشر العلم به ، قال الله تعالى : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طـه /110 .
ومعنى قولنا: (بدون تكييف): ليس معناه ألا نعتقد لها كيفية، بل نعتقد لها كيفية؛ لكن المنفي علمنا بالكيفية، لأن استواء الله على عرشه لا شك أن له كيفية لكن لا تُعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تُعلم، لأنه ما من موجود إلا وله كيفية لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة.

4 - التمثيل :
وهو تمثيل صفة الله تعالى بصفة المخلوق ، فيقال مثلاً : إن يد الله مثل يد المخلوق . أو إن الله تعالى يسمع مثل سمع المخلوق . أو إن الله تعالى استوى على العرش مثل استواء الإنسان على الكرسي . . . وهكذا .
دليل ثبوت صفة اليد لله
. وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرً‌ا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىظ° يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارً‌ا لِّلْحَرْ‌بِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ï´؟المائدة: ظ¦ظ¤ï´¾
هنا

1. قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ"
هنا

ولا شك أن تمثيل صفات الله تعالى بصفات خلقه منكر وباطل ، قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى /11 .
â-فاشتملت هذه الآية على إثبات الصفات لله عز وجل، ونفي المماثلة للخلق في صفاته.â-
رسالة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين بتصرف
â-ما بين هذه العلامة تصرفâ- هنا
تنبيه

سؤال: ما الفرق بين التشبيه والتمثيل والتكييف؟
الجواب: التكييف هو أن يبين أو أن يقول: كيفية الصفة كذا وكذا .
أما التمثيل فهو أن يمثل صفة الله بصفات خلقه، أو بالعكس.
وأما التشبيه فهو أن يقول: إن صفة الله كذا شبيهة بكذا.
فالتمثيل معناه المطابقة من كل وجه، والتشبيه هو التشابه من بعض الوجوه دون بعض، والتكييف أن يكيف الصفة، بمعنى: أنه يصفها بصفة لا يشبهها بكذا وكذا، وإنما يريد بها كيفية معينة من طول أو قصر أو عرض أو غير ذلك.
هنا

شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الرحمن صالح المحمود

مسألة وجود التشابه اللفظي فهذه أشكلت على كثير من قليلي الفقه في الدين، الذين يجهلون عقائد السلف وفقههم حيث ظنوا أن مجرد المشابهة اللفظية الموجودة في أسماء الله وصفاته وموجودة أيضاً في بعض صفات الخلق تعني التمثيل، فهرب بعضهم إلى الإنكار زعماً منهم أن الإثبات يقتضي المماثلة وهذا خطأ، لأن التشابه اللفظي لا يعني التشابه في الحقيقة، فمثلاً: الله عز وجل هو الحي، والمخلوق الذي فيه روح يسمى الحي، وهذا تشابه لفظي، فالله عز وجل موصوف بالحياة والإنسان والحيوان الحي موصوف بالحياة، وليست الحياة مثل الحياة، فحياة الله كاملة لا يعتريها فناء ولا محدودية ولا نهاية، وحياة المخلوق لها بداية ونهاية.إذاً التشابه في اللفظ
مجمل أصول أهل السنة - توحيد الأسماء والصفات
عبد الرحمن بن ناصر العقل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مذهب أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات "فيما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه كالجسم والحيز والجهة ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه ، فلا يثبتونه ولا ينفونه لعد ورود ذلك ، و أما معناه فيستفصلون عنه فإن أريد به باطل يُنزه الله عنه ردوه ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله قبلوه .

علق عليه وشرحه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله- المؤلف على الفتوى الحموية - بتصرف-

فقال: ..أن لفظ الجسم ما ورد إثباته لله ولا نفيه عنه ، لأنه ليس كمالا محضاً، ولا نقصا محضاً ، والسبب لأنها ليست كمالا محضاً ، ولا نقصا محضاً ، فلو كانت نقصاً محضا لورد نفيها ، أوكمالا محضاً لورد إثباتها ، لكن جاء بدل الجهة العلو ، فالعلو كمال محض فأثبته الله لنفسه ، كذلك الحيز هل الله في حيز ؟ هل الله متحيز ؟
هذه الكلمات الثلاث أكثر ما يدندن أهل التعطيل عليها ، يقولون إذا أثبت أن الله مستو على العرش استواءً حقيقياً بمعن العلو عليه لزم من ذلك التمثيل ، قالوا لأنه يلزم من إثبات الاستواء الحقيقي إثبات أن يكون جسما ، والأجسام متماثلة .

وهذه القضية كاذبة في مقدمتيها جميعا ، فمثلاً : يقولون لا يوصف بالصفة إلا ما هو جسم ، وهذا ليس بحق بل توصف الأعراض كما توصف الأجسام ، فتقول مثلاً : هذا يوم طويل ، وهذا حر شديد ، وهذا مرض مزمن وما أشبه ذلك ، وهي أعراض وليست أجساماً ، أعراض ووصفت بالصفة .

وكذلك أيضاً قولهم إن الأجسام متماثلة هذا أيضاً كذب ؟ فهي مختلفة في أحجامها وفي أشكالها وفي ذواتها أيضاً، فإذا قبضت على الحديد لم ينضغط !وإذا قبضت على العجين انضغط ! فلم تتساو الأجسام .
فهم يلبسون على العامة ، وعامة الناس لا يعرفون ، فيلبسون عليهم بمثل هذه العبارات ، ....
فمثل هذه العبارات ما موقفنا نحن منها؟

نقول لو سكت الناس عنها لكان الأوفق بنا أن نسكت ، لكن إذا خاض فيها الناس فلابد لنا من دخول الميدان ، ولا نترك المجال لهؤلاء يلعبون كما يشاءون ونقول هذه ألفاظ ما جاء بها نص فلا نقول فيها شيئا ، هذا خطأ ، بل إننا إذا اضطررنا إلى الكلام تكلمنا ، هناك أشياء أدخلها الناس بعد الصحابة كلها من أجل دفع الباطل ، ولو لم يتكلم فيها الناس الناس ما تكلمنا .
القرآن كلام الله : وورد في القرآن أنه كلام الله ، منزل : ورد في القرآن أنه منزل .
غير مخلوق: ما ورد في القرآن و لا في السنة ولا عن الصحابة ، وقيل للإمام أحمد يا أباعبدالله كيف تقول غير مخلوق :
قال : إنهم إذا قالوا مخلوق فلابد أن نقول نحن غير مخلوق
فإذا أوجدوا هذه الأشياء فلابد أن ندخل المعترك معهم لنبين الحق ولا ندع المجال ساكتين ، لأننا لو سكتنا لانتصروا علينا
، ولهذا الذين يقولون إن مذهب أهل السنة والجماعة هو التفويض المحض وعدم الخوض في المعنى ؛ استطال عليهم الملاحدة وقالوا : إذا كنتم لا تفهمون المعنى فأنتم من العوام ونحن نعرف المعنى ، المراد كذا وكذا وذهبوا يفسرون ، لأن الذي يعلم المعنى خير من العامي الذي يجهل .


فالحاصل أن الذي لم يرد إثباته ولا نفيه كالجسم والحيز والجهة ونحو ذلك مثل كلمة عرض ، وهل الله جوهر أو عرض ؟ هل هو جسم ، كل هذه ما وردت ، فليس لنا حق أن نثبتها ولا أن ننفيها لأنها لم ترد ، وهي أمور غيبية لا يدرك لها نظير فلايحل لنا أن نتكلم فيها ، لأننا لو تكلمنا لقلنا ما لم نعلم فنسكت ، ولهذا عابوا على السفاريني - رحمه الله- قوله :

وليس ربنا بجـــوهـــــــر
ولا عرض ولا جسم تعالى ذو العلى

إذا ما نقول فيها ؟
نقول : التوقف في لفظه فلا نثبته ولا ننفيه ، فإذا قال لنا قائل : هل تقولون إن الله جسم ؟ فإنا لا نقول شيئا ، هل إن الله ليس بجسم ؟ نتوقف ولا يلزمنا أن نقول إنه جسم ولا أنه غير جسم لأنه لم يرد ، وأمَّا معناه فيستفصلون عنه فإن أريد به باطل ينزه الله عنه وردوه ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله قبلوه ....
إن أريد به حق قبلوه وإن أريد به باطل ردوه ، نبدأ الآن بكلمة الجسم ، وقلنا إن لفظها لا يطلق إثباتا ولا نفياً ، أما معناه فنسأل ماذا تريد بالجسم ؟ إن أردت بالجسم القائم بنفسه المتصف بما يليق به تعالى على عرشه الآتي يوم الفصل للقضاء بين خلقه ، إن أردت به هذا فهو حق ، كل هذا ثابت لله تعالى .
وإن اردت بالجسم المركب من أجزاء وأعضاء يفتقر بعضها إلى بعض في الوجود ، المفتقر إلى ما يمده من طعام وشراب وما أشبه ذلك ، فهذا باطل لا يجوز إثباته لله ، وكذلك لو أردت جسماً مماثلاً للأجسام فهو أيضا باطل ينزه الله عنه .

