ما أسرع اللحظات الحلوة تمر أسرع مما نتخيل لذلك قال الحكماء من قديم الأزل أن اللحظات الحلوة عمرها قصير.. نعم فها هو رمضان قد مر منه عشر ايام ومن منا يمكن أن ينكر أنه شعر بهذه الايام العشرة إلا كما يشعر بالدمعة تنساب بسرعة من العين لتجري على صفحة الوجه ثم تسقط بسرعة دون أن نشعر بها.
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
ها قد مضى الثلث الأول منك يا رمضان ، والثلث كثير
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..
نفوس العابدين اطمأنت في ساعاتك.. وقلوب الراكعين ساجدين تبتلت في محرابك
سبحان الله..
منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان".
و منذ أيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان
فقد هل الهلال، مع النداء الشهير :
"يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .."
و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضى الثلث الأول من رمضان !!
سبحان الله.. أبهذه السرعة
رمضان.. هذا الضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..
مضى ثلثه.. "و الثلث كثير"..
الليلة أول ليال العشر الوسطى من رمضان
مضت عشر فضائل من الشهر المبارك ، مضت عشر ليال كلها نور واإشعاع في قلوب المسلمين ، عشر مضت
هل كسبنا عتق من النار؟؟؟
حيث أن لله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار .
وانتهت العشر الأول... نرجو الكريم المنان أن يشملنا مع المقبولين والذين شملتهم شأبيب الرحمة من العلي القدير .
عشر كلها روحانيات من صلاة وصيام وقيام وعمل الخير والتواصل والزيارات والتهنئة
فهل ياترى أدينا الواجبات على الصفات التي ترضي الرب عنا ؟
هل صلينا كما ينبغي وشاركنا المصلين بالمساجد ، هل حافظنا عليها تمام المحافظة وأدركنا تكبيرة الاحرام مع المسلمين وحصلنا على أجر بضع وعشرين درجة عن الصلاة بالمنازل؟؟؟
هل قرأنا القرءان ؟؟؟
وهل قراءتنا بتمعن وتدبر أم على قلوب اقفالها !!
هل حرص القادرين على عمرة في هذا الشهر التي تعادل حجة مع رسول الله ؟!!
هل كففنا عن النميمة والغيبة والقيل والقال ؟؟
هل تربينا بتربية الشهر الكريم التربية الاسلامية وتأدبنا مع ربنا بأدب الحبيبالمصطفى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) هل تأسينا باخلاقة فهو قدوتنا... فديته بنفسي وأمي وأبي .
أم أننا سلكنا طريقا آخر قضيناه بالسهر واللهو والمسلسلات والافلام والمعاكسات وايذاء عباد الله في الاسواق والهواتف ؟!! ونمينا خطايا وسيئات اكثر ، وتركنا الصلاة والقرآن والذكر !!
هل صفحة العشر الأولى بيضاء ناصعة بالخيرات والحسنات
ونلنا الرحمة والمغفرة والعتق من النار من العزيز الجبار .
ام انها لازالت صفحة مظلمة ولا زال الشيطان يعبث بها بشره وفسقه وامتهانه لنا وتضييع مناهل الخير التي تغمرنا في تلك الليالي المشعة بالنور .
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات
ماذا أودعنا هذه الأيام العشر ؟
كيف نحن والقرآن ؟
كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟
كيف نحن والقيام ؟
كيف نحن وتفطير الصائمين ؟
كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟
كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟
هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا مع الخوالف..؟
لنجعل تلك الأيام والليالي الماضية من شهرنا الكريم معياراً ومقياساً نتعرف من خلالها على حصيلة تلك الأعمال ، ونحاسب أنفسنا على مافرطنا
ونتدارك الليالى القادمة ونستغلها الاستغلال الأمثل . بالطاعات والروحانيات
التي قد لا تعود علينا ثانية . فالفرص لاتعوض
فمن ضيع فرصة ثمينة
كالعشر الأولى فعليه الانتباه والحرص لليالي القادمة .
عوض مافاتك
بليالي المغفرة .. ومن بعدها ليالي العتق من النار.
مر ثلث رمضان.....فلنلتمس قلوبنا في ما تبقى منه ...... عسى أن تعود كما كانت .....وعسى أن تولد من جديد.....أو عسى أن يكتب الله لها عتقا وتوبة لا تشقى بعدها أبدا...
ملاحظة : الحديث الذي نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنه شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار )والذي يتداوله الكثير من الناس حديث ضعيف قال عنه الالباني أنه منكر لديه.
اللهم ارزقنا رحمتك وعفوك وغفرانك ، ولا تحرمنا من صالح العمل وارزقنا الإخلاص وأعتقنا من النار
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد
وعلى آله وصحبه اجمعين .
منقول للفائدة والعظة