نأتي إلى كلمة الحيز أو التحيز أو ما أشبه ذلك ، يقولون : إذا قلت إن الله تعالى بذاته فوف خلقه لزم أن يكون منحازا أو في حيز أو متحيز أو مثل هذا التعبير .
فنقول : كلمة حيز ما وردت لا إثباتا ولا نفيا فنتوقف في لفظها ، أما معناها فنسأل : أن أردت بالحيز أن الله تعالى تحوزه المخلوقات وتحيط به فهذا باطل ممتنع على الله تعالى ، وإن اردت بالحيز أنه منحاز عن المخلوقات بائن منها فهذا حق ..
كلمة الجهة لم ترد في القرآن ولا في السنة لا نفيا ولا إثباتا لأنها تحتمل حقاً وباطلا ، وجاء بدلاً عنها مما لايحتمل إلا الحق : العلو.
إن اردت بالجهة ما فوق العالم فالله تعالى فوق العالم بلا شك ولا يحيط به شيء من مخلوقاته ، وإن أردت بالجهة ما تحيط بالشي إحاطة الظرف بالمظروف فهذا باطل ولا يمكن أن يتصف الله به ، لأن الله تعالى أعظم من يحيط به شيء من مخلوقاته (ما السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في كف أحدنا )1، وقد وسع كرسيه السموات والأرض ، وكرسيه موضع قدميه ، ومن كان هذا عظمته فإنه لا يمكن أن يكون في جهة تحيط به .
فإذاً نستفصل في المعنى ونقول إن أردت كذا فهو حق ، وإن أ{دت كذا فهو باطل .

أما بالنسبة للفظ فأننا لا نتكلم في إثباتا ولا نفياً ، لأن ذلك لم يرد في القرآن لا إثباتا ولا نفيا ..


المصدر كتاب الدرة العثيمنية بشرح فتح رب البرية بتلخيص الفتوى الحموية ( ص 96-106)
1

وقد رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه قَالَ: مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ إِلاَّ كَخَرْدَلَةٍ فِي يَدِ أحدِكم.
أثر موقوقف على ابن عباس ، تحقيقه:
وأما عن درجته فلم نجد من نقده أو بسط القول فيه بما يكفي, وظاهر كلامهم قبوله، فقد قال عنه شيخ الإسلام: وهذا الأثر وأمثاله معروف في كتب الحديث.
وفي القول المفيد: أخرجه: ابن جرير, وفي إسناده عمرو بن مالك النكري, قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في إبطال التنديد: وهذا الإسناد في نقدي صحيح.
وقال الأسمري في تحقيق تفسير ابن أبي العز: أخرجه الإمام الطبري في جامع البيان بنحوه، بإسناد حسن ظاهره الاتصال.والله أعلم.إسلام ويب

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-09-2016 الساعة 09:15 PM
  #13  
قديم 11-12-2012, 07:11 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس التاسع
6 شهر الله المحرم 1434هـ

وينتظم المنهج الحق في باب الأسماء والصفات في ثلاثة أصول من حققها سلم من الانحراف في هذا الباب . وهي :

الأصل الأول : تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه- يماثل- شيءٌ من صفاتِه شيئًا من صفات المخلوقين .
ومن الأدلة على الأصل الأول : وهو تنزيه الرب عز وجل عن مشابهة - مماثلة - المخلوقين ، قول الله تبارك وتعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى : 11) . ومقتضى الآية نفي المماثلة بين الخالق والمخلوق من كل وجه مع إثبات السمع والبصر لله عز وجل وفي هذا إشارة إلى أن ما يثبت لله من السمع والبصر ليس كما يثبت للمخلوقين من هاتين الصفتين مع كثرة من يتصف بهما من المخلوقين . وما يقال في السمع والبصر يقال في غيرهما من الصفات . واقرأ قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } . أورد ابن كثير في تفسير الآية ما رواه البخاري في التوحيد (13 / 372) والإمام أحمد في المسند (6 / 46) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع فأنزل الله عز وجل { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا } . . . . إلى آخر الآية "
ومن الأدلة أيضًا قول الله تعالى : { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ } (النحل : 74) . قال الطبري في تفسير الآية : " فلا تمثلوا لله الأمثال ولا تشبهوا له الأشباه فإنه لا مثل له ولا شبه " ... وقال تعالى : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } (مريمَ : 65) قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها : " هل تعلم للرب مثلًا أو شبيهًا " .
ومن الأدلة لهذا الأصل : قول الله تبارك وتعالى : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (الإخلاص : 4) قال الطبري : " ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء " .

الأصل الثاني : الإيمان . بما سمى ووصف الله به نفسه وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته .
ومن الأدلة على الأصل الثاني : وهو الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ، قول الله عز وجل : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (البقرة : 255) . وقوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (الحديد : 3) . وقوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الحشر : 22- 24) .
ومن السنة حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : « اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها . اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدَّيْن وأغْنِنا من الفقر » (مسلم برقم (2713))1 . والنصوص في تقرير هذا الباب كثيرة تجل عن الحصر .

الأصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك حقيقة كيفية صفات الله تعالى لأن إدراك المخلوق لذلك مستحيل .
فمن حقق هذه الأصول الثلاثة فقد حقق الإيمان الواجب في باب الأسماء والصفات على ما قرره الأئمة المحققون في هذا الباب .

ومن الأدلة على هذا الأصل الأصل الثالث وهو قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى... قول الله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } (طه : 110) . قال بعض أهل العلم في معنى الآية : " لا إحاطة للعلم البشري برب السماوات والأرض فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها " .
ومن الأدلة لهذا الأصل أيضًا قول الله تعالى : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ } (الأنعام : 103) قال بعض العلماء في معرض حديثه عن الآية : " وهذا يدل على كمال عظمته وأنه أكبر من كل شيء ، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فإن الإدراك وهو الإحاطة بالشيء قدر زائد على الرؤية فالرب يرى في الآخرة ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط بعلمه " . وينبغي للعاقل أن يعلم أن للعقل حدا يصل إليه ولا يتعداه كما أن للسمع والبصر حدا ينتهيان إليه ، فمن تكلف ما لا يمكن أن يدرك بالعقل كالتفكر في كيفية صفات الله ، فهو كالذي يتكلف أن يبصر ما وراء الجدار أو يسمع الأصوات في الأماكن البعيدة جدا عنه .

الشيخ السيد العربي بن كمال

الإلحاد


الإلحاد لغة ً: الميل ، واصطلاحاً الميل عما يجب اعتقاده أو عمله ، ويكون في أسماء الله لقوله تعالى : ( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه )(الأعراف: الاية180)

ويكون في آيات الله لقوله تعالى : (إن الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا )(فصلت: الاية40) .

فَقَدْ قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ : ( وَالْإِلْحَادُ فِي أَسْمَائِهِ هُوَ الْعُدُولُ بِهَا وَبِحَقَائِقِهَا وَمَعَانِيهَا عَنِ الْحَقِّ الثَّابِتِ لَهَا ؛ مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَيْلِ ؛ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَادَّةُ ( ل ح د ) ، فَمِنْهُ اللَّحْدُ ، وَهُوَ الشَّقُّ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ ، الَّذِي قَدْ مَالَ عَنِ الْوَسَطِ ، وَمِنْهُ الْمُلْحِدُ فِي الدِّينِ : الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ ، الْمُدْخِلُ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ ) . اهـ

فَالْإِلْحَادُ فِيهَا: إِمَّا أَنْ يَكُونَ بِجَحْدِهَا وَإِنْكَارِهَا بِالْكُلِّيَّةِ ، وَإِمَّا بِجَحْدِ مَعَانِيهَا وَتَعْطِيلِهَا ، وَإِمَّا بِتَحْرِيفِهَا عَنِ الصَّوَابِ وَإِخْرَاجِهَا عَنِ الْحَقِّ بِالتَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ ، وَإِمَّا بِجَعْلِهَا أَسْمَاءً لِبَعْضِ الْمُبْتَدَعَاتِ ، كَإِلْحَادِ أَهْلِ الِاتِّحَادِ .
الشيخ السيد العربي بن كمال

أنواع الإلحاد


والإلحاد في أسمائه يكون بأمور:
يكون بتسمية غيره بأسمائه، نظير ذلك ما فعله أهل الجاهلية من تسمية أصنامهم بأسماء الله سبحانه وتعالى، أو الاشتقاق من أسماء الله عز وجل أسماءً لآلهتهم، ونظير ذلك تسميتهم العزى ومناة، العزى من العزيز ومناة من المنان، واللات من الإله، فهذا نوع من أنواع الإلحاد في أسماء الله عز وجل.

النوع الثاني من أنواع الإلحاد في أسماء الله عز وجل: وصفه بالنقص كوصف النصارى لربهم بأنه أب، وقولهم: الأب يريدون به الله عز وجل، وكقول المتكلمين في وصف الله عز وجل: هو العلة الفاعلة، وهذا من وصفه بالنقص، فهذه من صور الإلحاد في أسمائه.
الصورة الثالثة من صور الإلحاد في أسمائه: إثبات النقص فيما سمى به نفسه، وذلك بتحريفها وتعطيلها؛ لأنهم يقولون: إن مقتضى إثباتها يفضي إلى مشابهته بالمخلوقين، فالنوع الثالث من أنواع التحريف هو تعطيل أسماء الله عز وجل، وتعطيل صفاته، وصرفها عن معناها المتبادر الظاهر الراجح إلى تحريفات وتأويلات اخترعوها.
هذه من صور الإلحاد في أسماء الله عز وجل، وقد تكلم عليها المفسرون، والجامع لجميع صور التحريف والإلحاد في أسماء الله عز وجل هو تغييرها وصرفها من الكمال إلى النقص

( شرح العقيدة الواسطية [2] )
للشيخ : ( خالد بن عبد الله المصلح )


قال الإمام مسلم في صحيحه

4888 - ص 2084 - 2713 حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ كَانَ أَبُو صَالِحٍ " يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ"
صحيح مسلم
- كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ - اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها هنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-27-2012 الساعة 04:26 AM
  #14  
قديم 11-13-2012, 02:04 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي


المجلس العاشر

13 من شهر الله المحرم 1434 هـ


قواعد في أسماء الله تعالى
*القاعدة الأولى :أسماء الله تعالى كلها حسنى
أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى: (
وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُ‌وا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿الأعراف: ١٨٠﴾) هنا وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.
* مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.

*القاعدة الثانية: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:
أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه. كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(9). وقوله: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَة)(10). فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر

*القاعدة الثالثة : أسماء الله تعالى
#إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة
أمور

أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها
* مثال ذلك: "السميع" يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى: (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(17).

# وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
* مثال ذلك:"الحي" يتضمن إثبات الحي اسماً لله - عزوجل - وإثبات الحياة صفة له.




التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-09-2012 الساعة 11:36 PM
  #15  
قديم 12-09-2012, 11:20 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس الحادي عشر
20
من شهر الله المحرم 1434 هـ
*القاعدة الرابعة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص.
لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ‌ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
﴿الإسراء: ٣٦﴾
القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح(1).

"ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال : ( اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ) . إلا أذهب الله عز وجل همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا . قالوا : يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات ؟ قال : أجل ! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" . الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1822- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية

وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.

ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن كتاب الله تعالى:

الله الأحد الأعلى الأكرم الإله الأول
والآخر والظاهر والباطن البارئ البر البصير
التواب الجبار الحافظ الحسيب الحفيظ الحفي
الحق المبين الحكيم الحليم الحميد الحي
القيوم الخبير الخالق الخلاق الرؤوف الرحمن
الرحيم الرزاق الرقيب السلام السميع الشاكر
الشكور الشهيد الصمد العالم العزيز العظيم
العفو العليم العلي الغفار الغفور الغني
الفتاح القادر القاهر القدوس القدير القريب
القوي القهار الكبير الكريم اللطيف المؤمن
المتعالي المتكبر المتين المجيب المجيد المحيط
المصور المقتدر المقيت الملك المليك المولى
المهيمن النصير الواحد الوارث الواسع الودود
الوكيل الولي الوهاب

ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل(26) الجواد(27) الحكم(28) الحيي(29) الرب(30) الرفيق(31) السبوح(32) السيد(33) الشافي(34) الطيب(35) القابض(36)الباسط(37)المقدم(38)المؤخر(39) المحسن(40) المعطي(41) المنان(42) الوتر(43).
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسماً في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسماً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)؛ لأنه إنما ورد مقيداً في قوله تعالى عن إبراهيم: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً)(44) وما اخترناه فهو حسب علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم(45).

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-11-2012 الساعة 09:15 PM
  #16  
قديم 12-10-2012, 03:52 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

الإيمان

تعريف (الإيمان) لغة
(الإيمان) لغة :(الإقرار) ؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له)
*قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
(
أكثر أهل العلم يقولون: إن الإيمان في اللغة: التصديق، ولكن في هذا نظر! لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة؛ فإنها تتعدى بتعديها، ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه؛ فنقول مثلاً: صدقته، ولا تقول آمنته! بل تقول: آمنت به، أو آمنت له. فلا يمكن أن نفسر فعلاً لازماً لا يتعدى إلا بحرف الجر بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه، ثم إن كلمة (صدقت) لا تعطي معنى كلمة (آمنت) فإن (آمنت) تدل على طمأنينة بخبره أكثر من (صدقت).
ولهذا؛ لو فسر (الإيمان) بـ(الإقرار) لكان أجود؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له)
شرح العقيدة الواسطية/ ج 2/ ص : 229
هنا

تعريف (الإيمان) اصطلاحًا
الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
صالح الفوزان
فالإيمان قول وعمل.
وأما تفصيلاً؛ فأربعة هي:
قول القلب - قول اللسان - عمل القلب - عمل الجوارح.
باعتبار أن عمل اللسان يدخل في عمل الجوارح.
1) فقول القلب: المراد به اعتقاده وتصديقه وإيقانه وإقراره بأركان الإيمان وبكل ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْْ} [المائدة:41].
وكما جاء في حديث جبريل «..قال: ما الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الأخر وبالقدر خيره وشره..» [رواه مسلم].

قال البخاري في صحيحه
50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الْآيَةَ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ
صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ
موقع الإسلام

2) وقول اللسان: المراد به التكلم بكلمة الإسلام والإقرار بلوازمها.
كما قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونََ} [البقرة:136].
وقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
....
قال البخاري في صحيحه
25 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ ، قَالَ :حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"
صحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب" فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ"
موقع الإسلام

3) وعمل القلب: المراد به انقياد القلب وإذعانه بتحقيق أعمال القلوب من الإخلاص لله بجميع أنواع العبادة من المحبة والخوف والتوكل والرضا.
كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون} [الأنفال:2].
وقوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِين[المائدة:23].
وقوله: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} [آل عمران:175].
والآيات الدالة على ذلك كثيرة، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبمحمد نبياً وبالإسلام دينا».

قال مسلم في صحيحه
34 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَإِنْ ارْتَكَبَ الْمَعَاصِيَ الْكَبَائِرَ
موقع الإسلام
والأحاديث الدالة على أعمال القلوب كثيرة.

4) وعمل الجوارح - وعمل اللسان يدخل في عمل الجوارح - والمراد بعمل الجوارح: الالتزام العملي الظاهر بفعل الواجبات، وترك المحرمات من حيث هي جنس.
أما بالنظر إلى آحاد هذه الواجبات والمحرمات فمنها ما هو ركن في الإيمان لا يصح إلا به: كالصلاة وإفراد الله بالدعاء. أو إذا كان من المحرمات فمثل الاستغاثة بغير الله أو تبديل شرع الله.
ومنها ما هو من واجبات الإيمان يصح الإيمان بدونها مثل بر الوالدين أو السرقة والزنا، لكن يستوجب معه العقوبة ويفوته كمال الإيمان الواجب.
ومنها ما هو مستحبات الإيمان كإماطة الأذى عن الطريق والسواك ونوافل الصلوات والصيام، فهذه لو تركها فإنه كمال الإيمان المستحب ولا يستوجب العقوبة.
فإذا نظرنا إلى عمل الجوارح كجنس فإنه ركن لا يصح الإيمان إلا به لدخول الأركان فيه.
منبر علماء اليمن
هنا

أحاديث في الإيمان:
-
عن عبد الله بن مسعود قال : إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان ، فمن ضن بالمال أن ينفقه ، وهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ؛ فليكثر من قول : ( لاإله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله ) .
الراوي
: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1571-خلاصة حكم المحدث : صحيح


· عن يزيد بن عميرة قال: " لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصينا. قال أجلسوني. فقال:" إن العلم والإيمان مكانهما, من ابتغاهما وجدهما.. يقول ثلاث مرات... ".
أخرجه الإمام أحمد. وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي" في الجامع الصحيح ج1 صـ236
"المؤمِنُ مَن أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أموالِهم وأنفسِهِم، والمُهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبَ"

لراوي: فضالة بن عبيد - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3193
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية



قال مسلم في صحيحه
61 43 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ "
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ"

صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان
موقع الإسلام

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 04-17-2014 الساعة 01:24 AM
  #17  
قديم 12-17-2012, 05:14 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس الثاني عشر
5 صفر 1433 هـ
أركان الإيمان
سبق وذكرنا تعريف الإيمان
فتعريف (الإيمان) لغة
(الإيمان) لغة :(الإقرار) ؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول أقر به، كما تقول: آمن به، وأقر له كما تقول: آمن له)

تعريف (الإيمان) اصطلاحًا
الإيمان:قول باللسان، اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
صالح الفوزان


الإيمان بالله شعور فطري في نفس كل مخلوق، يشعر به في أعماقه، ويلهمه إليه ضميره ووجدانه، وحينما تواجهه إحدى الشدائد؛ فإنه يهرع إلى الله الخالق العظيم يلتمس منه العون، ويرجو منه تفريج همه وكربه.

فكل ما في الكون من الموجودات يدل على وجود الله الخالق العظيم، فالإنسان يشعر بوجود الله، ويؤمن به إيمانًا فطريًّا عميقًا. قال تعالى :

"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " (الروم 30)
وهذه فطرة لا تنطمس في النفس الإنسانية إلا من عادى هذه الفطرة استكبارًا وتجبرًا، فالعقل يؤمن بوجود الله الخالق سبحانه، لكنه يعجز عن تصور ذات الله سبحانه.
هنا


أركان الإيـمـان
أركان الإيـمـان ، وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى
دليلها من القرآن
قوله تعالى " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"
البقرة /177

فهذه الآية قد جمعت بين خمسة من أصول الإيمان وهي:
1ـ الإيمان بالله.
2ـ الإيمان باليوم الآخر.
3ـ الإيمان بالملائكة.
4ـ الإيمان بالكتب.
5ـ الإيمان بالرسل.

وبقي الإيمان بالقدر، فقد ذكره الله تعالى في قوله: " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"

سورة القمر: الآية
49.
دليلها من السنة
ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله فقال: (أخبرني عن الإيمان؟....

قال البخاري في صحيحه
50 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ- ص 28 - قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الْآيَةَ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِصحيح البخاري - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِموقع الإسلام

أول ركن من أركان الإيمان : الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ
فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه – وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف، وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.
فالإيمان بالله عز وجل يتضمن توحيده في ربوبيته, و في ألوهيته, و في أسمائه و صفاته.
وأنـواع التوحيـد تدخـل كلهـا فـي تعريـف عـام وهـو :
إفـراد الله سـبحانه وتعالـى بمـا يختـص بـه .
هنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام وهـي :
1ـ توحيـد الربوبيـة .
2ـ توحيـد الألوهيـة .
3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات .
وقـد اجتمعـت هذه الأنواع الثلاثة فـي قولـه تعالـى :
{ رَبُّ السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَـا بَيْنَهُمَـا فَاعْبُـدْهُ وَاصْطَبِـرْ لِعِبَادَتِـهِ هَـلْ تَعْلَـمُ لَـهُ سَـمِيّاً }
سورة مريم / آية :
65

*توحيــد الربوبيــة
هـو الإيمـان بأن الـرب هـو الخالـق ، الـرازق ، المحيـي ، المميـت ، مُنَـزِّل الكتـب ، مرسـل الرسـل ، المجـازي فـي الدنيـا والآخـرة ، وإفـراده سـبحانه بكـل هـذا .
*أقسـام توحيـد الربوبيـة هـى :
1 ـ قــدر كونــي :
قـال تعالى : { إِنَّمَـا قَوْلُنَـا لِشَـيْءٍ إِذَا أَرَدْنَـاهُ أَن نَّقُـولَ لَـهُ كُـن فَيَكُـونُ } سورة النحل / آية : 40
فالقـدر الكونـي : كالخلـق ، والـرزق ، والإحيـاء ، والإماتـة ، والنفـع ، والضـر .
2ـ قـدر تشـريعي :
وهـو يشـمل العلـم ، والرسـالات ، والكتـب ، والوحـي ، والتحليـل ، والتحريـم .
ـ ومـن أدلـة ذلـك :
ـ ( العلـم ) : قـال تعالـى : { ... ذَلِكُمَـا مِمَّـا عَلَّمَنِـي رَبِّـي ... } .سورة يوسف / آية : 37

وقـال تعالـى : { ... وَقُـل رَّبِّ زِدْنِـي عِلْمـاً }
سورة طه / آية : 114
ـ ( الرسـالات ) : قـال تعالى : { لِيَعْلَـمَ أَن قَـدْ أَبْلَغُـوا رِسَـالاَتِ رَبِّهِـمْ .. } سورة الجن آية 28 .
ـ ( الكتـب ) : قـال تعالـى : { ... تِلْـكَ آيَـاتُ الْكِتَـابِ وَالَّـذِيَ أُنـزِلَ إِلَيْـكَ مِـن رَّبِّـكَ الْحَـقُّ ... } سورة الرعد / آية : 1
ـ ( الوحـي ) : قـال تعالـى : { ذَلِـكَ مِمَّـا أَوْحَـى إِلَيْـكَ رَبُّـكَ مِـنَ الْحِكْمَـةِ ... }
سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ ( التحليـل والتحريـم ) :
قـال تعالـى : { قُـلْ تَعَالَـوْاْ أَتْـلُ مَـا حَـرَّمَ رَبُّكُـمْ عَلَيْكُـمْ ... } .سورة الأنعام / آية : 151 .
باختصـار القـدر التشـريعي يشـمل : ( افعـل ولا تفعـل ) .
3 ـ القــدر الجزائــي :
فالـذي يجـازي فـي الدنيـا والآخـرة إنمـا هـو الـرب .
مـن أمثلـة الجـزاء فـي الدنيـا :
قولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِأَصْحَـابِ الْفِيـلِ } .سورة الفيل / آية : 1 .
وقولـه تعالـى :{ أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِعَـادٍ } سورة الفجر / آية : 6 .
ومـن أمثلـة الجـزاء فـي الآخـرة :
قولـه : { ... إِنَّـا أَعْتَدْنَـا لِلظَّالِمِيـنَ نَـاراً أَحَـاطَ بِهِـمْ سُـرَادِقُهَا ... } . سورة الكهف / آية : 29 .
وقولـه : { إِنَّ الَّذِيـنَ آمَنُـوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ إِنَّـا لاَ نُضِيـعُ أَجْـرَ مَـنْ أَحْسَـنَ عَمَـلاً * أُوْلَئِـكَ لَهُـمْ جَنَّـاتُ عَـدْنٍ تَجْـرِي مِـن تَحْتِهِـمُ الأََنْهَـارُ ... } .سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .

*توحيد الألوهية:
هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية:
  • إخلاص المحبة لله عز و جل, فلا يتخذ العبد من دون الله ندًا يحبه كما يحب الله عز وجل.
  • إفراد الله عز و جل في الدعاء و التوكل و الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه و تعالى.
  • إفراد الله عز و جل بالخوف منه , فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها و قدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
  • إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة و السجود و الصوم , و جميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار. هنا


إن توحيـد الألوهيـة جـزء هـام مـن عقيـدة المؤمـن ، إذ هـو ثمـرة توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء والصفـات ، وجَنـاه الطيـب .

*توحيــد الأســماء والصفـات:
هو الاعتقاد الجازم بأن الله عز و جل متصف بجميع صفات الكمال, و منزه عن جميع صفات النقص, و أنه متفرد عن جميع الكائنات. و يكون هذا بإثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه أو أثبته له رسولُه صلّى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات الواردة في الكتاب و السنة من غير تحريف ألفاظها أو معانيها, و لا تعطيلها بنفيها أو نفي بعضها عن الله عز وجل, و لا تكييفها بتحديد كنهها و إثبات كيفية معينة لها, و لا تشبيهها بصفات المخلوقين. فيجب على المسلم أن لا يقع في التشبيه, أو التحريف و التغيير و التبديل, أو التعطيل, أو التكييف. هنا

واعتقـاد أن هـذه الأسـماء والصفـات علـى الحقيقـة لا علـى المجـاز ، وأن لهـا معـانٍ حقيقيـة تليـق بجـلال الله وعظمتـه .
أي : نثبـت لله مـا أثبتـه لنفسـه مـن أسـماء وصفـات- على الحقيقة -، ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف . لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله لأنه سبحانه ليس كمثله شيء
لقولـه تعالـى : { ... لَيْـسَ كَمِثْلِـهِ شَـيْءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ } سورة الشورى / آية : 11.
فقـد أثبـت سـبحانه صفتـي السـمع والبصـر ، ونفـى المِثليـة .

ولنعلم علم اليقين أنه لا يجوز التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى


ثمرات الإيمان بالله تعالى:
للإيمان بالله تعالى ثمرات عظيمة نذكر منها:
1ـ تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره.
2ـ كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
تحرير العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم فإن هذا هو العز الحقيقي.

د.عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-19-2012 الساعة 05:05 AM
  #18  
قديم 12-25-2012, 03:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس الثالث عشر
12 صفر 1434 هـ

ثانياً: الإيمان بالملائكة:
الإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان وأركانه

والإيمان بالملائكة يدخل في الإيمان بالغيب لكوننا لا نراهم وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين بالغيب إذ قال :
"ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
البقرة :2 ، 3


من هم الملائكة:
الملائكة عالم غيبي خلقه الله سبحانه وتعالى وعددهم كبير جداً ، يكفي في بيان كثرتهم ماثبت في حديث الإسراء من أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى البيت المعمور سأل جبريل عليه السلام عنه فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ،
"..... فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ....."
صحيح البخاري - كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ - بَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ-3035
هنا
فانظروا يارعاكم الله إلى العدد العظيم الكبير للملائكة إذ في اليوم الواحد يدخل سبعون ألفاً ولايعودون ، فسبحان خالقهم جل جلاله ،وتبارك اسمه ، وتعالى سلطانه ، ولاإله غيره .
خلقهم الله عز وجل من نور :
قال مسلم في صحيحه
2996 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ،قالا: قَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،قال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ "
صحيح مسلم - كِتَاب الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ - بَاب فِي أَحَادِيثَ مُتَفَرِّقَةٍ هنا،


لايُشَاهَدون، وقد يشاهدون
ولكن الأصل أنهم لا يشاهدون،

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَيضاً قَال:
قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا - ص 38 - قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - بَاب بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ والْإِيمَانِ بِالقَدَرِ - حديث 8 هنا

وحديـث ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما :
قال الإمام أحمد في مسنده
2674 حَدَّثَنَا
حَسَنٌ ،قال:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ " كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - ص 294 - فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ
.
مسند أحمد - وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ - مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذاك جبريل وهو الذي شغلني عنك هنا
وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص :341

ـ وحديـث أسـامة بـن زيـد ـ رضي الله عنهما -
قال البخاري في صحيحه
4695 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،قال: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أُنْبِئْتُ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ مَنْ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَتْ هَذَا دِحْيَةُ فَلَمَّا قَامَ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ أَبِي قُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ"
صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن هنا
دحيـة الكلبـي : هـو دحيـة بـن خليفـة الكلبـي .كـان صحابيـًا مشـهورًا بالجمـال ، وكـان جبريـل ينـزل علـى صورتـه .

_ يقومون بأمر الله ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6
  • وهـم خلـق خلقهـم الله عـز وجـل قبـل خلـق الإنسـان بزمـن لايعلـم مقـداره إلا الله .
قـال تعالـى :
{ وَإِذْ قَـالَ رَبُّـكَ لِلْمَلاَئِكَـةِ إِنِّـي جَاعِـلٌ فِـي الأَرْضِ خَلِيفَـةً ... } .
سورة البقرة / آية : 30 .
فخاطبهـم قبـل خلـق الإنسـان فـدل هـذا علـى وجودهـم قبلـه


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-22-2014 الساعة 01:16 AM
  #19  
قديم 01-01-2013, 02:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس الرابع عشر
19 صفر 1434 هـ
*والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور لا بد منها :
1- الإقرار الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله ، مربوبون مسخرون و عباد مكرمون "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ.لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ" الأنبياء/26 :27 و ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم/6 و( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) الأنبياء/19 :20 .
2- الإيمان بأسماء من علمنا اسمه منهم : كجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ،ومالك ، ورضوان ، وغيرهم عليهم السلام .
3-الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه : كما علمنا من السنة وصف جبريل عليه السلام ، وأن له ستمائة جناح قد سد الأفق ( أي ملأ السماء ) .
4-الإيمان بأعمال من علمنا عمله منهم : فجبريل عليه السلام ، موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور ، وهو أيضاً أحد حملة العرش ،وميكائيل موكل بالمطر ، ومنهم من وكل بقبض أرواح بني آدم وكل ذي روح وهو ملك الموت وأعوانه ،ومالك موكل بالنار ، وغير هؤلاء ممن علمنا أعمالهم ووظائفهم ،وهكذا .
. .
موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف

وما اشتهر من أن خازن الجنة اسمه رضوان - كما هو مشهور - غير صحيح لعدم وجود الدليل الشرعي الصحيح عليه ..
وقد اشتهر على ألسنة كثير من العلماء في تفاسيرهم وشروحهم لكتب الحديث .
*

ويقرره كثير من الأخوة الكرام الأفاضل ضمن أصل اعتقاد أهل السنة في الملائكة :
- كما في الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة (1/53) قال مؤلفه :
فأَهل السُنّة والجماعة : يؤمنون بهم إِجمالا ، وأَمَّا تفصيلا فما صح به الدليل ، ومَن سمّاه الله ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منهم كجبريل الموكل بالوحي ، وميكائيل الموكل بالمطر ، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور ، وملك الموت الموكل بقبض الأَرواح ، ومالك خازن النَّار ، ورضوان خازن الجنة ، وملكي القبر منكر ونكير . اهـ
هنا
وقد جاء ذكره في أحاديث ضعيفة غير ثابتة

إنَّ لكلِّ شيءٍ قلبًا ، وإنَّ قلبَ القرآنِ يس ، ومَن قرَأ يس وهو يريدُ بها اللَّه عزَّ وجلَّ ؛ غفر اللَّهُ لهُ ، وأُعطِيَ من الأجرِ كأنَّما قرأ القرآن اثنتَي عشرةَ مرَّةً ، وأيُّما مسلِمٍ قُرِئَ عندَهُ إذا نزل به مَلكُ الموتِ سورةُ يس ؛ نزلَ بكلِّ حرفٍ من سورةِ يس عَشرةُ أملاكٍ يقومونَ بين يدَيهِ صفوفًا ويستَغفرونَ له ، ويشهَدون غَسلَهُ ، ويُشيِّعونَ جنازَتَهُ ، ويُصلُّونَ عليهِ ، ويشهَدونَ دفنَهُ . وأيُّما مسلِمٍ قرأ يس وهو في سكَراتِ الموتِ ؛ لم يقبِضْ ملَكُ الموتِ روحَهُ حتَّى يجيئَهُ رضوانُ خازِنُ الجنَّةِ بشربَةٍ من شرابِ الجنَّةِ فيشرَبَها وهو على فراشِهِ ، يقبِضُ ملكُ الموتِ روحَهُ وهو ريا ، ويمكثُ في قبرِهِ وهو ريَّانُ ، ويُبعَثُ يومَ القيامةِ وهو ريَّانُ ، ويُحاسَبُ وهو ريَّانُ ، ولا يحتاجُ إلى حوضٍ من حياضِ الأنبياءِ حتَّى يدخلَ الجنَّةَ وهو ريَّانُ الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5870 -خلاصة حكم المحدث: موضوع
الدرر السنية

علاقـة الملائكـة بالخالـق :
علاقـة الملائكـة بالخالـق ، علاقـة العبوديـة الخالصـة ، والطاعـة والامتثـال ، والخضـوع المطلـق لأوامـره عـز وجـل .
قـال تعالـى : { يَخَافُـونَ رَبَّهُـم مِّـن فَوْقِهِـمْ وَيَفْعَلُـونَ مَـا يُؤْمَـرُونَ } .
سورة النحل / آية : 50 .
وقـال تعالـى : { ... لاَ يَعْصُـونَ اللهَ مَـا أَمَرَهُـمْ وَيَفْعَلُـونَ مَـا يُؤْمَـرُونَ } .
سورة التحريم / آية : 6

علاقــة الملائكــة بالكــون


* خزنـة السـموات :


ـ جـاء فـي حديـث البـراء بـن عـازب عنـد الإمـام أحمـد وأبـي داود قـال :
قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ( فـي شـأن روح العبـد المؤمـن ) :
" ..... فيصعـدون بهـا فـلا يمـرون بهـا علـى مـلأ مـن الملائكـة إلا قالـوا : مـا هـذه الـروح الطيـب ؟ فيقولـون : فـلان بـن فـلان بأحسـن أسـمائه التـي كانـوا يسـمونه بهـا فـي الدنيـا حتـى ينتهـوا بهـا إلـى السـماء الدنيـا فيسـتفتحون لـه فيفتـح لهـم فيشـيعه مـن كـل سـماء مقربوهـا إلـى السـماء التـي تليهـا حتـى ينتهـي بـه إلـى السـماء السـابعة ..... " .
( وقـال عـن روح الكافـر ) : " ..... فيصعـدون بهـا فـلا يمـرون بهـا علـى مـلأ مـن الملائكـة إلا قالـوا : مـا هـذا الـروح الخبيـث ؟ فيقولـون : فـلان بـن فـلان بأقبـح أسـمائه التـي كـان يسـمى بهـا فـي الدنيـا حتـى ينتهـي بـه إلـى السـماء الدنيـا فيسـتفتح لـه فـلا يفتـح لـه " . ثـم قـرأ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تُفَتَّـحُ لهـم أبـوابُ السـماءِ ولا يدخلـون الجنـة حتـى يلـجَ الجمـلُ فـي سَـمِّ الخِيـاطِ " .
وهو حديث حسن . وذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الجنائز .

ـ ومـن أدلـة ذلـك أيضـًا حديـث المعـراج الطويـل وفيـه :
" ..... فانطلـق بـي جبريـل حتـى أتـى السـماء الدنيـا فاسـتفتح ، فقيـل مـن هـذا ؟
قـال : جبريـل .
قيـل : ومـن معـك ؟ . قـال : محمـد . قيـل : وقـد أرسـل إليـه ؟ . قـال : نعـم .
قيـل : مرحبـًا بـه ، فنعـم المجـيء جـاء ، ففتـح ..... " . وهـذا فـي كـل سـماء .
رواه البخارى ومسلم / الفتح الرباني / ص : 120 .
* حملــة العــرش :

قـال تعالـى : { الَّذِيـنَ يَحْمِلُـونَ الْعَـرْشَ وَمَـنْ حَوْلَـهُ يُسَـبِّحُونَ بِحَمْـدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِـهِ ... } . سورة غافر / آية : 7 .
* عـن جابـر بـن عبـد الله الأنصـاري ـ رضي الله عنهما ـ عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أذن لـي أن أحـدث عن ملـك مـن ملائكـة الله تعالـى مـن حملـة العـرش ، إن مـا بيـن شـحمة أذنـه إلـى عاتقـه مسـيرة سـبعمائة عـام " .
رواه أبو داود / كتاب السنة / حديث رقم : 4712 .

وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع / حديث رقم : 854 .
* ملــك الجبــال :

* عـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ أنهـا قالـت لرسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
يـا رسـول الله هـل أتـى عليـك يـوم كـان أشـد مـن يـوم أحـد ؟
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " لقـد لقيـت مـن قومـك ، وكـان أشـد مـا لقيـت منهـم يـوم العقبـة إذ عرضـت نفسـي علـى ابـن عَبْـدِ يَالِيـل بـن عبـد كُـلال فلـم يجبنـي إلـى ما أردتُ ، فانطلقـتُ ـ وأنـا مهمـوم ـ علـى وجهـي ـ ( أي علـى الجهــة المواجهــة لـي ) ـ فلـم أسـتفق إلا وأنـا بقـرن (1) الثعالـب ، فرفعـتُ رأسـي ، فـإذا أنـا بسـحابة قـد أظلتنـي فنظـرتُ فـإذا فيهـا جبريـل ، فنادانـي فقـال : إن الله قـد سـمع قـول قومـك لـك ومـا ردوا عليـك ، وقـد بعـث الله إليـك ملـك الجبـال لتأمـره بمـا شـئت فيهـم .
فنادانـي ملـك الجبـال وسـلم علـيَّ ثـم قـال :
يـا محمـد إن الله قـد سـمع قـول قومـك لـك وأنـا ملـك الجبـال وقـد بعثنـي ربـك إليـك لتأمرنـي بأمـرك فيمـا شـئت ؟ إن شـئتَ أن أطبـق عليهـم الأخشـبين (2) .
فقـال لـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" بـل أرجـو أن يُخـرِجَ الله مـن أصلابهـم مـن يعبد الله وحـده لا يشـرك بـه شـيئًا " .
رواه البخاري / كتاب : بدء الخلق / باب : إذا قال أحدكم آمين / حديث رقم : 3231 . ورواه مسلم / كتاب :

الجهاد / باب : ما لقي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من أذى المشركين / حديث رقم : 1795 .
( 1 ) قــرن الثعالــب : ويقـال لهـا قـرن المنـازل ، وهـي مكـان علـى مسـيرة يــوم وليلـة مـن
مكـة .
( 2 ) الأخشـبين : جبـلان عظيمـان . والمقصـود أن ملـك الجبـال باسـتطاعته أن يجعـل الجبليـن يلتقيـان علـى أهـل مكـة فيموتـوا جميعـًا .
* الملــك الموكــل بالسـحاب :

* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : أقبلـت يهـود إلـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقـال : يـا أبـا القاسـم إنـا نسـألك عـن خمسـة أشـياء فـإن أنبأتنـا بهـن عرفنـا أنـك نبـي واتبعنـاك . فأخـذ عليهـم مـا أخـذ إسـرائيل (1) علـى بنيـه إذ قالـوا : " الله علـى مـا نقـول وكيـل " . قـال : " هاتـوا " .
قالـوا : أخبرنـا عـن علامـة النبـي ؟ .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " تنـام عينـاه ولا ينـام قلبـه " .
قالـوا : أخبرنـا مـا حـرم إسـرائيل علـى نفسـه ؟ .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " كـان يشـتكي عـرق النسـا (2) فلـم يجـد شـيئًا يلائمـه إلا ألبـان كـذا و كـذا " . ـ يعنـي الإ بـل ـ فحـرم لحومهـا .
قالـوا : صدقـت ، أخبرنـا مـا هـذا الرعـد ؟ .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : "ملـك مـن ملائكـة الله عـز وجـل مُوَكَّـل بالسـحاب ، بيـده أو فـي يـده مخـراق مـن نـار (3) يزجـر بـه السـحاب يسـوقه حيـث أمـر الله " .
قالـوا : فمـا هـذا الصـوت الـذي يسـمع ؟ .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " صوتـه " (4) .
قالـوا : صدقـت ، إنـا بقيـت واحـدة وهـي التـي نبايعـك إن أخبرتنـا بهـا ، فإنـه ليـس مـن نبـي إلا لـه ملـك يأتيـه بالخبـر ، فأخبرنـا مَـنْ صاحبـك ؟ .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " جبريـل ـ عليه السلام ـ " .
قالـوا : جبريـل ، ذاك الـذي ينـزل بالحـرب والقتـال والعـذاب ، عدونـا ! ! لـو قلـت ميكائيـل الـذي ينـزل بالرحمـة والنبـات والقطـر لكـان .
فأنـزل الله عـز وجـل : { ... مَـن كَـانَ عَـدُوّاً لِّجِبْرِيـلَ ... } إلـى آخـر الآيـة .سورة البقرة / آية : 97 .
رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في " دلائل النبوة " .
( 1 ) إسـرائيل : هـو يعقـوب بـن إسـحاق بـن إبراهيـم عليهـم السـلام .
( 2 ) عـرق النسـا : هـو وجـع فـي عـرق يمتـد مـن الـورك إلـى الكعـب .
( 3 ) مخـراق مـن نـار : المخـراق فـي الأصـل ثـوب يلـف ويضـرب بـه الصبيـان بعضهـم بعضـًا ، وأراد هنـا آلـة تزجـر بهـا الملائكـة السـحاب .
( 4 ) صوتـه : يعنـي صـوت المخـراق .

* وعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" بينـا رجـل بفـلاة (1) مـن الأرض فسـمع صوتـًا فـي سـحابة : اسـق حديقـة فـلان ، فتنحـى ذلـك السـحاب (2) ، فأفـرغ مـاءه فـي حَـرَّة (3) ، فـإذا شَـرْجة (4) مـن تلـك الشِّـراج قـد اسـتوعبت ذلـك المـاء كلـه (5) ، فتتبـع المـاء فـإذا رجـل قائـم في حديقتـه يحـوِّل المـاء بِمسـحاته (6) ، فقـال لـه : يـا عبـد الله ، مـا اسـمك ؟ .
قـال : فـلان ، للاسـم الـذي سـمع فـي السـحابة .
فقـال لـه : يـا عبـد اللـه ، لـم تسـألنـي عـن اسـمي ؟ .
فقـال : إنـي سـمعتُ صوتـًا فـي السـحاب الـذي هـذا مـاؤه يقـول :
اسـق حديقـة فـلان ، لاسـمك ، فمـا تصنـع فيهـا ؟ .
قـال : أمَّـا إذ قُلـتَ هـذا فإنـي أنظـر إلـى مـا يخـرج منهـا ، فأتصـدق بثلثـه ، وآكـل أنـا وعيالـي ثلثـًا ، وأرد فيهـا ثلثـه " .
رواه مسلم / كتاب : الزهد والرقائق / باب : الصدقة في المساكين / حديث رقم : 2984 .
( 1 ) بفـلاة : هـي المفـازة وهـي الأرض التـى لا مـاء فيهـا ، وسـميت مفـازة تفـاؤلاً واسـتبشارًا لأن الـذي يمشـي فـي مثـل هـذه الأرض يظـن بـه الهلكـة .
( 2 ) فتنحـى ذلـك السـحاب : يعنـي اتجـه السـحاب ناحيـة معينـة .
( 3 ) حـرة : الحـرة : الأرض ذات الحجـارة السـود .
( 4 ) شـرجة : القنـاة التـي تحمـل المـاء .
( 5 ) اسـتوعبت ذلـك المـاء كلـه : أي جمعتـه .
( 6 ) بمسـاحته : المسـحاة : أداة مـن أدوات الزراعـة يحـول بهـا المـاء كالفـأس ونحوهـا .

* حراسـة الملائكــة لمكــة والمدينـة :

* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" ليـس مـن بلـد إلا سـيطؤه الدجـال إلا مكـة والمدينـة ، ليـس لـه مـن نقابهـا (1) نقـب إلا عليـه الملائكـة صافيـن (2) يحرسـونها ، ثـم ترجـف (3) المدينـة بأهلهـا ثـلاث رجفـات ، فيخـرج الله كـل كافـر ومنافـق " .
البخاري / كتاب : فضائل المدينة / باب : لا يدخل الدجال المدينة / حديث رقم : 1881 .

مسلم / كتاب : الفتن / باب : قصة الجساسة / حديث رقم : 2943 .
( 1 ) نقابهـا : مداخلهـا ، والمـراد بهـا الأبـواب .
وقـد ورد فـي " الصحيـح " أن المدينـة يومئـذ لهـا سـبعة أبـواب علـى كـل بـاب ملكـان .
( 2 ) صافيـن : أي يقفـون فـي صفـوف .
( 3 ) ترجـف المدينـة : يحصـل لهـا زلزلـة وهـي ثـلاث رجفـات ، يعنـي : زلازل .

* وعـن أبـي بكـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لا يدخـل المدينـة رعـب المسـيح الدجـال ، لهـا يومئـذ سبعـة أبـواب علـى كـل بـاب ملكـان " .
البخاري / كتاب : فضائل المدينة / حديث رقم : 1879

* الملـك الموكــل بالنفــخ فـي الصــور :


* عـن أبـي هريـرة مرفوعـًا : " مـا طـرف صاحـب الصـور مـذ وكـل بـه مسـتعد ينظـر نحـو العـرش مخافـة أن يؤمـر قبـل أن يرتـد إليـه طرفـه كـأن عينيـه كوكبـان دريـان "


رواه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع / رقم : 1078 .
* خزنــة جهنــم :

قـال تعالـى : { وَسِـيقَ الَّذِيـنَ كَفَـرُوا إِلَـى جَهَنَّـمَ زُمَـراً حَتَّـى إِذَا جَاؤُوهَـا فُتِحَـتْ أَبْوَابُهَا وَقَـالَ لَهُـمْ خَزَنَتُهَـا أَلَـمْ يَأْتِكُـمْ رُسُـلٌ مِّنكُـمْ يَتْلُـونَ عَلَيْكُـمْ آيَـاتِ رَبِّكُـمْ وَيُنذِرُونَكُـمْ لِقَـاء يَوْمِكُـمْ هَـذَا قَالُـوا بَلَـى وَلَكِـنْ حَقَّـتْ كَلِمَـةُ الْعَـذَابِ عَلَـى الْكَافِرِيـنَ * قِيـلَ ادْخُلُـوا أَبْـوَابَ جَهَنَّـمَ خَالِدِيـنَ فِيهَـا فَبِئْـسَ مَثْـوَى الْمُتَكَبِّرِيـنَ } . سورة الزمر / آية : 71 ، 72 .

وقـال تعالـى : { ... عَلَيْهَـا مَلاَئِكَـةٌ غِـلاَظٌ شِـدَادٌ لاَ يَعْصُـونَ اللهَ مَـا أَمَرَهُـمْ وَيَفْعَلُـونَ مَـا يُؤْمَـرُونَ } . سورة التحريم / آية : 6 .

* عـن سـمرة بـن جُنـدب ـ رضي الله عنه ـ قـال :
قـال النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " رأيـت الليلــة رجليـن أتيانـي فقـالا : الـذي يوقـدالنـار " مالـك " خـازن النـار ، وأنـا جبريـل وهـذا ميكائيـل " .
رواه البخاري / كتاب : بدء الخلق / باب : ذكر الملائكة / حديث رقم : 3236 .
عـدد الملائكـة الذيـن يجـرون جهنـم :
* عـن عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " يؤتـى بجهنـم يومئـذ (1) لهـا سـبعون ألـف زمـام (2) مـع كـل زمـام سـبعون ألـف ملـك يجرونهـا " .
رواه مسلم / كتاب : صفة الجنة / باب : شدة حر نار جهنم / حديث رقم : 2842 .
( 1 ) يومئـذ : يعنـي يـوم القيامـة .
كمـا قـال تعالـى فـي " سـورة الفجـر " : { وَجِـيءَ يَوْمَئِـذٍ بِجَهَنَّـمَ ... } .
( 2 ) زمـام : هـو مـا يجعـل فـي أنـف البعيـر يشـد عليـه المقـود .
والمقـود : هـو الحبـل الـذي يشـد فـي هـذا الزمـام .

* خزنــة الجنــة :

قـال تعالـى : { وَسِـيقَ الَّذِيـنَ اتَّقَـوْا رَبَّهُـمْ إِلَـى الْجَنّـَةِ زُمَـراً حَتَّـى إِذَا جَاؤُوهَـا وَفُتِحَـتْ أَبْوَابُهَـا وَقَـالَ لَهُـمْ خَزَنَتُهَـا سَـلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُـمْ فَادْخُلُوهَـا خَالِدِيـنَ } . سورة الزمر / آية : 73 .

وقـال تعالـى : { ... وَالمَلاَئِكَـةُ يَدْخُلُـونَ عَلَيْهِـم مِّـن كُـلِّ بَـابٍ * سَـلاَمٌ عَلَيْكُـم بِمَـا صَبَرْتُـمْ فَنِعْـمَ عُقْبَـى الـدَّارِ } . سورة الرعد / آية : 23 ، 24 .

الملائكـة الموكلـون بأبـواب الجنـة :
* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ قـال :
قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " آتِـي بـاب الجنـة يـوم القيامـة فأسـتفتح فيقـول الخـازن : مـن أنـت ؟ . فأقـول : محمـد ، فيقـول : بـك أمـرت لا أفتـح لأحـد قبلـك " .
صحيح مسلم / كتاب : الإيمان / حديث رقم : 197 .

باب : قول النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " أنا أول الناس يشفع في الجنة " .
* * * * *


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-19-2014 الساعة 04:41 AM
  #20  
قديم 01-08-2013, 08:50 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس الخامس عشر
26 صفر 1434 هـ

علاقــة الملائكــة بالإنسـان

الإنسـان هـو المخلـوق الـذي سـخر الله لـه مـا فـي الكـون كلـه ، قـال تعالـى :
{ أَلَـمْ تَـرَوْا أَنَّ اللهَ سَـخَّرَ لَكُـم مَّـا فِـي السَّـمَاوَاتِ وَمَـا فِـي الأَرْضِ ... } .
سورة لقمان / آية : 20 .
فحفـظ الملائكـة ورعايتهـا للسـموات والأرض ومـا فيهـن رعايـة لـه ، وعـون لـه علـى القيـام بحـق الخلافـة فـإن للملائكـة أعمـالاً كثيـرة فـي حيـاة الإنسـان .

أمثلـة ذلـك وليـس علـى سـبيل الحصـر :

· نـزول الملائكـة بالرسـالات علـى الرسـل :

فالملائكـة هـم الذيـن اختارهـم رب العالميـن لإيصـال هـداه إلى أهـل الأرض عـن طريق رسـله الكـرام ، والملـك المختـار لهـذه المهمـة هـو " جبريـل " ـ عليه السلام ـ .
قـال تعالـى : { وَإِنَّـهُ لَتَنزِيـلُ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ * نَـزَلَ بِـهِ الـرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَـى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِـنَ الْمُنذِرِيـنَ * بِلِسَـانٍ عَرَبِـيٍّ مُّبِيـنٍ }
سورة الشعراء / آية : 192 ـ 195 .

كيـف كـان الوحـي يأتـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؟
النفث في الرُّوع .
وهو ما يقذفه الله في قلب الموحَى إليه مما أراد الله تعالى ، وهو داخل في " الوحي " المذكور في قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الشورى/ 51 .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أَنّه لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ وَلاَ يَحْمِلَنّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَن تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ ) .
رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 4 ) من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 2085 ) .
قال المناوي – رحمه الله - :
( في رُوعِي ) بضم الراء ، أي : ألقى الوحي في خلَدي وبالي ، أو في نفسي ، أو قلبي ، أو عقلي ، من غير أن أسمعه ولا أراه .
" فيض القدير " ( 2 / 571 ) .
3. الرؤيا الصادقة .
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : " أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ .
رواه البخاري .
وقال عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ – وهو من كبار التابعين - : " رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ ( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ) " .
رواه البخاري ( 138 ) .
4. عن طريق جبريل عليه السلام ، وكان يأتيه على صور ، منها :
أ. أن يأتيه على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها .
عن مسروق أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ) التكوير/ 23 وقوله ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) النجم/ 13 ، 14 : فَقَالَتْ : أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ( إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) .
رواه مسلم ( 177 ) .
ب. أن يأتيه في مثل صلصلة الجرس .
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
" أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا"
صحيح البخاري - كِتَاب بدْءِ الْوحْيِ - إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى - حديث رقم :2
موقع الإسلام

قال البغوي – رحمه الله - :
قوله ( يأتيني في مثل صلصلة الجرس ) فالصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، قال أبو سليمان الخطابي : يريد - والله أعلم - أنه صوت متدارِك يسمعه ولا يثبته عند أول ما يقرع سمعه حتى يتفهم ، ويستثبت ، فيتلقفه حينئذٍ ويعيه ، ولذلك قال : وهو أشده عليَّ .
" شرح السنَّة " ( 13 / 322 ) .
وقال أبو العباس القرطبي – رحمه الله - :
وقوله ( وهو أشده عليَّ ) إنما كان أشد عليه لسماعه صوت الملك الذي هو غير معتاد ، وربما كان شاهَدَ الملَك على صورته التي خُلق عليها ، كما أخبر بذلك عن نفسه في غير هذا الموضع ، وكان يشتد عليه أيضاً ؛ لأنه كان يريد أن يحفظه ويفهمه مع كونه صوتا متتابعا مزعجاً ، ولذلك كان يتغير لونه ، ويتفصد عرقه ، ويعتريه مثل حال المحموم ، ولولا أن الله تعالى قواه على ذلك ، ومكَّنه منه بقدرته : لما استطاع شيئا من ذلك ، ولهلك عند مشافهة الملك ؛ إذ ليس في قوى البشر المعتادة تحمل ذلك بوجه .
" المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " ( 6 / 172 ) .
وقال المباركفوري – رحمه الله - :
( وهو أشده علي ) أي : هذا القسم من الوحي أشد أقسامه على فهم المقصود ؛ لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة ، أشكلُ من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود ، وفائدة هذه الشدة : ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى ورفع الدرجات .
" تحفة الأحوذي " ( 10 / 79 ) .
ج. أن يتمثل له رجلاً ، قد يُرى من الصحابة ، كما في حديث جبريل المشهور ، وقد تمثل للنبي صلى الله عليه وسلم بصورة الرجل الغريب ، فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان .
وقد لا يُرى منهم ، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها : أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ ) .
رواه البخاري ( 2 ) ومسلم ( 2333 ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من التنزيل عليه بالوحي ، ويظهر ذلك بالعرق الذي كان يسيل من جبه
ته وجبينه في اليوم الشديد البرد ، إلا أن بعض صور الوحي كانت عليه يسيرة كتشكل جبريل بصورة رجل ، إلا أن أشدَّها عليه صلى الله عليه وسلم كانت مجيئ الوحي على مثل صلصلة الجرس

هنا
· هنـاك الملائكـة الموكلـون بحفـظ الإنسـان وكتابـة أعمالـه :

قـال تعالـى : { وَإِنَّ عَلَيْكُـمْ لَحَافِظِيـنَ * كِرَامـاً كَاتِبِيـنَ * يَعْلَمُـونَ مَـا تَفْعَلُـونَ } .
سورة الانفطار / آية : 10 ـ 12 .
وقـال تعالـى : { مَـا يَلْفِـظُ مِـن قَـوْلٍ إِلاَّ لَدَيْـهِ رَقِيـبٌ عَتِيـدٌ }

سورة ق / آية : 18 .

الاستغفار للمؤمنين

قال تعالى: { ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم }( غافر:7) .

"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ "

سورة غافر - سورة 40 - آية 7


كتابة وإحصاء أعمال المكلفين من خير أو شر

قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
سورة ق - سورة 50 - آية
،
قال تعالى: {كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون }(الانفطار:11-12).

من الملائكة من هو موكل بتتبع حِلَقَ الذِّكْر
فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر. فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم ).
إنَّ للهِ ملائكةً يطوفون في الطُّرُقِ يلتمسون أهلَ الذِّكرِ ، فإذا وجدوا قومًا يذكرون اللهَ تنادَوْا : هلُمُّوا إلى حاجتِكم . قال : فيحُفُّونهم بأجنحتِهم إلى السَّماءِ الدُّنيا ، قال : فيسألُهم ربُّهم ، وهو أعلمُ منهم ، ما يقولُ عبادي ؟ قال : تقولُ : يُسبِّحونك ويُكبِّرونك ويحمدونك ويُمجِّدونك ، قال : فيقولُ : هل رأَوْني ؟ قال : فيقولون : لا واللهِ ما رأَوْك ، قال : فيقولُ : وكيف لو رأَوْني ؟ قال : يقولون : لو رأَوْك كانوا أشدَّ لك عبادةً ، وأشدَّ لك تمجيدًا وأكثرَ لك تسبيحًا ، قال : يقولُ : فما يسألونني ؟ قال : يسألونك الجنَّةَ ، قال : يقولُ : وهل رأَوْها ؟ قال : يقولون : لا واللهِ يا ربِّ ما رأَوْها ، قال : يقولُ : فكيف لو أنَّهم رأَوْها ؟ قال : يقولون : لو أنَّهم رأَوْها كانوا أشدَّ عليها حِرصًا ، وأشدَّ لها طلبًا ، وأعظمَ فيها رغبةً ، قال : فممَّ يتعوَّذون ؟ قال : يقولون : من النَّارِ ، قال : يقولُ : وهل رأَوْها ؟ قال : يقولون : لا واللهِ يا ربِّ ما رأَوْها ، قال : يقولُ : فكيف لو رأَوْها ؟ قال : يقولون : لو رأَوْها كانوا أشدَّ منها فِرارًا ، وأشدَّ لها مخافةً ، قال : فيقولُ : فأُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم . قال : يقولُ ملَكٌ من الملائكةِ : فيهم فلانٌ ليس منهم ، إنَّما جاء لحاجةٍ . قال : هم الجُلساءُ لا يشقَى بهم جليسُهم"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6408
الدرر السنية

من الملائكة من يجاهد مع المؤمنين
قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ }(الأنفال:9)
· هنـاك ملائكـة يكتبـون أعمـال المريـض :
* عـن عبـد الله بـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنهما ـ قـال :
قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :" إن العبـد إذا كـان علـى طريقـة حسـنة مـن العبـادة ثـم مـرض ، قيـل للملَـكِ الموكـل بـه : اكتـب لـه مثـل عملـه إذا كـان طليقـًا حتـى أطلقـه أو أكفتـه إلـيَّ " .
رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين "

مجلد : 1 / ص : 548 .الفتح الرباني / ص : 116.

· وكذلـك هنـاك ملـك يقـف عـن يميـن المصلـي :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" إذا قـام أحدكـم إلـى الصـلاة فـلا يبصـق أمامـه فإنمـا يناجـي الله مـا دام فـي مصـلاه ، ولا عـن يمينـه فإن عـن يمينـه ملكـًا ، وليبصـق عـن يسـاره أو تحـت قدمـه فيدفنهـا " .
فتح الباري / كتاب : الصلاة / باب : دفن النخامة في المسجد / حديث رقم : 416 .

· رايــة للملـك :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" مـا مـن خـارج يخـرج ـ يعنـي مـن بيتـه ـ إلا بيـده رايتـان :
رايـة بيـد ملـك ، ورايـة بيـد شـيطان ، فـإن خـرج لمـا يحـب الله عـز وجـل ، أتبعـه الملـك برايتـه ، فلـم يـزل تحـت رايـة الملـك حتـى يرجـع إـى بيته ، وإن خـرج لمـا يسـخط الله أتبعـه الشـيطان برايتـه فلـم يـزل تحـت رايـة الشـيطان حتـى يرجـع إلـى بيتـه " .
رواه أحمد : 8269 . وصححه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسندمماليس في الصحيحين " ج : 2 / ص : 326 .

· وهنـاك الملـك الموكـل بالرحـم :
* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" إن الله عـز وجـل وكـل بالرحـم ملكـًا يقـول : يـارب علقـة ، يـارب مضغـة ، فـإذا أراد أن يقضـي خلقـه قـال : أذكـر أم أنثـى ؟ شـقي أم سـعيد ؟ فمـا الـرزق والأجـل ؟ فيكتـب فـي بطـن أمـه " .
رواه البخاري / كتاب : الحيض / باب : مخلقة وغير مخلقة / حديث رقم : 318 .
مسلم / كتاب : القدر / باب : كيفية خلق الآدمي / حديث رقم : 2646 .
· دعاؤهـم لمـن يعـود أخـاه المسـلم :
* عـن علـي بـن أبـي طالـب ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا مـن امـرئ مسـلم يعـود مسـلمًا إلا ابتعـث الله سبعيـن ألـف ملـك يصلـون عليـه فـي أي سـاعات النهـار حتـى يمسـي ، وأي سـاعات الليـل كـان حتـى يصبـح " .

رواه أبو داود وابن ماجه . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع " .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 04-29-2014 الساعة 01:33 PM
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 03:26 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology